مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قطع طرق امداد تنظيم الدولة الاسلامية بين سوريا وتركيا

اكراد يشيعون في كوباني رفاقا لهم قتلوا في معارك منبج 4 يونيو 2016 afp_tickers

قطعت قوات سوريا الديموقراطية طرق الامداد الرئيسية لتنظيم الدولة الاسلامية بين مناطق سيطرته في سوريا والحدود التركية، بعد تطويقها بالكامل الجمعة مدينة منبج في ريف حلب، في ضربة جديدة للجهاديين.

وبعد حصار مطبق منذ العام 2012 من قوات النظام، دخلت ليلا اول قافلة محملة بمساعدات غذائية الى مدينة داريا في ريف دمشق، حيث يعيش سكانها المدنيون ظروفا معيشية صعبة. ووفق ناشط في المدينة والمرصد السوري، لم يتم توزيع اي من هذه المساعدات بعد، جراء قصف جوي كثيف تتعرض له داريا منذ صباح اليوم.

في ريف محافظة حلب (شمال)، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم مقاتلين اكرادا وعربا، بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية، الجمعة من تطويق مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بعد ان قطعت الطرق المتفرعة منها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان قوات سوريا الديموقراطية “تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي ومحاصرة مدينة منبج التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل”، مشيرا الى “قطع الطريق الاخيرة بين منبج والحدود التركية”.

وبحسب المرصد، تم قطع الطرق كافة من والى منبج المتصلة بمناطق اخرى تحت سيطرة التنظيم: شمالا نحو جرابلس الحدودية مع تركيا، من الجهة الجنوبية الشرقية نحو مدينتي الطبقة والرقة، غربا نحو مدينة الباب، ابرز معقل للجهاديين في محافظة حلب.

وكتب الموفد الاميركي الخاص للرئيس باراك اوباما لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك في تغريدة على موقع “تويتر” الجمعة “قوات سوريا الديموقراطية قطعت الطريق بين منبج والباب. ارهابيو داعش باتوا مطوقين بالكامل ولا منفذ لهم”.

وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها تنظيم الدولة الاسلامية لحماية طريق امداده الرئيسية التي تنطلق من الرقة، مرورا بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال قوات سوريا الديموقراطية ومن الجنوب قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولا الى منبج فجرابلس على الحدود التركية.

– طرق “خطرة وصعبة”-

ولا يزال التنظيم يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية الى تركيا، لكنها اكثر خطورة وصعوبة وطولا، بحسب المرصد.

واوضح عبد الرحمن “بات على الجهاديين حتي يتنقلوا بين الرقة والحدود التركية، سلوك طريق اكثر خطورة بالنسبة اليهم لان قوات النظام السوري (…) قريبة منها”.

وبدات قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي هجوما منذ 31 ايار/مايو لاستعادة السيطرة على منبج، وتمكنت من السيطرة على اكثر من 79 قرية ومزرعة في محيط المدينة، بحسب المرصد.

واسفرت الاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ بدء الهجوم عن مقتل 159 جهاديا و22 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية، بالاضافة الى 37 مدنيا، وفق حصيلة للمرصد.

وفر آلاف المدنيين مطلع الاسبوع من مدينة منبج مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية الى مشارفها خوفا من المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.

– قصف على داريا –

في ريف دمشق، يعرقل القصف الجوي الكثيف الذي تقوم به قوات النظام السوري على مدينة داريا المحاصرة عملية توزيع المساعدات الغذائية التي دخلت للمرة الاولى ليلا الى المدينة منذ العام 2012.

وافاد المرصد ظهرا بالقاء الطيران المروحي التابع لقوات النظام اكثر من عشرين برميلا متفجرا على احياء عدة في المدينة.

وتحدث الناشط المعارض في داريا شادي مطر لفرانس برس عبر الانترنت عن “قصف كثيف بالبراميل المتفجرة استهدف بشكل عشوائي المدينة منذ التاسعة من صباح اليوم”.

وقال مطر، الناشط في المجلس المحلي لمدينة داريا، “لم يتم بعد توزيع المساعدات التي دخلت امس الى المدينة بسبب كثافة القصف”.

وتمكن الهلال الاحمر السوري بالتعاون مع الامم المتحدة ليل الخميس الجمعة من ادخال قافلة من تسع شاحنات تتضمن موادا غذائية الى مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية.

وقال مدير العمليات في الهلال الأحمر السوري تمام محرز لفرانس برس ان القافلة “تحتوي على مساعدات غذائية، بينها مأكولات جافة وأكياس من الطحين، ومساعدات غير غذائية بالإضافة إلى مساعدات طبية”.

وافاد عامل في برنامج الاغذية العالمي في شريط فيديو نشره المجلس المحلي لمدينة داريا على صفحته على موقع فيسبوك فجر الجمعة بان المساعدات تتضمن “٤٨٠ سلة غذائية مخصصة ل٢٤٠٠ شخص ولمدة شهر واحد فقط”.

ويقدر المرصد السوري والمجلس المحلي عدد المقيمين في المدينة بثمانية الاف، فيما تتحدث الامم المتحدة عن اربعة الاف مدني محاصرين في داريا.

وتقدر الامم المتحدة وجود 592,700 شخص يقيمون في 19 منطقة محاصرة في سوريا التي تشهد منذ منتصف اذار/مارس 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 280 الف مدني وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

في جنيف، اعلنت الامم المتحدة الجمعة انها تنتظر موافقة الحكومة السورية لادخال مساعدات الى منطقتي حي الوعر في مدينة حمص (وسط) والزبداني في ريف دمشق.

وكان المبعوث الاممي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا اكد الخميس ان الحكومة السورية اعطت الموافقات اللازمة لنقل المساعدات الى كل المناطق المحاصرة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية