مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو وطهران وانقرة ترحب بالانسحاب الاميركي من سوريا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصافحا نظيره التركي رجب طيب اردوغان خلال قمة سوتشي في 14 شباط/فبراير 2019 afp_tickers

رحب رؤساء روسيا وايران وتركيا الخميس خلال اجتماع في سوتشي باعلان انسحاب القوات الاميركية من سوريا، وتعهدوا “تعزيز تعاونهم” لوضع حد للنزاع في هذا البلد.

واجتمع الرؤساء الروسي والإيراني والتركي الخميس في جنوب روسيا في محاولة لاحياء تسوية النزاع السوري.

وسوريا التي تعيش في حربٍ منذ ثماني سنوات أسفرت عن أكثر من 350 ألف قتيل، هي في صلب حركة دبلوماسية مكثّفة هذا الأسبوع، مع لقاء التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الجهادي في ميونيخ، والقمة حول الشرق الأوسط في وارسو بحضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال الرئيس الروسي ان المباحثات في سوتشي “تناولت تأثير اعلان خطة واشنطن سحب القوات الاميركية من المناطق في شمال شرق البلاد على التطور المستقبلي للوضع في سوريا”.

واضاف ان “وجهة نظرنا المشتركة مفادها ان انجاز هذه المرحلة سيكون نقطة ايجابية تساعد في استقرار الوضع في المنطقة”.

وتناولت المباحثات ايضا مصير محافظة ادلب السورية (شمال غرب)، اخر معقل للفصائل المعارضة. وتوافق الرؤساء الثلاثة على اتخاذ “تدابير ملموسة” لضمان استقرار الوضع في هذه المنطقة التي تشهد مواجهات متقطعة منذ اسابيع.

– احتواء نهائي للتصعيد –

وصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “لا نريد وقوع ازمات انسانية جديدة وكوارث جديدة في ادلب او في مناطق اخرى في سوريا”، لافتا الى انه يتوقع ان “يحترم (النظام السوري) التهدئة”.

واضاف ان روسيا وتركيا كانتا توصلتا الى “اتفاق” لتسيير “دوريات مشتركة” بهدف احتواء “الجماعات المتطرفة” في محافظة ادلب، من دون تفاصيل اضافية.

وقال بوتين مفتتحا الاجتماع “اليوم، وعمليا على مجمل الاراضي السورية، يتم التزام نظام وقف اطلاق النار وتتراجع اعمال العنف تدريجا. وهذه نتيجة ملموسة وايجابية لعملنا المشترك”.

وخلال القمة، شدد بوتين على اهمية الاتفاق على اجراءات تهدف الى ضمان “نزع نهائي لفتيل التصعيد” في ادلب سواء بالنسبة الى موسكو او طهران او انقرة.

واعتبر ان صمود وقف اطلاق النار “لا يعني ان علينا القبول بوجود المجموعات الارهابية في ادلب”، داعيا الى بحث “الاجراءات الملموسة التي يمكن لروسيا وتركيا وايران اتخاذها معا للقضاء نهائيا على هذه البؤرة الارهابية”.

وكانت القمة الاخيرة بين الرؤساء الايراني والتركي والروسي في ايران في ايلول/سبتمبر اظهرت التباينات بينهم بالنسبة الى مصير ادلب.

وعقد على الاثر لقاء بين بوتين واردوغان لتجنب هجوم كان النظام السوري يعتزم شنه في المحافظة. واعلن قيام “منطقة منزوعة السلاح” روسية تركية في هذه المحافظة التي لا تسيطر عليها قوات النظام السوري.

وبموجب الاتفاق الروسي التركي، على جميع المقاتلين المتطرفين، وخصوصا جهاديي هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سوريا) الانسحاب من المنطقة. لكن مقاتلي الهيئة عززوا سيطرتهم مذاك وباتوا يسيطرون “على اكثر من تسعين في المئة” من المحافظة وفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

– المسألة الكردية –

كما دعا أردوغان إلى انسحاب المقاتلين الأكراد من شمال شرق سوريا. وقال إن “وحدة أراضي سوريا لن تضمن ولن تعود المنطقة لأصحابها الحقيقيين” طالما ظلوا فيها.

وتعتبر أنقرة القوات الكردية في وحدات حماية الشعب مجموعة إرهابية. وهي تسيطر على مدينة منبج الاستراتيجية والمناطق السورية شرق الفرات منذ أن طردت منها جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وبدعم من المقاتلين العرب في قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، حاصرت وحدات حماية الشعب الكردية جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في جيب لا تتجاوز مساحته كيلومترا مربعا.

وفرضت روسيا التي تستضيف القمة، نفسها لاعبا أساسيا في النزاع منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015 لدعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي بات يسيطر على ثلثي الأراضي في البلاد تقريباً.

وطغى مسار استانا الذي أطلقته روسيا وإيران وتركيا على المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة، بدون أن يجري التوصل حتى الآن إلى تسوية نهائية للنزاع السوري.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية