مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قمة للاتحاد الاوروبي ودول الشراكة الشرقية تتفادى المواضيع الخلافية

رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك (يمين) يستقبل الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في بروكسل في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 لمناسبة انعقاد قمة الشراكة الشرقية بين الاتحاد الأوروبي ودول من الاتحاد السوفياتي السابق afp_tickers

يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي وست دول من الاتحاد السوفياتي سابقا الجمعة في بروكسل سعيا لترسيخ “الشراكة” بينهم مع تفادي المواضيع الخلافية مثل النزاع في أوكرانيا وعدم وجود ضمانات لانضمام هذه البلدان الى التكتل.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فور وصولها الى بروكسل “يجب ان نفتح أعيننا على تصرفات دول معادية مثل روسيا التي تهدد النمو المحتمل لشركائنا وتحاول تدمير قوانا مجتمعة”.

والموضوعان الرئيسيان الحاضران الغائبان عن اجتماع “الشراكة الشرقية” سيكونان روسيا وهيمنتها على الدول التي تعتبر أنها ضمن “دائرة نفوذها”، ومخاوف العواصم الاوروبية حيال التدخلات الروسية في عملياتها الانتخابية.

ويردد المسؤولون في بروكسل أن القمة التي تعقد صباح الجمعة بين رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الأوروبي الـ28 وأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا وبيلاروسيا وأرمينيا واذربيجان، ليست “موجهة ضد أي بلد”.

وقال فلاديمير ماكي وزير خارجية بيلاروسيا “نحن ضد هذه المواجهات. تقع بيلاروسيا بين فكي كماشة، روسيا من جهة، والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. انهما متنافسان لسوء الحظ ونود الابتعاد عن خطاب المواجهة”، داعيا الى “توحيد قوانا لتجاوزهما”.

من جهته، حاول رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتل الطمأنة قائلا “هذا ليس المكان المناسب لحل النزاعات، والاختيار بين أوروبا وطرف آخر”.

– نزاعات –

لكن في مؤشر إلى حذرهم الشديد وصعوبة التوصل إلى اتفاق بينهم حول المواضيع الخلافية، فإن النص الختامي الذي سيصدر عن القمة لن يتضمن أي ذكر للنزاع الذي بدأه انفصاليون موالون لروسيا في أوكرانيا وأوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ 2014.

كما أن البيان الختامي لن يأتي على ذكر ضم روسيا للقرم، في خطوة أثارت تنديدا شديدا من الاتحاد الأوروبي خلال القمة الأخيرة للشراكة الشرقية في ريغا عام 2015.

ويكتفي النص بالدعوة إلى “تجديد الجهود للتشجيع على تسوية سلمية للنزاعات في المنطقة”.

من جهتها، اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها ستلتقي نظيرها الاوكراني بترو بوروشينكو “لمعرفة ما اذا كنا نستطيع ان نحرز تقدما صغيرا” في تنفيذ اتفاقيات مينسك التي من المفترض ان تؤسس وقفا لاطلاق النار في شرق اوكرانيا.

وقالت مساء الخميس ان “الشراكة الشرقية مهمة جدا بالنسبة لامننا”.

مساء الخميس، اكد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان “الاتحاد الأوروبي لن يعترف أبدا بضم روسيا غير القانوني للقرم”.

وخلافا للعام 2015، يتفادى البيان الإشارة تحديدا إلى النزاعات الانفصالية الكثيرة في دول الاتحاد السوفياتي سابقا والتي يندد الغربيون بتدخل روسي فيها، ولا سيما بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورني قره باغ، وبين جورجيا والانفصاليين الموالين لروسيا الذين انشقوا وأعلنوا جمهوريتين، وفي منطقة ترانسنيستريا في مولدافيا.

وشدد مسؤول أوروبي كبير طلب عدم الكشف عن هويته على أن “قمة الشراكة الشرقية ليس أداة لتسوية النزاعات، بل أداة لمناقشة كيفية تطوير شراكتنا وتثبيتها”.

وفضل الاتحاد الأوروبي هذه المرة التركيز على قائمة من عشرين “مكسبا ملموسا للمواطنين” يعد بدعمها، مطالبا في الوقت نفسه شركاءه من الجمهوريات السوفياتية السابقة بتشديد مكافحة الفساد والمزيد من الديموقراطية وقضاء أكثر استقلالية.

– “بريكست اولا” –

قال رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب “سنواصل التزاماتنا لتمكين التنمية الاقتصادية ومكافحة الفساد وتحسين الحوكمة وكل المجالات التي تم احراز تقدم فيها والتي نريد مواصلة العمل فيها مع شركائنا”.

والهدف هو تعزيز شعبية الاتحاد الأوروبي لدى الرأي العام في هذه البلدان. ومن السبل المعتمدة للتوصل إلى ذلك توسيع برنامج “إيراسموس” الأوروبي للتبادل الجامعي وتقديم دعم مالي للشركات المتوسطة والصغرى. كما يتم بحث مسالة تخفيض كلفة التجوال للهواتف المحمولة.

لكن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم إعطاء أدنى تعهد بشأن انضمام قريب لهذه الدول، رغم التطلعات الكبرى لدى بعضها مثل أوكرانيا وجورجيا.

وأبدت هولندا بصورة خاصة رفضا قاطعا بهذا الشأن، بعدما رفض مواطنوها اتفاق شراكة للاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا في استفتاء نظم عام 2016.

بدوره، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر “هذه ليست قمة للتوسع او الانضمام”.

واوضح بيتل “هذه ليست اللحظة المناسبة. لدينا بريكست وعلينا حل المشاكل داخل الاتحاد”.

لكن البلدان الشرقية في الاتحاد الاوروبي ترغب في ارسال إشارة أكثر إيجابية.

وقالت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكيتي “بالطبع”ستكون اوكرانيا ستكون قادرة على الانضمام الى الاتحاد، “حالما تكون جاهزة، لكن ذلك سيكون في زمن بعيد”.

وتوجه منظمات حقوقية انتقادات الى هذا الاجتماع الذي يحضره قادة يعتبرون مستبدين مثل رئيسي بيلاروسبا الكسندر لوكاشينكو الذي رفض الدعوة، واذربيجان الهام علييف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية