مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قمة مصغرة بين الاتحاد الاوروبي ودول البلقان في بروكسل لبحث ازمة الهجرة

مهاجر مع طفله يعبر الحدود سيرا بين اليونان ومقدونيا 24 اكتوبر 2015 afp_tickers

يعقد الاتحاد الاوروبي قمة مصغرة الاحد في بروكسل تقررت بشكل طارىء مع الدول الاوروبية الاكثر عرضة لتدفق المهاجرين الذين يعبرون البلقان بهدف بحث حلول “جماعية” لهذه الازمة غير المسبوقة.

واعلنت المفوضية الاوروبية التي دعت الى القمة ان هدفها تلبية “الحاجة الى مزيد من التعاون والقيام بمشاورات اكثر وتحركات عملانية فورية” بالنسبة للدول الواقعة على طريق غرب البلقان الذي يسلكه المهاجرون واللاجئون من تركيا واليونان للوصول الى شمال الاتحاد الاوروبي.

ودعا رئيس المفوضية جان كلود بونكر رؤساء دول وحكومات عشر دول اعضاء في الاتحاد (المانيا والنمسا وبلغاريا وكرواتيا واليونان والمجر وهولندا ورومانيا وسلوفينيا والسويد) وايضا ثلاث دول من خارجه هي البانيا ومقدونيا وصربيا.

وستشارك ايضا في القمة لوكمسبورغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ومفوض الامم المتحدة الاعلى للاجئين انتونيو غوتيريس والوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) والوكالة الاوروبية للجوء. وتبدأ القمة عند الساعة 15,00 ت.غ.

وسيحضرها ايضا رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك.

وسيعقب القمة عشاء عمل يتم خلاله التطرق الى قضية “اعادة توزيع” اللاجئين المثيرة للجدل.

في المقابل تغيب عن القمة دول اعضاء مثل ايطاليا او فرنسا.

واعتبر المستشار النمسوي فيرنر فايمان في مقابلة الاحد ان هدف القمة هو “اما تعزيز الوحدة الاوروبية واما ان نشهد التفكك البطيء للاتحاد الاوروبي”.

وسبق ان عرض يونكر على المشاركين 16 اقتراحا بهدف “اعادة الاستقرار وادارة الهجرة في المنطقة وابطاء تدفق” المهاجرين عبر “مقاربة جماعية تتخطى الحدود”.

والاحد، قال يونكر لصحيفة بيلد الالمانية ان “الدول الموجودة على طول طريق غرب البلقان عليها ان تسهر على ضمان الاليات (مع تامين) احترام القواعد”.

-تهديد باغلاق الحدود-

وبين الاجراءات المقترحة تعهد القادة “بالامتناع عن تسهيل تحركات المهاجرين او اللاجئين على حدود دولة اخرى في المنطقة بدون موافقة الدول المعنية”.

وفي مشروع البيان الختامي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس السبت يرد ان “سياسة تقوم على السماح للاجئين بالمرور الى الدولة المجاورة غير مقبول”.

وستبحث هذه الوثيقة صباح الاحد وفيها ايضا ان “الدول المجاورة يجب ان تعمل معا وليس واحدة ضد الاخرى”.

وكان رؤساء وزراء صربيا وبلغاريا ورومانيا حذروا السبت خلال اجتماع لهم في صوفيا من انهم سيغلقون حدودهم امام المهاجرين اذا قامت دول اخرى مثل المانيا خصوصا باغلاق حدودها.

وسلوفينيا التي اصبحت نقطة عبور جديدة تواجه صعوبة مع وصول نحو 62 الف لاجئ خلال اسبوع منذ اغلقت المجر حدودها عبر اقامة سياج، هددت في الاونة الاخيرة بنصب سياج ايضا اذا لم يقدم لها الاتحاد الاوروبي الدعم الكافي.

وخلال زيارة لمخيم اللاجئين في بريزيتشي السبت، حذر الرئيس السلوفيني بوروت باهور من ان بلاده ستضطر الى اتخاذ تدابير احادية اذا لم تكن نتائج قمة الاحد مقنعة.

واستجابة لطلبها اقترحت المفوضية الاوروبية ارسال 400 عنصر من الجمارك الاوروبية كتعزيزات الى هذه الدولة التي تعد مليوني نسمة واستقبلت 56 الف مهاجر خلال اسبوع، كما جاء في مسودة بيان الاحد.

وبخصوص ضبط الحدود الخارجية الذي يشكل اولوية في القمة الاوروبية المرتقبة في 15 تشرين الاول/اكتوبر، يطلب من قادة الدول المعنية “تسريع جهودهم” لاعادة المهاجرين الذين لا يمنحون حق اللجوء، بمساعدة تقنية من فرونتكس.

وبالنسبة للذين سيبقون، يرتقب ان تشدد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تتعرض لانتقادات شعبية متزايدة، خلال قمة الاحد على فكرة ان يتم توزيع حصص اللاجئين على دول الاتحاد الاوروبي اعتبارا من مراكز التسجيل والفرز التي تقام على حدود الدول التي تشهد تدفقا للمهاجرين بحسب ما اوردت مجلة دير شبيغل الالمانية السبت.

ومع اقتراب الشتاء حذرت منظمة العفو الدولية “من ازمة انسانية مقبلة”.

من جهتها استهجنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” “المعاملة المذلة للاشخاص الفارين على حدود اوروبا” داعية الى وقفها فورا.

ويستمر تدفق اللاجئين الفارين من النزاع السوري باعداد قياسية مع مهاجرين من دول اخرى فارين من البؤس او نزاعات اخرى.

وعلى نقطة بيركاسوفا الحدودية بين صربيا وكرواتيا الاحد، قال شاكر عبارة، وهو سوري آت من حمص، “انا على الطريق منذ اسبوع. المرحلة الاصعب كانت حين عبرت البحر من تركيا، كنا 38 شخصا على متن قارب مطاطي صغير”.

والاحد، ادى غرق احد هذه القوارب الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل قرب جزيرة ليسبوس اليونانية، فيما لا يزال 15 آخرون في عداد المفقودين.

وعلى الشواطئ الليبية، اعلن الهلال الاحمر الليبي الاحد العثور على جثث 29 مهاجرا متوقعا ان تحمل الامواج جثثا اخرى بعد غرق المركب الذي كان يقل اصحابها.

واكد البابا فرنسيس الاحد ان الكنيسة “لا تتخلى” عن عائلات المهاجرين “الذين يسيرون على طرق اوروبا”، مؤكدا ان مصير هؤلاء شكل موضع قلق كبير للمشاركين في سينودوس العائلة الذي اختتم السبت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية