مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات الامن المغربية تبحث عن زعيم الحراك في الحسيمة

صورة التقطت في 6 ايار/مايو 2017 لناصر زفزافي وهو يقرع على قدر خلال تظاهرة في الحسيمة (شمال المغرب) afp_tickers

بات ناصر زفزافي زعيم الحركة الاحتجاجية التي تهز منذ ستة اشهر منطقة الريف، منذ مساء الجمعة مطلوبا رسميا من قوات الامن المغربية وذلك بسبب تهجمه على إمام مسجد اثناء القائه خطبة الجمعة.

وقال وزير الشؤون الاسلامية احمد توفيق لوكالة فرانس برس ان زفزافي “اثار البلبلة اثناء الصلاة وأهان خطيب” مسجد محمد الخامس، مشددا على ان “ما قام به صباح اليوم هو عمل غير مسبوق (…) انها جريمة خطرة”.

وكان يوم الجمعة شهد محاولة توقيف زفزافي واعلان اعتقاله خطأ ثم وقوع مواجهات محدودة على ما يبدو مع قوات الامن المنتشرة في الحسيمة.

وقال بيان رسمي ان “الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أمر بإلقاء القبض على المعني بالأمر ناصر الزفزافي، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة”.

واوضح البيان ان قرار توقيف الزفزافي تم اثر “إقدام الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص أثناء تواجدهم داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة، على عرقلة حرية العبادات وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة”.

واظهر تسجيل فيديو تم على هاتف محمول ونشر على فيسبوك زفزافي وهو يهاجم الامام وينعته بالكاذب.

– “عمل غير مسبوق”-

وهتف زفزافي في التسجيل “هذه المساجد لله ام للمخزن (في اشارة الى الدولة). الامام جاء ليغتصب امهاتنا ونساءنا ولمحاصرة شبابنا واعتقالهم باسم الدين والدين بريء من هذا”.

واضاف “يقولون لنا الفتنة. هناك شباب لا يجدون قوت يومهم وهناك شباب هجروا خارج البلد”، مضيفا “الفتنة هي (مهرجان الموسيقى) موازين، الفتنة (…) هي الاجساد العارية التي تبث على قنوات الدولة التي تتكلم عن نفسها انها دولة اسلامية”.

وندد وزير الشؤون الاسلامية احمد توفيق الذي كان أعلن خطأ توقيف زفزافي الجمعة ب”عمل غير مسبوق وجريمة خطرة”.

وروى احد اقارب زفزافي لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه ان عناصر الامن حاولوا بالفعل اعتقال زفزافي لدى خروجه من المسجد لكنه تمكن من الافلات منهم.

وبعدها ظهر زفزافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بث مباشر من على سطح منزله محاطا بحشد من انصاره. وقال “لست خائفا. اذا ارادوا اعتقالي فليأتوا!”، قبل ان يهاجم السلطات بعنف.

واكد مصدر مأذون له في وزارة الداخلية ان زفزافي لم يعتقل وان قوات الامن تعرضت للرشق بالحجارة.

وتظاهرت مجموعات من الشباب في عدة مناطق من المدينة البالغ عدد سكانها 56 الف نسمة وانتشرت فيها قوات الامن بشكل كبير.

– ثلاثة جرحى في حالة الخطر –

اشارت وكالة انباء المغرب الرسمية الى حصول “صدامات” بين متظاهرين وعناصر من الشرطة ما أوقع عدة جرحى “ثلاثة منهم في حالة الخطر” بين صفوف قوات الامن.

واورد موقع “هسبرس” الاعلامي ان احد مراسليه تعرض للضرب من قبل المتظاهرين.

واورد مستخدمون مؤيديون للحركة الاحتجاجية على فيسبوك ان منزل زفزافي تعرض للتفتيش من قبل الشرطة. ولا يزال من غير المعروف مكان تواجد زفزافي صباح السبت.

وقال احد السكان في اتصال هاتفي مع فرانس برس “اضطرب الوضع مع الشباب لكن الهدوء عاد خلال الليل” قبيل بدء شهر رمضان.

وكان زفزافي طالب الخميس بـ”ضمانات” بعد أن تعهّدت الدولة تنفيذ مشاريع لتنمية المنطقة. وقال لفرانس برس عبر الهاتف “الدولة المغربية لها خطاب مزدوج. بالأمس تتهم اهل الريف بالانفصال واليوم تجيء للتحدث معهم”.

وأضاف “لمدة ستين عاما والدولة المغربية تتحدث عن التنمية في المنطقة، نحن لا نثق في هذه الدولة اليوم”.

والاثنين تفقد وفد حكومي مغربي كبير مشاريع تنموية في الحسيمة بهدف “تسريعها”، وهو مطلب رئيسي للمحتجين الذين يتظاهرون منذ ستة اشهر.

ويشهد اقليم الحسيمة في منطقة الريف تظاهرات منذ مصرع بائع سمك نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2016 سحقا داخل شاحنة نفايات.

واتخذت هذه التظاهرات مع الوقت طابعا اجتماعيا وسياسيا للمطالبة بالتنمية في المنطقة التي يعتبر سكانها انها مهمشة.

وتسعى الحكومة منذ سنوات الى احتواء الاستياء. وبادرت الى عدد من الاعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، مرسلة وفودا وزارية في الاشهر الستة الاخيرة، لكنها عجزت عن تهدئة الاحتجاجات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية