مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات النظام تتقدم في شمال غرب سوريا (المرصد)

مواطنون سوريون يتفقدون الاضرار بعد ضربة جوية على سوق خضار في معرة النعمان في محافظة ادلب في 8 تشرين الاول/اكتوبر. afp_tickers

حققت قوات النظام السوري تقدماً عند أطراف محافظة ادلب في شمال غرب البلاد على حساب فصائل جهادية وإسلامية، في اطار هجوم للسيطرة على أجزاء من المنطقة وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

وتأتي العمليات العسكرية رغم كون إدلب والمناطق المحاذية لها جزءاً من اتفاق خفض التوتر الساري في المنطقة منذ تموز/يوليو.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تدور منذ أيام اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة، وهيئة تحرير الشام وفصائل اخرى من جهة أخرى، عند الحدود الإدارية بين محافظتي ادلب وحماة (وسط) المجاورة”.

وتمكنت قوات النظام مدعومة بقصف روسي كثيف من السيطرة على “عدد من القرى والبلدات” في المنطقة.

وأحصى المرصد مقتل “عشرة مدنيين على الأقل الخميس بينهم أربعة أطفال في محافظة ادلب جراء غارات روسية وسورية وقصف مدفعي لقوات النظام استهدف خمس بلدات وقرى محاذية لتلك التي تدور فيها المعارك”.

وبدأت قوات النظام هجومها الهادف وفق المرصد الى “السيطرة على ريف ادلب الشرقي المحاذي لمحافظة حماة” قبل أربعة أيام، وقد أعقب مواجهات مستمرة في المنطقة منذ شهرين.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الأربعاء أن وحدات الجيش تنفذ “منذ نحو شهرين عملية عسكرية في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وادلب وحلب لاجتثاث ارهابيي جبهة النصرة”، تمكنت بموجبها من السيطرة على عدد من القرى والبلدات.

وخرجت محافظة ادلب الحدودية مع تركيا عن سيطرة القوات الحكومية منذ العام 2015. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) منذ أشهر على الجزء الأكبر منها، فيما يقتصر تواجد الفصائل الإسلامية على مناطق أخرى محدودة فيها.

ودفعت المعارك مئات العائلات إلى النزوح من قراها بحسب عبد الرحمن.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس الخميس في محافظة إدلب عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة تقل مدنيين مع حاجياتهم في طريقها نحو ريف ادلب الشمالي هربا من منطقة المعارك.

وتشكل محافظة ادلب مع أجزاء محاذية لها من محافظات حلب (شمال) وحماة واللاذقية (غرب) إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في أيار/مايو بموجب محادثات أستانا برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.

ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه ادلب، بعد انتهائها من آخر أكبر المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق.

وشكلت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين تم اجلاؤهم من مناطق عدة في سوريا قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها.

ولطالما رأى مراقبون أن إدلب قد تشكل الهدف المقبل لقوات النظام وحليفته روسيا بعد الانتهاء من المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل اكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية