مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات النظام تدخل محافظة الرقة ابرز معاقل الجهاديين في سوريا

جنود سوريون في دورية في مدينة القريتين في محافظة حمص بعد استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية في 3 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

دخلت قوات النظام السوري السبت بدعم جوي روسي ولاول مرة منذ نحو عامين الى محافظة الرقة المعقل الابرز لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يتصدى في الوقت ذاته لهجومين اخرين تشنهما قوات سوريا الديمقراطية بغطاء اميركي في شمال البلاد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين موالين دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات +صقور الصحراء+ وبغطاء جوي روسي تمكنوا السبت من دخول الحدود الادارية لمحافظة الرقة” في شمال البلاد.

وبدأت قوات النظام الخميس هجوما من منطقة اثريا في ريف حماة الشمالي وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية وتسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.

ويهدف الهجوم بالدرجة الاولى وفق المرصد، الى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يوجد بالقرب منها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

وتقع اثريا على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب غرب الطبقة التي تبعد بدورها نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة، مركز المحافظة.

وباتت قوات النظام وفق المرصد، على بعد اقل من 40 كيلومترا عن مدينة الطبقة والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في اب/اغسطس 2014، بعد اعدامه 160 جنديا اثر سيطرته على مطار الطبقة العسكري.

وبحسب عبد الرحمن، فانها “المرة الاولى التي تدخل فيها قوات النظام الى محافظة الرقة” منذ ذلك الحين.

واعلن تنظيم الدولة الاسلامية صيف العام 2014 قيام “الخلافة الاسلامية” على مناطق سيطرته في سوريا وابرزها الرقة وكذلك في العراق المجاور.

– “تنسيق” اميركي روسي –

بدأ التحالف الدولي بقيادة اميركية في ايلول/سبتمبر 2014 تنفيذ غارات جوية تستهدف تحركات التنظيم ومواقعه في مناطق سيطرته. كما توجه روسيا منذ ايلول/سبتمبر 2015 ضربات جوية تستهدف التنظيم ومجموعات اخرى في سوريا.

وياتي هجوم قوات النظام بدعم روسي في الرقة بعد بدء قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين اكرادا وعربا وبدعم جوي من التحالف الدولي هجوما مماثلا في 24 ايار/مايو لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقا من محاور عدة احدها باتجاه الطبقة ولكن من ناحية الشمال.

وتعليقا على تزامن الهجومين باتجاه الطبقة، قال عبد الرحمن “يبدو ان هناك تنسيقا غير معلن بين واشنطن وموسكو”.

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على كامل محافظة الرقة باستثناء مدينتي تل ابيض وعين عيسى اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية وابرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية.

في شمال البلاد ايضا، يتصدى تنظيم الدولة الاسلامية لهجوم ثالث في محافظة حلب المجاورة، حيث تحاول قوات سوريا الديمقراطية التقدم باتجاه مدينة منبج، ابرز معاقله شمال مدينة حلب.

وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها الاربعاء التقدم والسيطرة على 34 قرية ومزرعة وفق المرصد.

ولمدينة منبج اهمية استراتيجية اذ تقع على خط الامداد الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية بين الرقة والحدود التركية.

في موازاة ذلك، تستمر الغارات الكثيفة لقوات النظام على الاحياء الشرقية في مدينة حلب تزامنا مع اطلاق الفصائل المقاتلة قذائف على الاحياء الغربية في المدينة.

واحصى المرصد مقتل تسعة اشخاص على الاقل جراء الغارات على الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، غداة سقوط عشرات المدنيين.

في المقابل، افاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل بمقتل 11 شخصا بينهم طفل جراء “القذائف التي اطلقها ارهابيون على احياء المشارقة والميدان والفيض” تحت سيطرة قوات النظام في غرب حلب.

ولا تزال طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد المتبقي من الاحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي بحكم المقطوعة مع استهداف اي حركة عبرها، ما يجعل الاحياء الشرقية “محاصرة تماما في الوقت الراهن” وفق عبد الرحمن.

– مساعدات “محدودة”-

وتعثرت كافة المحاولات في الاونة الاخيرة لاستمرار وقف الاعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه بموجب اتفاق اميركي روسي في مناطق عدة، خصوصا في حلب وكذلك المساعي الدبلوماسية الرامية لانهاء النزاع الدامي الذي تسبب بمقتل اكثر من 280 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وجددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة في المعارضة السورية مطالبة الامم المتحدة بالزام النظام السوري بالتقيد بهدنة خلال شهر رمضان تستثني مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وبتسريع ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط في بيان السبت انه مع بدء شهر رمضان المتوقع الاثنين “دعونا نرى المواد الغذائية والادوية ومساعدات اخرى تدخل” الى المناطق المحاصرة، داعيا الى الكف عن “الاكاذيب.. والمراوغة، فقط اسمحوا للامدادات بالدخول”.

واعلن مكتب العمليات الانسانية في الامم المتحدة الجمعة موافقة السلطات السورية على ايصال مساعدات انسانية عبر قوافل برية الى 12 منطقة محاصرة خلال حزيران/يونيو، إلا أن بعض الدبلوماسيين أبدوا شكوكا، مذكرين بأن الموافقات السابقة لدمشق في الماضي لم تتحقق على الأرض.

ومن بين المناطق المحاصرة، رفض النظام السوري خصوصا ادخال مساعدات إلى حي الوعر في مدينة حمص (وسط) ومدينة الزبداني في ريف دمشق، وسمح بإيصال مساعدات محدودة إلى ثلاث مدن هي المعضمية وداريا ودوما، المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.

ويسكن قرابة 600 الف شخص، بحسب الامم المتحدة في مناطق محاصرة معظمها من قوات النظام. ويعيش اربعة ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول اليها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية