مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات حليفة للحوثيين تسيطر على مطار عدن وهادي يغادر القصر الرئاسي

يمنيون يقطعون طريقا في تعز afp_tickers

سيطرت وحدات عسكرية متحالفة مع الحوثيين الاربعاء على مطار عدن، وواصلت القوات المناهضة للحكومة تقدمها نحو هذه المدينة الواقعة جنوب اليمن، في حين تم نقل الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الى “مكان آمن” وسط دعوات لتدخل اجنبي.

وقال شهود ان وحدات من اللواء 39 المدرع المتمركزة قرب مطار عدن سيطرت على منشآت المطار. واضافوا ان هذه القوة انضمت الى الحوثيين.

واكد تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين ان وحدات من الجيش تقوم ب”تأمين مطار عدن الدولي”.

وجرت مواجهات بين عناصر من اللواء 39 المدرع ورجال مسلحين لاحقا قرب المطار لكن لم تتوفر اية معلومات حول احتمال سقوط ضحايا.

وبعد ظهر الاربعاء اغلق المطار وعلقت حركة الملاحة الجوية بسبب تدهور الوضع الامني.

ويزيد تفاقم النزاع في هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية وحليف واشنطن في مكافحة الارهاب، من مخاطر اندلاع حرب اهلية في اليمن.

وتصاعدت الازمة منذ ايلول/سبتمبر 2014 حين دخلت مليشيات الحوثيين العاصمة صنعاء للاحتجاج على سلطة الرئيس هادي وعلى مشروع دستور اقامة دولة اتحادية يحرم معقلهم صعدة في شمال البلاد من منفذ على البحر.

ورغم المحاولات التي رعتها الامم المتحدة، للتوصل الى حل للازمة فان الحوثيين استولوا في بداية شباط/فبراير 2015 بالكامل على صنعاء ووضعوا الرئيس رهن الاقامة الجبرية وذلك قبل ان ينجح في الفرار الى عدن جنوب البلد.

وفي الايام الاخيرة تم تضييق الخناق بشكل كبير على عدن حيث التي لا يزال الرئيس اليمني فيها، حسب مقربين منه.

ويعترف المجتمع الدولي بهادي رئيسا شرعيا للبلاد.

وبمساعدة عسكريين موالين لصالح، اصبح الحوثيون الاربعاء على بعد 30 كلم من عدن بعد ان سيطروا على العديد من المناطق في طريقهم وضمنها خصوصا قاعدة العند التي غادرها عسكريون اميركيون كانوا متمركزين فيها قبل ايام.

واكد الحوثيون انهم “اعتقلوا” وزير الدفاع الموالي لهادي محمود الصبيحي في محافظة لحج الجنوبية.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريحات عبر قناة المسيرة التابعة للحركة الشيعية ان محمود “الصبيحي تم اعتقاله في مدينة الحوطة” عاصمة لحج، مؤكدا انه “تم نقله الى صنعاء وهو بيد القوات المسلحة”.

كما تعرض المجمع الرئاسي في عدن الاربعاء الى غارة جوية جديدة.

وازاء تعاظم التهديد، غادر هادي القصر ونقل الى “مكان آمن في عدن”، بحسب مصدر قريب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وكان الصبيحي انشق عن الحوثيين بعد ان عينوه رئيسا للجنة الامنية التي يفترض انها تدير شؤون البلاد بموجب الاعلان الدستوري الذي فرضوه مطلع شباط/فبراير، والتحق بهادي في عدن.

وفي شرم الشيخ، طالب وزير الخارجية اليمني الموالي لهادي، رياض ياسين بتدخل عسكري عربي عاجل لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن نافيا ما راج عن مغادرة هادي اليمن.

وقال الوزير اليمني للصحافيين في منتجع شرم الشيخ بمصر حيث تعقد القمة العربية السبت على البحر الاحمر “سنطلب من القمة القادمة ان يكون هناك تدخل عاجل”. وعندما سئل ان كان التدخل عسكريا اجاب “تدخل عسكري”.

وكان الرئيس اليمني حض الثلاثاء مجلس الامن الدولي على تبني “قرار ملزم” من اجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين الى مدينة عدن.

وفي رسالة الى رئيس مجلس الامن السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، رسم الرئيس هادي صورة قاتمة للوضع. وقال خصوصا انه يخشى ان “تستغل القاعدة عدم الاستقرار الحالي من اجل زيادة الفوضى وجر البلاد نحو مزيد من العنف والتفكك”.

وبعد ان تحدث عن “مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في شرعة” الامم المتحدة، طلب الرئيس هادي من مجلس الامن “اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع لردع الميليشيات الحوثية”.

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت السعودية مستعدة لمساعدة هادي عسكريا، قال وزير خارجيتها سعود الفيصل الاثنين انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي، فان دول المنطقة ستتخذ “الاجراءات” الضرورية من اجل “حماية” مصالحها بوجه “العدوان”.

وعقد مساء الثلاثاء اجتماع لمجلس الشؤون السياسية والامن السعودي بعد يومين من زيارة قام بها وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبد العزيز للقوات المسلحة قرب الحدود مع اليمن.

وازاء احتمال دخول الحوثيين عدن، استولى عدد من السكان الاربعاء على مخزن اسلحة، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

ووصل الحوثيون في زحفهم رغم مقاومة انصار هادي من القبائل، الى ميناء المخاء المطل على باب المندب غرب عدن الذي يعتبر ممرا مهما لحركة التجارة الدولية، بحسب مصدر امني.

كما سيطروا على مدينة لحج وبلدة كرش قرب عدن.

ويرى خبراء ان اليمن اصبح ازاء سيطرة الحوثيين على الشمال وانصار هادي على الجنوب، مسرحا لحرب بالوكالة بين ايران الشيعية والسعودية السنية، ما قد يؤدي الى تفتيت البلد.

وتضاف الى ذلك عمليات شبكة القاعدة السنية المنتشرة في جنوب شرق البلاد المدعومة من قبائل محلية.

ولتفادي استفادة القاعدة من حالة الفوضى في اليمن، قالت الولايات المتحدة انها مضطرة الى اعادة تحديد استراتيجيتها تجاه هذه المنظمة التي يعتبر فرعها اليمني الاخطر.

وقالت وزارة الدفاع الاميركية الثلاثاء “بالتاكيد ان مغادرة قواتنا اليمن تجعل معركتنا ضد القاعدة اصعب، لا مجال للشك في ذلك”. لكنها اضافت انه لا يزال بامكان واشنطن ضرب القاعدة رغم التطورات.

وزاد الطين بلة اعلان تنظيم الدولة الاسلامية الناشط في عدة دول عربية، عن اول هجماته في اليمن الجمعة الذي اوقع اكثر من 140 قتيلا في صنعاء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية