مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات سوريا الديموقراطية تبدأ “المرحلة الاخيرة” من معركة الرقة

نساء واطفال في النواحي الغربية لمدينة الرقة السورية في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أعلنت قوات سوريا الديموقراطية الاحد بدء “المرحلة الاخيرة” من معركة الرقة، وذلك غداة خروج اكثر من ثلاثة آلاف مدني فضلا عن جهاديين سوريين من المعقل الابرز سابقا لتنظيم الدولة الاسلامية في البلاد بموجب اتفاق.

ولم يبق في مدينة الرقة سوى المقاتلين الاجانب في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية وافراد من عائلاتهم يتحصنون في مواقع متفرقة في وسط وشمال المدينة.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ السادس من حزيران/يونيو 2017 معارك لطرد المسلحين المتطرفين من الرقة الذين انكفأوا الى مساحة لا تتجاوز عشرة في المئة من المدينة.

وقالت المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” جيهان شيخ أحمد لوكالة فرانس برس الأحد “نحن الآن في المرحلة الاخيرة من معركة الرقة”.

واعلنت قوات سوريا الديموقراطية في بيان بدء “معركة الشهيد عدنان أبو أمجد التي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة”، مؤكدة ان هدفها “تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب”.

ويأتي الهجوم غداة التوصل الى اتفاق تسوية بوساطة مجلس الرقة المدني، الذي يضم ممثلين عن ابرز عشائر المحافظة، لاخلاء جهاديين سوريين والمدنيين من المدينة.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس عبر الهاتف “خرج اكثر من ثلاثة آلاف مدني مساء السبت الى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلين محليين من تنظيم الدولة الاسلامية”.

واكد سلو “الرقة باتت خالية تماما من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعا بشرية”.

ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب تسيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية، وغالبيتهم تحولوا الى دروع بشرية للجهاديين.

– الاجانب في الرقة –

وخرج بموجب الاتفاق ايضا 275 شخصا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وافراد من عائلاتهم من مناطق سيطرة الجهاديين في الرقة، وفق سلو الذي لم يحدد وجهتهم موضحا انه يفترض ان يصدر بيان حول الموضوع.

وكانت تضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين اجانب من مدينة الرقة ايضا.

ونفى كل من سلو ومجلس الرقة المدني خروج المقاتلين الاجانب.

واكد مجلس الرقة المدني في بيان “للتوضيح والدقة نبيّن ان الدواعش الاجانب ليسوا ضمن اهتمام مجلس الرقة المدني ولجنة العشائر ابدا، فهؤلاء لا يمكن الصفح عنهم”.

واوضح سلو “لم يعد هناك سوى 250 الى 300 ارهابي اجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم افراد من عائلاتهم” في الرقة.

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديموقراطية، اكد مرات عدة ان المقاتلين الاجانب ممنوعين من مغادرة الرقة.

وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون لفرانس برس الاحد “نحن مصرون على عدم السماح للمقاتلين الاجانب بمغادرة المدينة”، مضيفا “موقفنا كان ان يبقوا ويقاتلوا او يستسلموا من دون شروط”.

واضاف “آخر ما نريده هو ان نرى المقاتلين الاجانب يغادرون، ما يتيح لهم العودة الى بلادهم للتسبب بالمزيد من الرعب”.

– “معارك صعبة” –

وفي اطار معارك مستمرة منذ السادس من حزيران/يونيو 2017 في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على 90 في المئة منها، فيما “تدور المعارك في المساحة المتبقية” التي تتضمن احياء في وسط وشمال المدينة بينها البريد (شمال غرب) والبدو (وسط) والاندلس (شمال).

وتوقّع التحالف الدولي، الذي يدعم قوات سوريا الديموقراطية بالغارات والسلاح والمستشارين، “معارك صعبة خلال الايام المقبلة”.

واكد سلو ان المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة واللذين تحصن فيهما الجهاديون مؤخرا “باتا خاليين من المدنيين” والاشتباكات مستمرة للسيطرة عليهما.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية يتخذ مدنيين دروعا بشرية له في مواقع عدة بينها المستشفى الوطني.

وكان نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، قال لوكالة فرانس برس السبت ان “+داعش+ على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام”.

إلى ذلك، قتل اربعة اشخاص الاحد جراء سقوط قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على العاصمة دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر طبي.

وسمع مراسل فرانس برس في المدينة أصوات انفجارات عدة، ونقل عن طبيب في مستوصف نقل اليه الضحايا قوله ان احدهم “تحوّل الى اشلاء ومعظم الاصابات خطيرة نتيجة الشظايا”.

ولن تكون خسارة تنظيم الدولة الاسلامية للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق اللتين اعلن فيهما ما اسماه “الخلافة الاسلامية” في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.

مجج-ساح-رح-هت/ج ب

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية