مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات سوريا الديموقراطية تتهم روسيا بقصف وحداتها في معمل للغاز في شرق سوريا

احد عناصر قوات سوريا الديموقراطية في موقع في الرقة في 4 ايلول/سبتمبر. afp_tickers

اتهمت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن الاثنين روسيا بقصف وحداتها الموجودة في معمل كونيكو للغاز، في ريف دير الزور الشرقي، بعد يومين من سيطرتها عليه في شرق سوريا.

وقالت الناطقة الرسمية باسم حملة “عاصفة الجزيرة” ليلوى العبدالله لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان “روسيا قصفت بغارات جوية وقذائف هاون معمل الغاز كونيكو، حيث يتواجد عدد كبير من قواتنا” ما تسبب بسقوط قتيل وستة جرحى.

وبحسب المكتب الاعلامي في قوات سوريا الديموقراطية، فإن القتيل “هو اول شهيد من قواتنا يسقط بنيران روسية” في حين ان اصابة جريحين بالغة.

وياتي هذا القصف بعدما تمكنت قوات سوريا الديموقراطية السبت من السيطرة على معمل الغاز كونيكو، الذي كان يعد المعمل الابرز في سوريا قبل اندلاع النزاع.

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين في الريف الشرقي.

ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية القصف او تنفيه، مذكرة في الوقت ذاته انه “في سياق عملية القوات السورية الهادفة لتدمير اخر حصن لتنظيم الدولة في دير الزور، تنفذ الطائرات الروسية ضربات دقيقة ضد مواقع الارهابيين”.

ونددت قوات سوريا الديموقراطية في بيان بالقصف الروسي الذي يتزامن مع تسجيلها “تقدماً كبيراً في ملاحقة فلول التنظيم الإرهابي”.

واضافت “قواتنا تنفذ عملياتها العسكرية بالتنسيق مع التحالف الدولي، و لطالما تجنبنا الاصطدام مع القوى الأخرى حفاظاً على الطاقات التي يجب أن تتوحد في خندق محاربة الإرهاب”.

وافادت العبدالله انه بعد القصف الروسي “نفذت طائرات سورية تابعة للنظام غارات تزامناً مع قصف بقذائف الهاون” على المعمل، مشيرة الى حدوث اضرار مادية جراء القصف. وأكدت الاحتفاظ بـ”حق الرد والدفاع عن النفس امام اي قوة كانت”.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية أكدت اثر اعلانها بدء حملة “عاصفة الجزيرة” في ريف دير الزور الشرقي في التاسع من ايلول/سبتمبر، عدم وجود اي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا.

وشدد التحالف الدولي انذاك على أهمية احترام خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد الجهاديين في شرق سوريا. ويمتد الخط من محافظة الرقة (شمال) على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان ضد الجهاديين.

وهذه المرة الثانية التي تتهم فيها قوات سوريا الديموقراطية روسيا وقوات النظام باستهدافها في ريف دير الزور الشرقي، بعد اعلانها في 16 ايلول/سبتمبر اصابة ستة مقاتلين بجروح جراء قصف سوري روسي مشترك. ونفت روسيا حينها هذه الاتهامات.

وتتواجد أقرب نقاط سيطرة قوات النظام في بلدة خشام على بعد نحو كيلومترين من تواجد قوات سوريا الديموقراطية في معمل الغاز في ريف دير الزور الشرقي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكان معمل كونيكو يعد قبل بدء النزاع أهم معمل لمعالجة الغاز في البلاد وتبلغ قدرته 13 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في اليوم الواحد، بحسب النشرة الاقتصادية الالكترونية “سيريا ريبورت”.

وسيطرت الفصائل المعارضة عام 2012 على المعمل قبل ان يستولي عليه تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014.

وأنشئ المعمل في العام 2001 كمشروع مشترك بين الشركتين الأميركية “كونوكو فيليبس” والفرنسية “توتال” قبل انسحاب الأميركيين في العام 2005 وانتقال ادارة المعمل إلى النظام السوري.

وتضم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق حقول النفط والغاز الاكثر انتاجاً في سوريا، ما شكل مورداً رئيسياً للجهاديين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من المحافظة، قبل ان يتم استهدافها مراراً عبر غارات للتحالف الدولي بقيادة اميركية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية