مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات سوريا الديموقراطية تخوض معاركها الأخيرة للسيطرة بالكامل على الرقة

نساء واطفال في النواحي الغربية لمدينة الرقة السورية في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

تقاتل قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، آخر جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية المتحصنين في جيب وسط الرقة، أبرز معاقلهم السابقة في سوريا، تمهيداً لسيطرتها على المدينة بالكامل.

ويقدر عدد مقاتلي التنظيم المتبقين في مساحة لا تتخطى العشرة في المئة من المدينة بنحو 300 عنصر، يتواجدون بشكل رئيسي في المستشفى الوطني والمعلب البلدي في وسط الرقة.

وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس الاثنين عن دمار كبير في محيط المستشفى الوطني. وقالت إنه على بعد أبنية عدة من المستشفى، كرر مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية مطالبة المدنيين المتبقين تحت سيطرة التنظيم، بالخروج.

ورغم سماع صراخ طفل من الجهة المقابلة، لم يخرج أي من المدنيين الاثنين بخلاف ما كان عليه الحال في الأيام القليلة الماضية.

وقال المقاتل في صفوف قوات سوريا الديموقراطية شورش حلب (22 عاماً) لفرانس برس “تمشط قواتنا المنطقة حالياً لكنها لم تدخل المستشفى حتى الآن”، مشيراً الى أنه لم يعد باستطاعة التنظيم استخدام المدنيين كدروع بشرية.

وخرج نحو ثلاثة آلاف مدني فضلاً عن عشرات المقاتلين المحليين في صفوف التنظيم المتطرف من المدينة في الأيام الأخيرة، بموجب اتفاق بوساطة وجهاء عشائر.

وسمعت مراسلة فرانس برس في غرب الرقة قبل ظهر الاثنين أصوات قذائف مدفعية متفرقة كما شاهدت أعمدة دخان سوداء تتصاعد في المدينة.

وقالت المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” جيهان شيخ أحمد صباح الاثنين لفرانس برس عبر الهاتف “تخوض قوات سوريا الديموقراطية حالياً معارك هي الأقوى في مدينة الرقة”، مشيرة إلى أنه “من خلال هذه المعركة سيكون انهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، اي القضاء عليه”.

– “مقاومة” وألغام كثيفة –

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية الأحد بدء هجوم أخير لانهاء وجود تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة. وأوضحت شيخ احمد أن “عناصر داعش المتبقين يقاومون”، مشيرة الى أن المواقع الذين يسيطرون عليها “محصنة ومزروعة بألغام كثيفة”.

وفي إطار معارك مستمرة منذ السادس من حزيران/يونيو في مدينة الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على تسعين في المئة منها. وأعلنت الاثنين سيطرتها على احياء عدة في وسط وشمال المدينة بينها البدو (وسط) والأندلس (شمال)، وهي أحياء كانت خلت من الجهاديين لكنها لم تكن قد أنهت عمليات التمشيط فيها.

وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الأسبوع الماضي محادثات لضمان خروج المدنيين.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس عبر الهاتف الأحد “خرج أكثر من ثلاثة آلاف مدني مساء السبت الى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر، ومقاتلين محليين من تنظيم الدولة الاسلامية”.

وخرج بموجب الاتفاق أيضاً 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن.

وباتت مدينة الرقة، “خالية تماماً من المدنيين الذين اتخذهم داعش دروعا بشرية”، وفق سلو.

ودفعت المعارك في الرقة منذ اندلاعها عشرات آلاف المدنيين الى الفرار، فيكا بقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية، وتحول غالبيتهم دروعاً بشرية للجهاديين.

– “حتى آخر لحظة” –

وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً من مدينة الرقة، الا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم.

وأوضح سلو أنه لا يزال هناك نحو “250 الى 300 ارهابي أجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم أفراد من عائلاتهم” في الرقة.

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديموقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.

وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون الاثنين لفرانس برس إن الغارات توقفت على الرقة خلال المحادثات.

وأوضح “الآن بعد انتهاء الاجراءات واستئناف قوات سوريا الديموقراطية لهجومها في المدينة، أتوقع تكثيف الغارات”.

ورفض ديلون تحديد مهلة لتحرير المدينة، موضحاً “ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في هذا الجيب الأخير”.

ولن تكون خسارة تنظيم الدولة الاسلامية الوشيكة للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عديدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق اللتين اعلن فيهما ما اسماه “الخلافة الاسلامية” في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية