مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات سوريا الديموقراطية تدخل مدينة منبج وتشتبك مع الجهاديين

مقاتل من مجلس منبج العسكري خلال عملية استعادة المدينة من الجهاديين 15 يونيو 2016 afp_tickers

دخلت قوات سوريا الديموقراطية الخميس مدينة منبج، احد ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب في شمال البلاد، بعد ثلاثة اسابيع على اطلاق عملية واسعة لطرد الجهاديين الذين يسيطرون على المدينة منذ العام 2014.

وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب. ولمنبج تحديدا اهمية استراتيجية كونها تقع على خط الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله الابرز في سوريا، والحدود التركية.

وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “دخلت قوات سوريا الديموقراطية صباح اليوم مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة اميركية”.

واشار الى “اشتباكات عنيفة مستمرة تدور منذ الصباح بين الابنية وفي الشوارع داخل المدينة عند الاطراف الجنوبية الغربية”.

وتستهدف طائرات التحالف مواقع الجهاديين وتحركاتهم داخل المدينة وفي محيطها لاعاقة قدرتهم على صد هجوم قوات سوريا الديموقراطية، التي تقدمت الى داخل المدينة بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش الواقعة عند اطرافها الجنوبية الغربية.

وفي هذه المعركة التي من المتوقع ان تشكل تحولا كبيرا في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية والتي يساندها التحالف الدولي، تتلقى قوات سوريا الديموقراطية الدعم ايضا من مستشارين اميركيين وفرنسيين على الارض.

وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية على جبهة منبج لفرانس برس “يحاول عناصر تنظيم داعش اعاقة تقدم قواتنا عبر زرع الالغام والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، الا ان المقاتلين وبالتنسيق مع التحالف (الدولي) مصممون على التقدم داخل المدينة والقضاء على كافة مسلحي داعش”.

وتوقع عبد الرحمن ان يكون تقدم هذه القوات “بطيئا داخل المدينة نتيجة الالغام والمفخخات التي زرعها تنظيم الدولة الاسلامية”، مشيرا الى “مقتل عنصرين من قوات سوريا الديموقراطية جراء تفجير لغم في احد المنازل”.

وافاد المرصد ايضا عن مقتل ستة مدنيين، بينهم طفل، جراء انفجار ألغام بهم أثناء محاولتهم الفرار من المدينة من الجهة الشمالية الشرقية.

وبذلك ارتفعت حصيلة “قتلى قوات سوريا الديموقراطية منذ بدء الهجوم قبل ثلاثة اسابيع إلى 63، في حين قتل 458 جهاديا بينهم قادة ميدانيون، بالاضافة الى 104 مدنيين”، وفق المرصد.

ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين في منبج وفق المرصد، ولم يتمكن من الفرار سوى “حوالى ثمانية آلاف” منهم بمساعدة قوات سوريا الديموقراطية التي سبق واعلنت ان ما يؤخر تقدمها الى داخل منبج هم المدنيون المحاصرون.

ومنذ 31 ايار/مايو، تاريخ اطلاقها عملية منبج، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على اكثر من مئة قرية ومزرعة في ريفها لتنجح لاحقا في تطويق المدينة بشكل كامل. لكن اتباع الجهاديين استراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات ابطأ تقدم هذه القوات الى داخل منبج التي استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية العام 2014.

-قتلى في حلب-

وعلى جبهة اخرى، يتصدى تنظيم الدولة الاسلامية لمحاولات قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها التقدم مجددا الى داخل الحدود الادارية لمحافظة الرقة (شمال) بعد تراجعها مطلع الاسبوع على وقع التفجيرات والهجمات الانتحارية للجهاديين.

وافاد المرصد الخميس باصابة “ثلاثة جنود روس امس الاول (الثلاثاء) بجروح خطيرة جراء استهداف سيارتهم بتفجير لغم زرعه تنظيم الدولة الاسلامية شرق منطقة بئر أبو علاج، الواقعة على الحدود الادارية بين محافظتي الرقة وحلب”، حيث تمركزت قوات النظام بعد تراجعها.

وتمكنت القوات الروسية من سحبهم، بحسب المرصد.

وكانت قوات النظام ومقاتلون من قوات “صقور الصحراء” موالون لها ومدربون من موسكو، شنوا هجوما مطلع الشهر الحالي بدعم جوي روسي وتمكنوا من دخول محافظة الرقة للمرة الاولى منذ عامين والتقدم جنوب مدينة الطبقة، قبل ان يتراجعوا الاثنين الى تخوم المحافظة.

وفي مدينة حلب، قتل ستة اشخاص بينهم طفلة الخميس جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على حيي الخالدية وشارع النيل في الجزء الغربي تحت سيطرة قوات النظام وفق المرصد السوري.

وفي الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، اسفر قصف جوي لقوات النظام، بحسب المرصد، عن مقتل “سبعة مدنيين، بينهم طفلان”.

واظهر شريط فيديو التقطه مصور فرانس برس السكان اثناء محاولتهم رفع الركام الناتج عن احدى الضربات التي استهدفت حي القاطرجي، حيث سقط اربعة من الضحايا. وحمل احدهم طفلا وركض به الى سيارات الاسعاف والناس تصرخ من حوله “اسعاف اسعاف”.

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ اذار/مارس 2011 تسبب بمقتل اكثر من 280 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما يعيش نحو 600 الف شخص في 19 منطقة محاصرة في البلاد.

واعربت الامم المتحدة الخميس عن املها في ايصال مساعدات انسانية برا في تموز/يوليو لـ1,2 مليون مدني سوري في المناطق المحاصرة او التي يصعب الوصول اليها.

وقال مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين لمجلس الامن الدولي ان الامم المتحدة قدمت للسلطات السورية طلبات لشهر تموز/يوليو للسماح لقوافل انسانية بالوصول الى مليون و220750 شخصا في 35 منطقة لها اولوية او يصعب الوصول اليها منها مناطق تحاصرها الاطراف المتحاربة.

وحذر اوبراين من ان عدد المدنيين في المناطق التي يصعب الوصول اليها سيبلغ خمسة ملايين. وتبرر هذه الزيادة بشمل قطاعات في محافظات حلب والرقة والحسكة (شمال شرق) التي يصعب الوصول اليها لانعدام الامن على الطرقات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية