مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كاميرون امام البرلمان للدفاع عن الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بروكسل في 19 شباط/فبراير 2016 afp_tickers

يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين في البرلمان المشككين في الانتماء الاوروبي من حزب المحافظين الذي ينتمي اليه، عبر عرض الاصلاحات التي تفاوض عليها في بروكسل بهدف بقاء بلاده في الاتحاد الاوروبي.

ويخوض كاميرون هذه المعركة بعدما اضعفه قرار رئيس بلدية لندن الذي يحظى بشعبية كبرى بوريس جونسون الانضمام الى معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد قبل الاستفتاء المقرر في 23 حزيران/يونيو والمفتوح على كل الاحتمالات.

واعلن بوريس جونسون مساء الاحد في تصريح امام منزله في لندن “سادعو الى مغادرة” الاتحاد الاوروبي. واضاف مبررا “لا يجب الخلط بين روائع اوروبا وقضاء عطل في اوروبا والغذاء الممتاز والصداقات (..) مع مشروع سياسي قائم منذ عقود وينذر اليوم بالخروج عن السيطرة الديموقراطية”.

وشكل قرار جونسون نكسة لكاميرون الذي يضع على المحك مكانته في التاريخ ومكانة بلاده في العالم بدعوته الى بقاء بلاده في الاتحاد الاوروبي.

ويامل كاميرون في اقناع اغلبية من البريطانيين بالتصويت ب “نعم” في استفتاء 23 حزيران/يونيو حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، رغم فشله في ضم رئيس بلدية لندن الذي يحظى بشعبية بوريس جونسون الى معسكر مؤيدي بقاء المملكة في الاتحاد الاوروبي.

ونجح كاميرون حتى الان في تفادي انشقاق شخصيات رئيسية في حزب المحافظين مثل تيريزا ماي. وحاول الاحد استمالة جونسون وخاطبه عبر هيئة الاذاعة البريطانية قائلا “اريد ان اقول لبوريس ما اقوله للجميع وهو اننا سنكون اكثر امنا وقوة وازدهارا داخل الاتحاد الاوروبي”.

واضاف “ان خيار التعاون مع (رئيس حزب الاستقلال البريطاني +يوكيب+ المشكك في الفكرة الاوروبية) نايجل فاريجن وجورج غالاوي (النائب السابق) والقفز في المجهول، ليس الخيار الجيد لبلادنا” في اشارة الى ابرز الشخصيات المعارضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.

لكن بوريس جونسون اعلن انه سيناى بنفسه عن هذه الشخصيات وانه لن يشارك في حوارات تلفزيونية ضد حزبه حتى موعد الاستفتاء في 23 حزيران/يونيو 2016.

-“تلاشي الديموقراطية”-

وفي مقالة نشرها الاثنين في صحيفة “ديلي تلغراف”، حذر جونسون من مخاطر “تلاشي الديموقراطية” معتبرا ان الخروج من الاتحاد الاوروبي “يشكل فرصة وحيدة في الحياة” لتحقيق “تغيير فعلي” في علاقات البلاد مع الدول الاوروبية المجاورة لها.

واضاف “ليس هناك سوى طريقة وحيدة للحصول على التغيير الذي نحتاجه وهي عبر التصويت للخروج، لان تاريخ الاتحاد الاوروبي يثبت انهم لا يصغون فعليا لشعب ما الا حين يقول لا”.

وينضم بوريس جونسون بذلك في معسكر المحافظين الى خمسة وزراء بينهم وزير العدل مايكل غوف الصديق الشخصي لكاميرون، وزاك غولدسميث المرشح لخلافة بوريس جونسون.

وعنونت صحيفة “ديلي ميل” الاثنين “بوريس يريد اطلاق رصاصة الرحمة” مشيرة الى “حرب ينقصها التمدن” داخل حزب المحافظين الحاكم الذي شهد على الدوام وجود تيار قوي معارض لاوروبا.

من جهتها رأت صحيفة “اندبندنت” ان رئيس بلدية لندن وضع نفسه في موقع المرشح لخلافة ديفيد كاميرون على رأس حزب المحافظين حيث يمكن ان يتحدى 150 نائبا، بحسب الصحيفة، رئيس الوزراء وان يدعموا خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي.

واجمعت الصحافة البريطانية على تقدير ان حوالى ثلث النواب المحافظين يمكن ان يؤيدوا الخروج من الاتحاد الاوروبي.

ورأى ماثيو غودوين من جامعة كنت ان “الاثر الذي تركه بوريس جونسون مبالغ به الى حد كبير” مضيفا “يمكن بالطبع ان يغير اراء بعض المترددين لكن عدد المسؤولين السياسيين المؤيدين للبقاء ضمن الاتحاد الاوروبي يمكن ان يتجاوزه”.

وامام كاميرون اربعة اشهر لاقناع البريطانيين بجدوى الاتفاق الذي تم التوصل اليه في بروكسل لتعزيز “الوضع الخاص” لبريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي.

واشار استطلاع الراي الاول منذ الاتفاق والذي اجرته صحيفة “مايل اون صنداي” الى رفض 48% من المشاركين الخروج من الاتحاد فيما ايده 33% وما زال 19% مترددين.

-“اوهام سيادة”-

وقرار الخروج من الاتحاد سيستدعي اجراء استفتاء اخر حول استقلال اسكتلندا، كما ذكرت الاحد رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن.

وصرحت ستورجن في مقابلة صحافية “اذا خرجنا من الاتحاد الاوروبي فسترتفع المطالب باستفتاء ثان حول الاستقلال”. ففي استفتاء اول حول استقلال اسكتلندا في ايلول/سبتمبر 2014 احرز رافضوه 55% من الاصوات.

وادراكا لاهمية الاشكاليات المطروحة القى كاميرون الاحد بكامل قواه في المعركة مستفيدا من برنامج البي بي سي الذي يتابعه الكثيرون لشن هجوم مباشر على معسكر مؤيدي الخروج الذين يؤكدون انه سيعزز من سيادة المملكة المتحدة.

وقال رئيس الوزراء “السيادة تعني القدرة الفعلية على الفعل”. واضاف “اذا عجزتم عن ضمان دخول شركاتكم الى السوق الموحدة، اذا عجزتم عن ضمان امن الناس (…) فانتم بالتالي اقل تحكما بمصيركم”.

واكد ان المملكة المتحدة، اذا خرجت من الاتحاد الاوروبي فلن يكون لديها الا “اوهام بالسيادة” محذرا من “سنوات من تقلبات” يمكن ان تلي الخروج من الاتحاد.

واضاف “اذا غادرنا، فسنعيش غالبا سبع سنوات من التخبط في عملية لن نحصل في ختامها على اي ضمان بدخول شركاتنا بشكل كامل الى السوق” الاوروبية مشيرا الى المفاوضات بين الاتحاد الاوروبي وكندا على سبيل المثال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية