مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوريا الشمالية تعلن إطلاق صاروخ عابر للقارات وموسكو وبكين تدعوان الى ضبط النفس

شاشة تلفزيونية تعرض تقريرا نقلا عن التفزيون الرسمي الكوري الشمالي في سيول في 4 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

اثار اطلاق كوريا الشمالية صاروخا عابرا للقارات، الامر الذي رفضه الجيشان الروسي والاميركي، دعوات الى ضبط النفس من جانب موسكو وبكين اللتين انتقدتا “الحرب الكلامية” بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وأكدت كوريا الشمالية الثلاثاء انها اطلقت بنجاح صاروخا بالستيا عابرا للقارات في تجربة تعني أنها اجتازت خطوة جديدة تقربها من التهديد بضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي.

وقال خبراء أميركيون ان الصاروخ الذي أطلق صباح الثلاثاء، تزامنا مع احتفال الولايات المتحدة بعيدها الوطني، قادر على استهداف الآسكا.

واستدعى اطلاق الصاروخ ردا شديد اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب بكين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ “بوضع حد نهائي لهذه العبثية”.

وتزامنت المطالبة الاميركية مع وجود الرئيس الصيني شي جينبينغ في موسكو للقاء فلاديمير بوتين.

وفي بيان مشترك دعا وزيرا الخارجية الصيني والروسي بيونغ يانغ الى وقف تجاربها النووي والبالستية وواشنطن الى الكف عن اجراء تمارين عسكرية واسعة النطاق مع حليفتها كوريا الجنوبية.

وعبر هذا الموقف المشترك، بدا ان روسيا انضمت الى المقاربة الصينية القاضية بوضع حد لتصاعد الاخطار في شبه الجزيرة الكورية وتسهيل الحوار والتفاوض.

ودعت العاصمتان ايضا الى سحب الدرع الاميركية المضادة للصواريخ من اوروبا ومنظومة ثاد المنتشرة حاليا في كوريا الجنوبية، معتبرتين انهما تشكلان تهديدا لامنهما.

– تقدم كوري شمالي كبير –

تمتلك كوريا الشمالية التي أجرت خمس تجارب نووية، ترسانة صغيرة من القنابل الذرية، وتسعى لحيازة صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية.

وتبرر بيونغ يانغ برامجها النووية بالتهديد الذي تشكله لها الولايات المتحدة التي تنشر 28 الف جندي في كوريا الجنوبية.

وامتلاك بيونغ يانغ لصواريخ بالستية عابرة للقارات سيغير تقييم المخاطر التي تشكلها بيونغ يانغ.

أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على التجربة “التاريخية” لصاروخ “هواسونغ-14″، بحسب ما أعلنت في نشرة خاصة مذيعة في التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي.

وأكدت المذيعة ان كوريا الشمالية “قوة نووية كبيرة” تمتلك “صواريخ عابرة للقارات شديدة القوة قادرة على ضرب أي مكان في العالم”.

ويبدي محللون شكوكا حول قدرات كوريا الشمالية على بناء رؤوس نووية يمكن تحميلها على صواريخ. ويستبعدون أن تكون بيونغ يانغ تمتلك حاليا التكنولوجيا الضرورية لبناء صواريخ عابرة للقارات.

الا انهم متفقون حيال التقدم الكبير الذي حققته البرامج البالستية والنووية لكوريا الشمالية، احدى الدول الأكثر عزلة في العالم، منذ وصول كيم جونغ اون الى السلطة.

والاختبار الصاروخي الذي رصدته القوات الكورية الجنوبية واليابانية والأميركية استدعى ردا شديد اللهجة من ترامب.

وكتب الرئيس الأميركي في رد فعل أولي على تويتر متسائلا “أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخا جديدا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون) شيئا أفضل يفعله في حياته؟”

وأضاف الرئيس الأميركي “من الصعب ان نصدق ان كوريا الجنوبية واليابان ستتحملان هذا الأمر لفترة طويلة. ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا نهائيا لهذه العبثية”.

تخضع كوريا الشمالية لعدد كبير من العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة بسبب برامجها النووية والبالستية المحظورة.

وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان ان “الصاروخ البالستي غير المحدد” أطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، قبل ان يسقط في بحر الشمال، وهي التسمية الكورية لبحر اليابان.

وأكد الجيش الأميركي ان الصاروخ متوسط المدى وسجل مدة تحليق وصلت الى 37 دقيقة، وهي مدة طويلة وغير اعتيادية.

بدوره، خلص الجيش الروسي الى تجربة صاروخ بالستي متوسط المدى.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن الصاروخ ارتفع إلى علو يزيد عن 2500 كلم، وسقط في بحر اليابان، في المنطقة الاقتصادية الحصرية للأرخبيل.

وقالت متحدثة باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الاوروبي في بيان الثلاثاء ان الاتحاد “سيفكر في رد ملائم (…) يشمل اجراءات عقابية محتملة”.

وحضت المتحدثة بيونغ يانغ على “وقف اطلاق” الصواريخ و”التخلي لمرة واحدة واخيرة عن برنامجها للصواريخ البالستية في شكل تام لا عودة عنه”.

واضافت ان وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني “ستتحدث في الايام المقبلة الى وزراء خارجية الشركاء الدوليين لبحث الرد الدولي وامكان اتخاذ اجراءات جديدة من جانب مجلس الامن الدولي”.

وطالب الاتحاد كوريا الشمالية “بالامتناع عن اي عمل من شانه تصعيد التوتر الاقليمي والبدء بحوار صادق مع المجتمع الدولي (…) بهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”.

– انه صاروخ عابر للقارات! –

وقال الباحث في معهد ميدلبوري جيفري لويس في تغريدة على تويتر “انه صاروخ عابر للقارات. الصاروخ العابر للقارات قادر على الوصول الى انكوراج، وليس سان فرانسيسكو، ولكن مع ذلك (يبقى تهديدا)”.

واعتبر العالم ديفيد رايت العضو في منظمة اتحاد العلماء المهتمين (يونيون اوف كونسورند ساينتستس) انه بالنظر الى المعلومات المتوفرة فان الصاروخ اتخذ مسارا “شديد الانحناء” وهو “قادر على عبور مدى أقصاه 6700 كلم في مسار اعتيادي”.

ويتابع رايت “هذا المدى لا يسمح بالوصول الى الولايات الثماني والاربعين (الواقعة جنوب كندا) او الجزر الكبرى في هاواي، ولكنه كاف للوصول الى الاسكا”.

من جهته صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للاعلام ان “اطلاق الصاروخ يظهر بوضوح ان التهديد قد تضاعف”.

واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان، الداعم للعقوبات ولجهود إحياء المفاوضات مع كوريا الشمالية، والذي التقى ترامب الجمعة، ان ثمة “خطا احمر” يجب الا تتجاوزه بيونغ يانغ.

واضاف “آمل بالا تصل كوريا الشمالية الى نقطة اللاعودة”.

بورز/ب ق/اع

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية