مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوريا الشمالية تهاجم ترامب وتصفه “بالمختل عقليا ولا أمل في علاجه”

صورة ارشيف للرئيس ترامب في 25 تشرين الاول/اكتوبر 2017 في حديقة البيت الابيض بواشنطن afp_tickers

وصفت كوريا الشمالية الرئيس دونالد ترامب “بالمختل عقليا ولا أمل في علاجه” في هجوم شخصي لاذع على الرئيس الاميركي قبيل زيارته الرسمية الاولى الى آسيا ووسط تصاعد التوتر على خلفية برنامج بيونغ يانغ النووي.

وتبادل الرئيس الاميركي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون تهديدات بالحرب واهانات شخصية في الاشهر القليلة الماضية، مما يزيد القلق بشأن نزاع محتمل على شبه الجزيرة الكورية المقسمة.

وكان ترامب توعد بيونغ يانغ “بالنار والغضب” وتحدث عن “هدوء يسبق العاصفة”. وقال في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان واشنطن “ستدمر كوريا الشمالية بالكامل” اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او حلفائها.

وترتبط سيول وواشنطن بتحالف امني منذ عقود، وتنشر الولايات المتحدة 28,500 عنصر من قواتها في الجنوب تقول إنها لصد اي هجوم كوري شمالي.

ووصف ترامب كيم بأنه “رجل الصواريخ” في الخطاب نفسه — اختبرت بيونغ يانغ صواريخ قادرة على ما يبدو على وصول معظم الاراضي الاميركية –. وبعد ايام رد كيم بتصريحات شخصية هاجم فيها ترامب ووصفه بالعجوز الخرف.

يزور الرئيس الاميركي آسيا في نهاية الاسبوع وقبيل وصوله هاجمت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية “الخطاب الناري اللامسؤول” من جانب “سيد القدح والذم”.

ونشرت الولايات المتحدة قطعا عسكرية رئيسية بينها طائرات مقاتلة وحاملات طائرات قرب شبه الجزيرة في اعقاب التجربة النووية السادسة في ايلول/سبتمبر لكوريا الشمالية التي فرضت عليها الامم المتحدة مجموعة ثامنة من العقوبات.

وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية المركزية الرسمية مساء الثلاثاء ان ترامب “كشف للعالم عن طبيعته الحقيقية كشخص مهووس بالحرب النووية وتم تشخيص حالته على انه مختل عقلي لا امل في علاجه”.

ولكوريا الشمالية تاريخ طويل من الهجمات الشخصية المثيرة ضد الرؤساء الاميركيين. فقد وصفت من قبل باراك اوباما بانه “قرد” وجورج دبليو بوش بأنه “نصف رجل”.

ووصفت الرئيسة الكورية الجنوبية السابقة بارك غوين-هيي “بالساحرة” والعاهرة الماكرة” وأوباما “قوادها”.

— ماض مأسوي –

رغم الخطابات النارية قال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان الاربعاء ان بلاده لن تقوم بتطوير او حيازة الاسلحة النووية بعكس جارتها.

وتطالب وسائل الاعلام الكورية الجنوبية ومسؤولون من المعارضة باعادة الاسلحة النووية التكتيكية الاميركية، والتي سحبت من شبه الجزيرة في تسعينيات القرن الماضي.

وفي خطابه امام البرلمان قال مون وهو من مؤيدي إقناع الشمال بالحضور الى طاولة المفاوضات “لا يجب ان يكون هناك تحرك عسكري على شبه الجزيرة دون موافقتنا الاولية”.

وقال ان مصير المنطقة المتفجرة يجب ان يحدده الكوريون وان البلاد “يجب الا تكرر ماضيها المأسوي” من الاستعمار والانقسام.

سيطرت اليابان على شبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945. وبعد استسلام طوكيو وانتهاء الحرب العالمية الثانية، قسمت شبه الجزيرة الى منطقتي استعمار منفصلتين، بين روسيا والولايات المتحدة.

وصعدت الازمة الاخيرة القلق لدى الكوريين الجنوبيين الذي اصبحوا على مر العقود غير مكترثين للتهديدات المتكررة بشن هجوم من جانب بيونغ يانغ.

ولكن حتى بعض مستشاري ترامب يقولون ان الخيارات العسكرية الاميركية محدودة لان اي نزاع مسلح على شبه الجزيرة يمن ان يوقع خسائر بشرية كبيرة.

يقطن في سيول 10 ملايين شخص وتبعد قرابة 50 كلم فقط عن الحدود المدججة بالسلاح، وفي مرمى مدفعية بيونغ يانغ.

وتتباهى بيونغ يانع بترسانتها النووية وتصفها “بالسيف الثمين” لحمايتها من غزو محتمل من “العدو الامبريالي” الولايات المتحدة، لكنها هددت بإمطار جزيرة غوام الاميركية في المحيط الهادئ بالصواريخ.

وتشمل جولة ترامب اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفيليبين، وسيكون كل التركيز على رسالته الموجهة الى كوريا الشمالية وكيم.

وتقول بيونغ يانغ انها بحاجة للاسلحة النووية للدفاع عن نفسها من غزو أميركي محتمل.

خلال زيارته في 7 و8 تشرين الاول/نوفمبر الى كوريا الجنوبية يلقي ترامب خطابا امام برلمان سيول ويزور قاعدة عسكرية اميركية لكنه لن يتوجه الى المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية