مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كيري وظريف يتحدثان عن “تقدم” في المباحثات النووية “الصعبة”

كيري في طريقه الى الفندق الذي تجري فيه المفاوضات في لوزان afp_tickers

تحدث وزيرا خارجية الولايات المتحدة وايران الخميس عن “تقدم” في المفاوضات حول برنامج طهران النووي لكن يبقى الكثير من العمل لانجازه قبل انتهاء المهلة المحددة في نهاية آذار/مارس الحالي وذلك في اليوم الرابع على التوالي من المباحثات في مدينة لوزان السويسرية.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري للصحافيين في لوزان خلال استراحة من جلسات المباحثات التي يشارك فيها نظيره الايراني محمد جواد ظريف “نبحث بعض القضايا الصعبة الا اننا حققنا تقدما”.

اما ظريف فقال لوكالة الانباء الايرانية ايرنا “نتقدم بشكل جيد جدا ولكن يبقى هناك الكثير من العمل لانجازه”.

واضاف ظريف ان المباحثات دخلت “مرحلة حساسة حول قضايا معقدة للغاية”. وتابع “اعتقد ان هذا مؤشر جيد جدا (…) يعني اننا نتوصل الى شيء ما”، موضحا ان المفاوضين الايرانيين سيبقون في لوزان “الوقت اللازم” للتوصل الى اتفاق.

ووفي وقت لاحق اعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية انه ليس هناك حتى الآن مسودة اتفاق مطروحة في المحادثات حول البرنامج النووي الايراني في سويسرا.

وقال المسؤول ان “القضايا الاساسية في اتفاق الاطار لا تزال قيد النقاش العام. وليس هناك مسودة مطروحة”.

وكان دبلوماسي اوروبي مطلع على المباحثات افاد الخميس بان القوى الكبرى وايران “بعيدة” عن ابرام اتفاق حول البرنامج النووي الايراني.

وقال لبعض الصحافيين في لوزان ان “فكرة التوصل الى اتفاق مساء الجمعة غير واردة برأيي” وهي المهلة المحددة لوقف المحادثات، ما يعني ان المفاوضين قد يضطرون للعودة الاسبوع المقبل.

واضاف الدبلوماسي “اعتقد اننا بعيدون عن اتفاق. لم نصل بعد الى هذه المرحلة”. واشار الى ان “الايرانيين يتقدمون ويتراجعون، الامر يتغير يوميا”.

وكان ظريف نفسه قلل الاربعاء من احتمال التوصل الى اتفاق في الوقت الحالي، اذ استبعد انضمام وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 الاخرى الى محادثاته الثنائية مع كيري في لوزان.

وقد يعتبر وصول وزراء خارجية روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا الى لوزان مؤشرا على قرب التوصل الى الاتفاق الصعب.

وقال ظريف للصحافيين في تصريح نقله التلفزيون الرسمي الايراني على موقعه الالكتروني “اعتقد ان وجود (الوزراء) لن يكون ضروريا في هذه الجولة”. واضاف “عندما يتم العثور على حلول ونقترب من التوصل الى اتفاق، عند ذلك يجب ان يحضر وزراء خارجية الاطراف المتفاوضة”.

ومساء الاربعاء قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي الموجود في لوزان مع وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز ان هذا الامر ليس مؤكدا حتى اللحظة. واضاف في حديث الى الصحافيين “لا نعلم حتى اللحظة، لا يزال لدينا يومين”.

ومن المفترض ان تتوصل ايران ومجموعة 5+1 الى اتفاق سياسي بحلول 31 من أذار/مارس الحالي على ان تنتهيان من التفاصيل التقنية في اطار اتفاق نهائي بحلول الاول من تموز/يوليو المقبل.

ويهدف الاتفاق النهائي الى اقناع الدول الغربية بسلمية البرنامج النووي الايراني لانهاء ازمة دبلوماسية مستمرة منذ 13 عاما.

وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية وضمان استحالة توصل طهران الى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الايرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

الا ان ايران التي تنفي محاولتها حيازة اسلحة نووية تريد توسيع نشاطها لانتاج الوقود النووي اللازم لتأمين حاجاتها من الطاقة.

والثلاثاء اعلن البيت الابيض ان فرص التوصل الى اتفاق هي 50% “في افضل الاحتمالات” بسبب وجود “عدد من القضايا الصعبة جدا .. التي لا يزال يتعين حلها”.

وتخطى المفاوضون مهلتين سابقتين للتوصل الى اتفاق نهائي في تموز/يوليو وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين.

ويقول خبراء انه سيكون من الصعب على كيري تمديد المهلة مجددا في ظل الضغوط التي يمارسها الجمهوريون على الرئيس الاميركي باراك اوباما اذ يسعون الى فرض عقوبات جديدة على ايران من شأنها الاطاحة بعملية التفاوض كلها.

وقال كيلسي دافينبورت من جمعية مراقبة الاسلحة لوكالة فرانس برس انه من الافضل ان يتوصل اوباما في اقرب وقت ممكن الى اتفاق يتلاءم مع اهداف السياسية الاميركية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية