مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كيري يطرح من السعودية مقاربة جديدة لانهاء النزاع في اليمن

الملك سلمان يستقبل كيري في جدة afp_tickers

دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس الى انهاء حرب اليمن، وطرح مقاربة جديدة لحل النزاع، في ختام زيارة الى السعودية التي تقود منذ 17 شهرا تحالفا عربيا دعما للحكومة اليمنية ضد المتمردين.

ويتضمن الطرح الذي اعلنه كيري تشكيل حكومة وطنية تضمن للحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح المشاركة في السلطة، مقابل انسحابهم من المناطق التي يسيطرون عليها خصوصا صنعاء، وتسليم اسلحتهم الثقيلة لطرف ثالث.

وحذر كيري طهران من مواصلة تزويد المتمردين بالسلاح خصوصا الثقيل في وقت طالبت الامم المتحدة بتحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الانسان في اليمن من قبل مختلف اطراف النزاع.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في جدة “يجب ان تنتهي هذه الحرب وان تنتهي في اسرع ما يمكن”.

وتاتي هذه التصريحات اثر لقاء خماسي بين كيري والجبير ونظيرهما الامارتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الاوسط توبياس الوود، ومبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد.

وقال كيري ان المشاركين في الاجتماع “وافقوا على مقاربة متجددة للمفاوضات” التي ترعاها الامم المتحدة، والتي علقت في السادس من آب/اغسطس بعد استمرارها زهاء ثلاثة اشهر دون تحقيق اختراق.

وتستند المقاربة الى “مسارين امني وسياسي يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية شاملة”، بحسب كيري الذي اكد ان دول الخليج التي يشارك معظمها في التحالف، “وافقت بالاجماع على هذه المبادرة الجديدة”.

واوضح ان “الاطار العام” للمبادرة يشمل “تشكيلا سريعا لحكومة وحدة وطنية مع تشارك السلطة بين الاطراف”، و”انسحاب القوات من صنعاء ومناطق اساسية” في اشارة الى خروج المتمردين من مناطق سيطرتهم لاسيما العاصمة التي سقطت بايديهم منذ ايلول/سبتمبر 2014.

كما يدعو الى “نقل كل الاسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية وقواعد اطلاقها من الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الى طرف ثالث”.

وشكلت مسألة الحكم نقطة تباين اساسية في مشاورات الكويت. ففي حين كانت الحكومة تطالب بانسحاب المتمردين وتسليم اسلحتهم قبل اي خطوة سياسية، كان هؤلاء يطالبون بتشكيل حكومة وطنية تتولى الاشراف على الاجراءات التنفيذية.

وقدم المبعوث الدولي في نهاية المشاورات، اقتراح اتفاق وافقت عليه الحكومة ورفضه المتمردون، لم يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واوضح كيري ان ولد الشيخ احمد سيبدأ “فورا” استشارات مع المعنيين بالنزاع “لوضع التفاصيل النهائية لهذه المقاربة” التي قال انها توفر “للحوثيين فرصة للثقة بهيكلية الحكومة التي سيتم تشكيلها”، و”مشاركة في الحكم مقابل انهاء العنف والقاء السلاح”.

-“تهديد” إيراني-

الى ذلك، حذر كيري ايران من مواصلة تزويد المتمردين بالصواريخ.

وقال “التهديد الذي يشكله ارسال الصواريخ وغيرها من الاسلحة المتطورة الى اليمن من قبل ايران، يمتد ابعد من اليمن بكثير، وهو ليس فقط تهديد للمملكة العربية السعودية والمنطقة فقط”.

اضاف “هو تهديد للولايات المتحدة ولا يمكن ان يستمر”.

وقد تجلى التوتر الأميركي مع إيران الثلاثاء والأربعاء من خلال حوادث بين السفن الحربين للبلدين في مياه الخليج.

والثلاثاء، مرت أربع سفن حربية إيرانية بأسلحتها المكشوفة بسرعة كبيرة بالقرب من المدمرة الأميركية “يو اس اس نيتسه” في مضيق هرمز، وهو ما شكل اعتراضا “خطيرا وغير مهني”، بحسب واشنطن.

والأربعاء، أطلقت سفينة “يو أس أس سكوال” ثلاث طلقات تحذيرية باتجاه زورق إيراني كان يقترب منها على مسافة نحو مئتي متر، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي الخميس.

ومنذ بدء عمليات التحالف في اليمن نهاية آذار/مارس 2015، استهدف المتمردون مرارا بالصواريخ والقذائف مناطق في جنوب السعودية، كما اشتبكوا مع حرس الحدود. وادى ذلك الى مقتل اكثر من مئة شخص.

واكد كيري ان حل النزاع يجب ان “يحمي حقوق وسيادة السعودية”.

-تحقيق دولي-

وفي ظل طول امد الحرب دون افق وتزايد عدد الضحايا المدنيين خصوصا جراء الغارات، باتت المملكة تواجه انتقادات متزايدة من اطراف دولية عدة منها الامم المتحدة ومنظمات حقوقية وغير حكومية.

قتل اكثر من 6600 شخص منذ بدء عمليات التحالف، اكثر من نصفهم من المدنيين، بينما يحتاج زهاء 80 بالمئة من السكان الى مساعدات انسانية، بحسب ارقام الامم المتحدة.

والخميس، طالبت المنظمة الدولية بانشاء هيئة دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان باليمن من قبل اطراف النزاع.

وفي تقرير نشر في جنيف، ندد مفوض الامم المتحدة الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين بهجمات استهدفت مدنيين واسواقا ومنشآت طبية ومدارس واستخدام الغام وقنابل عنقودية وتجنيد اطفال للقتال.

وقال “المدنيون في اليمن يعانون بشكل لا يحتمل في ظل غياب اي شكل من المحاسبة والعدالة، فيما يسود الافلات من العقاب للمسؤولين عن الانتهاكات” مطالبا “بتحقيق دولي مستقل”.

اضاف “لا يمكن للمجموعة الدولية ان تواصل التغاضي عن وضع بمثل هذا الظلم مستمر منذ مثل هذا الوقت” مطالبا بتشكيل “هيئة دولية ومستقلة لاجراء تحقيقات معمقة حول اليمن”.

وتطرق كيري في مؤتمره الصحافي الى الوضع الانساني في اليمن، معلنا تقديم واشنطن مساعدة اضافية بقيمة 189 مليون دولار.

من جهته، اشار وزير الخارجية السعودي الى ان بلاده “حذرة جدا” في الضربات الجوية التي تنفذها في اليمن، لئلا تتسبب بسقوط ضحايا مدنيين.

وكان الوزير الاميركي عقد صباح الخميس لقاء استمر زهاء نصف ساعة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك غداة لقائه ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان.

ومن السعودية، يتوجه كيري الى جنيف حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي تعد بلاده ابرز الداعمين للنظام السوري.

وتجري موسكو وواشنطن الداعمة للمعارضة، مباحثات تسعى للتوصل لصيغة تعاون عسكري مشترك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية