مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي توافق على منح البرلمانيين حق مراقبة اتفاق نهائي مع ايران

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر في 14 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء على قرار من شأنه ان يمنح الكونغرس حق المشاركة في تحديد مصير اي اتفاق نهائي دولي لوقف البرنامج النووي لايران.

وفي تأكيد للتعاون بين الحزبين حول مسألة كانت تثير انقسامات، صوتت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بالاجماع ب19 صوتا بدون معارضة اي عضو، على قرار يسمح للمشرعين بمراقبة الاتفاق النهائي وامكانية رفضه.

وجاء التصويت بعد ان توصل رئيس اللجنة بوب كوركر وكبير الديموقراطيين بين كاردن الى حل وسط حول لغة النص لتهدئة مخاوف البيت الابيض وبعض الديموقراطيين في الكونغرس. وقال كوركر “اعتقد اننا توصلنا الى توازن”.

والاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في سويسرا حقق اختراقا في الازمة التي استمرت 12 عاما بين ايران ودول الغرب التي تؤكد ان طهران تسعى لحيازة قنبلة نووية، وهو ما تنفيه ايران.

وعلى الدول الغربية الكبرى ان تتوصل الى حل لعدد من المسائل التقنية بحلول مهلة الثلاثين من حزيران/يونيو قبل اتفاق نهائي، بما في ذلك اجراءات رفع العقوبات عن ايران والقضايا المتبقية المتعلقة باحتمال وجود بعد عسكري لبرنامجها النووي.

ويريد العديد من المشرعين الاميركيين ومن بينهم الذين يخشون من عدم قوة الاتفاق الاطار بما يكفي، ان يكون لهم دورا وان لا يتم رفع العقوبات عن طهران حتى انقضاء فترة المراقبة.

واصر كاردن وكروكر على ان يسمح القرار للمحادثات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد -بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة اضافة الى المانيا — بان تستمر دون ان يعرقلها تدخل الكونغرس. وقال “من الواضح اننا لن نقوم بالتحرك الا بعد ان تقدم لنا الادارة اتفاقا”.

غير انه شدد ايضا على ان البيت الابيض لن يمكنه رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي عن ايران دون ضوء اخضر من الكونغرس. واضاف ان “الكونغرس وحده يمكنه اجراء تغيير او تعديل نهائي على نظام العقوبات”.

وبموجب التشريع الذي يتعين مناقشته والتصويت عليه امام مجلس الشيوخ، تخفض فترة المراقبة من 60 يوما بحسب مشاريع قرارات سابقة، الى 52.

ويشمل ذلك مراقبة لمدة 30 يوما و12 يوما امام الرئيس اوباما لاستعمال حق النقض ونافذة من عشرة ايام لمحاولة ابطال ذلك بالتصويت مرة ذلك.

والغيت من مشروع القرار مفردات اثارت جدلا تطلب من اوباما ان يؤكد للكونغرس عدم دعم ايران للارهاب.

غير ان القرار يطلب من الرئيس تقديم تقارير مفصلة للكونغرس حول عدة مسائل، بينها الانشطة الايرانية المتعلقة بالصواريخ البالستية ودعم طهران للارهاب، خاصة ضد الاميركيين.

ويبدو ان القرار حصل على دعم من البيت الابيض الذي كان قد هدد باستخدام حقه في تعطيل القرار الاساسي خشية ان يعرقل المفاوضات.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست قبيل التصويت “اوضحنا للديموقراطيين والجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان الرئيس على استعداد للتوقيع على التسوية المقترحة التي تعرض امام اللجنة اليوم”.

واجتمعت اللجنة بعد مساع لوزير الخارجية جون كيري يومي الذي حضر الاثنين والثلاثاء الى الكابيتول هيل لتهدئة المخاوف بشأن الاتفاق.

وفيما ضغط بعض الديموقراطيين على كيري حول السبب الذي يجعل المشرعين يسمحون للبيت الابيض بالمضي قدما في الاتفاق مع ايران دون ان يكون لهم دور في ذلك، عرض الوزير الاميركي عليهم “قضية لا تقبل الجدل” لدعم الاتفاق، بحسب النائبة الديموقراطية جان شاكوسكي.

والسناتور ماركو روبيو الذي اعلن الاثنين ترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية في 2016، سحب تعديلا يطلب من ايران الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.

ورحبت لجنة العلاقات الخارجية الاميركية الاسرائيلية (ايباك) بتبني النص وقالت “على الكونغرس ان يراقب اي اتفاقية من شأنها ضمان الالتزام باهداف الولايات المتحدة والاعتراض اذا ما فشلت في ذلك”.

وقالت مجموعة الضغط القوية ان اتفاقا نهائيا “يجب ان يخضع للنظام الدستوري المتعلق بالتوازنات والمراجعات والذي هو اساس ديموقراطيتنا”.

كما اشادت اسرائيل الاربعاء باقتراح القانون. وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز للاذاعة الاسرائيلية العامة “التسوية التي تم التوصل اليها في مجلس الشيوخ الاميركي تعد تطورا جيدا وهاما للغاية. ونحن سعيدون هذا الصباح”.

ورحب الوزير المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بما وصفه “بالانجاز للسياسة الاسرائيلية”.

ولم يتردد نتانياهو في تحدي البيت الابيض عندما القى كلمة امام الكونغرس في الثالث من اذار/مارس عبر فيها عن معارضته الشديدة للمفاوضات الجارية انذاك بين القوى الكبرى وايران مما ادى الى اسوا ازمة في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة.

الا ان كيري عبر عن “ثقته” في قدرة الرئيس اوباما على التفاوض حول اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني.

وقال كيري للصحافيين عند وصوله الى لوبيك شمال المانيا للقاء نظرائه في مجموعة السبع “توصلنا الى تسوية امس في واشنطن بشأن دور الكونغرس. نحن واثقون من قدرة الرئيس على التفاوض حول اتفاق والقيام بذلك مع جعل العالم اكثر امانا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية