مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لف نعش طالباني بعلم اقليم كردستان يثير غضبا في العراق

حرس الشرف يحيي جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني قبل موراته التراب في السليمانية في 6 تشرين الاول/اكتوبر 2017. afp_tickers

أثارت قضية لف نعش الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني الذي توفي الثلاثاء بالعلم الكردي استياء شعبيا وسياسيا في العراق كونه كان يشغل منصب رئيس جمهورية البلاد، ما قد يزيد التوتر بين بغداد واربيل.

وتوفي طالباني في ألمانيا عن عمر يناهز 83 عاما. ووصل جثمانه على متن طائرة خاصة ارسلها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى مسقط رأسه في السليمانية الجمعة حيث ووري الثرى.

لكن لف نعشه بعلم كردستان بدلا من علم العراق اثار مفاجأة كبرى، وشغلت هذه المسألة الرأي العام العراقي على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصف رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم الذي حضر مراسيم التشييع، لف النعش بعلم كردستان بانه “تحجيم لدور الرئيس طالباني قبل ان يكون تحجيما للعراق”.

وأكد في بيان أصدره السبت ان “العراق وبغداد أكبر مما حصل ولا يمكن تصغيرهما” مشيرا الى انه سجل “عتبه على الاطراف الكردية”.

وجرت مراسيم التأبين بحضور رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس برلمان العراق سليم الجبوري وعدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية.

وقالت النائب الكردية الا طالباني وهي قريبة الرئيس الراحل وتولت مرافقة الجثمان من المانيا ان عائلة ومكتب الرئيس طلبا لف نعشه بالعلم العراقي.

وأكدت انه قبل النزول من الطائرة “صعد الينا ابن اخ مام جلال (لقب الرئيس الراحل)، شيخ لاهور ومعه العلم العراقي لنلف الجثمان به، وسلمناه للتشريفات ولكننا فوجئنا بعد ذلك بعدم وجود” العلم.

وأضافت “عندما سألت من المسؤول؟ وجدت انهم تشريفات حكومة اقليم كردستان وليس تشريفات المكتب السياسي للاتحاد الوطني” الكردستاني، الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس الراحل.

والرئيس المنتهية ولايته بارزاني يدعو بشدة للانفصال عن بغداد ووقف وراء الاستفتاء الذي جرى في 25 ايلول/سبتمبر ورفضته بغداد وتطالب بالغاء نتائجه.

من جهته اتهم قيادي في منظمة بدر، احد فصائل الحشد الشعبي، زوجة بارزاني هيرو خان وبارزاني بالوقوف وراء هذا “الخطأ البروتوكولي”.

وقال كريم النوري “هم يتصرفون بقصد وبسوء، هم ليسوا بهذا القدر من الغباء والبساطة حتى يتمادوا في إهانة العراق بدون توقع انفعال منا يقودنا الى مساحات غير لائقة”.

واضاف “المنفعل مستعجل ومرتجل ولذلك حذار الانفعال لكن ذلك لا يعني الصمت بل التحرك المدروس لكي نعرّي الانفصاليين ونفضح مشروعهم الانفصالي التقسيمي”.

ويرى مراقبون ان الاقليم وقع في خطأ بروتوكولي كون طالباني كان رئيسا لجمهورية العراق وقد حضرت تشييعه وفود دبلوماسية بينها وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف.

واقر النائب الكردي زانا سعيد بهذا الخطأ وقال “كان يجب أن تلف جنازة مام جلال بالعلم العراقي وعلم الإقليم”.

وتدارك “لكن يبدو أن الأزمة الأخيرة تركت تأثيرها على مراسيم تشييعه، فنحن نعتز بأن يفتخر بمام جلال كل العراقيين”.

ولا تزال أزمة استفتاء استقلال كردستان تلقي بظلالها على العلاقات بين بغداد واربيل. وفرضت حكومة بغداد مجموعة من العقوبات على الاقليم أبرزها غلق المطارات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية