مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لقاء كونتي وماكرون في موعده الجمعة رغم التوتر حول الهجرة

صورة نشرتها منظمة اطباء بلا حدود/اس او اس مديتيرانيه غير الحكومية الفرنسية لمهاجرين قبل نقلهم من سفينة اكواريوس الى اخرى تابعة لخفر السواحل الايطالي في 13 حزيران/يونيو 2018 afp_tickers

أبقى رئيس الحكومة الايطالي جوزيبي كونتي الخميس على لقائه المقرر الجمعة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رغم التوتر الدبلوماسي الشديد بين البلدين حول مسألة الهجرة والتي تشكل تحدياً أمام وحدة الاتحاد الاوروبي.

وكانت الحكومة الايطالية لوّحت بالغاء اللقاء ما لم يتقدم ماكرون باعتذار رسمي على تنديده الثلاثاء ب”الموقف المعيب وغير المسؤول للحكومة الايطالية” في ادارة قضية سفينة اكواريوس التي كان على متنها أكثر من 600 مهاجر غير شرعي رفضت روما السماح لها بالرسو.

ونشرت الحكومتان البيان نفسه (مع انه ليس مشتركا) صباح الخميس.

وجاء في البيان ان المسؤولين اللذين أجريا اتصالا هاتفيا اتفقا على “انه من الضروري القيام بمبادرات جديدة لا بد من التباحث بشأنها بشكل ثنائي قبل الجلسة المقبلة للمجلس الاوروبي في أواخر حزيران/يونيو وعلى “إثارة هذا الموضوع وملفات متعددة أخرى ذات اهتمام مشترك”.

وتابع البيان الذي يسعى الى التهدئة ان “رئيس الجمهورية يؤكد بأنه لم يدل بأي تصريح يهدف الى إغضاب إيطاليا أو الشعب الإيطالي”، لكن دون أن يتضمن اعتذارا رسميا.

وذكر ماكرون بانه “يدافع على الدوام عن ضرورة تضامن أوروبي أكبر مع الشعب الايطالي”.

وعند سؤال كونتي قبل دخوله الى مقر مجلس الشيوخ الايطالي أكد ان “الخلاف انتهى تماما”، مضيفا ان “ماكرون شدد على ضرورة الابقاء على دعوة الغداء”.

وشهدت العلاقات المتوترة بشكل متزايد بين باريس وروما بسبب ازمة الهجرة التي تضغط على سائر اوروبا، تدهورا مفاجئا منذ أزمة سفينة اكواريوس.

وسلطة هذه الازمة علاوة على الخلاف بين فرنسا وايطاليا الضوء على الفراغ في سياسة الهجرة الاوروبية التي تتنازعها مواقف متباينة الى حد كبير بين دول التكتل.

وغيرا سفينة اكواريوس والسفينتين الايطاليتين اللتين ترافقانها وعلى متنهما 629 مهاجرا وجهتها بسبب الوضع في البحر وباتت تبحر بالقرب من سواحل سردينيا.

ولم توضح منظمة “اس او اس مديتيرانيه” التي استأجرت اكواريوس على تويتر ما اذا كانت السفينة لا تزال في طريقها الى مرفأ فالنسيا الاسباني حيث كان من المتوقع ان تصل مساء السبت.

وتأتي الازمة قبل جلسة حاسمة للمجلس الاوروبي يومي 28 و29 حزيران/يونيو من المفترض ان تشمل خصوصا مسألة المهاجرين.

في موازاة ذلك، يصدر القضاء المجري حكمه الخميس بحق مهربين يحاكمون بتهمة قتل 71 مهاجرا خنقا داخل شاحنة مبردة تم العثور عليها في النمسا في العام 2015 في مأساة أثارت صدمة على صعيد الرأي العالمي.

– “اتصال ودي” –

وكان ماكرون الذي تعرض لانتقاد من قبل قسم من الطبقة السياسية في فرنسا وحتى من داخل معسكره حول رفضه استقبال سفينة ندد الثلاثاء ب”السلوك المعيب وغير المسؤول من قبل الحكومة الايطالية” المؤلفة من شعبويين ويمين متطرف والتي أتت ردا على تدفق المهاجرين الى البلاد.

وردا على ذلك، لوحت الحكومة الايطالية بالغاء اللقاء وعلق ماكرون في البدء الاربعاء بالدعوة الى “عدم الانقياد للعواطف التي يستغلها البعض” مؤكدا ان فرنسا “تعمل يدا بيد مع ايطاليا” لادارة تدفق المهاجرين.

وعاد نائب الرئيس الايطالي لويجي دي مايو زعيم حركة خمس نجوم الشعبوية الخميس الى تأكيد “لن نتراجع ما لم يصلنا اعتذار من الرئيس الفرنسي”.

واوضحت الوزيرة الفرنسية للشؤون الاوروبية ناتالي لوازو صباح الخميس لاذاعة “اوروب 1” ان ماكرون وكونتي “أجريا اتصالا هاتفيا وديا هذا الليل”.

وتابعت لوازو عند سؤالها حول تصريحات لماكرون “لا أحد يلقن دروسا للآخرين (…) هناك أيضا تصريحات مؤسفة لايطاليا حول فرنسا”.

واعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي “يجب الا نكون ساذجين في علاقاتنا مع الحكومة الايطالية الجديدة التي نعرف تشكيلتها”، مضيفا “لكن وبالنظر الى الحجم الهائل لمشكلة الهجرة والتي ستستمر على المدى الطويل، لا بد من ان نكون واقعيين”.

وتنقل سفينة اكواريوس 106 مهاجرين بينما نقل الاخرون بعد ظهر الثلاثاء الى سفينة تابعة للبحرية واخرى لخفر السواحل الايطالي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية