مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لقاح ثالث يعطي أملا إضافيا لسكان العالم بالتغلب على الوباء

رجل يقرأ صحيفة في أحد المطاعم في برشلونة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 afp_tickers

مع تفشي وباء كوفيد-19 بشكل حاد في العديد من البلدان، يكمن أمل البشرية أكثر من أي وقت مضى في تطوير لقاحات، ومن المتوقع ظهور أولها في غضون أسابيع قليلة.

وتعزز هذا الأمل الاثنين بإعلان شركة “أسترازينيكا” البريطانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد، أنها طورت لقاحا فعالا بنسبة 70% في المتوسط وحتى 90% في بعض الحالات، وفقا لنتائج “التجارب السريرية التي أجريت في المملكة المتحدة والبرازيل.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين أن “طريق الخلاص” من فيروس كورونا يلوح في الأفق، موضحا أن القيود الصارمة المفروضة في إنكلترا لن تمدد إلى ما بعد الثاني من كانون الأول/ديسمبر.

وقال جونسون أمام البرلمان إن “الاختراقات على صعيد العلاج، واختبارات اللقاحات تنبئ بأن الحل العلمي يلوح في الافق”.

وتابع “ندرك في قرارة أنفسنا أننا سننجح العام المقبل. بحلول فصل الربيع يفترض أن تقلّص هذه النجاحات الحاجة إلى القيود التي عانينا منها في العام 2020”.

واضاف رئيس الوزراء البريطاني “لقد اجتزنا منعطفا وطريق الخلاص يلوح أمامنا”، لكنّه حذّر بأن احتفالات “عيد الميلاد لن تكون كالمعتاد والطريق إلى الربيع لا يزال طويلا”.

وفي فرنسا، سجل الاثنين العدد الادنى من الاصابات منذ شهرين. ويتحدث الرئيس ايمانويل ماكرون مساء الثلاثاء لاعلان “تخفيف طفيف” للاغلاق الساري وفق رئيس الوزراء جان كاستيكس الذي ابدى خشيته من اعياد نهاية العام.

-“وضع كارثي” في غزة-

وقال المدير العام لأسترزينيكا باسكال سوريو قوله إن بفضل “سلسلة توريد بسيطة”، سيكون اللقاح “متاحا ومتوافرا في كل أنحاء العالم”.

وتقول المجموعة إنها تتقدم بسرعة في التصنيع المرتقب لثلاثة مليارات جرعة ستكون متوافرة في العام 2021.

لكن سوريو حذر من أنه “حتى إذا جمعت قدرات فايزر وموديرنا وقدراتنا، فلن تكون هناك لقاحات كافية للعالم”.

ويفترض أن تبدأ عملية التلقيح للفئات الأساسية من السكان مثل العاملين الصحيين والأشخاص الاكثر عرضة لخطر الإصابة بالوباء، في منتصف كانون الاول/ديسمبر في الولايات المتحدة ثم في أوائل العام 2021 في أوروبا.

ومن بين 48 لقاحا مرشحا قيد التطوير حول العالم، دخل 11 لقاحا المرحلة الثالثة من الاختبار، وهي الأخيرة قبل موافقة السلطات الصحية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

في غضون ذلك، تعد الإجراءات التقييدية الاجتماعية الأسلحة الوحيدة ضد الوباء الذي يستمر في التفشي بسرعة في أجزاء عدة من العالم.

وفي الشرق الأوسط، حذر أطباء ووزراء صحة سابقون في قطاع غزة من “الوضع الكارثي” جراء الازدياد المطرد في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، فيما أعلنت الحكومة الفلسطينية العودة إلى الإغلاق في الضفة الغربية لاحتواء الجائحة.

وسجل في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، 1485 إصابة وتسع وفيات.

وأكد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الشفاء في قطاع غزة أحمد الجدبة أن “الوضع كارثي، الفيروس يتفشى والوعي قليل عند الناس والإمكانات شحيحة”.

وأضاف “عدد الإصابات كبير، الوضع خارج عن السيطرة”.

وفي تورونتو، أكبر مدينة في كندا، فرضت الاثنين تدابير حجر لمدة 28 يوما على الأقل.

كذلك، حظرت كل التجمعات الخاصة الداخلية بموجب غرامة مع إغلاق المؤسسات غير الأساسية، لكن المدارس ستبقى مفتوحة.

وبرر رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو دوغ فورد اتخاذ تلك التدابير بأن الوضع خطير جدا مضيفا “لا يمكننا المجازفة برؤية مستشفياتنا مثقلة”.

وأودى الوباء بحياة أكثر من 11 ألف شخص في كندا حيث حض رئيس الوزراء جاستن ترودو مواطنيه الجمعة على “عدم الالتقاء مع الأصدقاء وعدم الاحتفال بأعياد الميلاد والعمل عن بعد والبقاء في المنزل قدر الإمكان”.

وفي الولايات المتحدة، تأمل السلطات في بدء عمليات التلقيح منتصف كانون الأول/ديسمبر، من أجل تحقيق مناعة جماعية في الربيع، وفق المسؤول المكلف جهود التلقيح في الحكومة الاميركية منصف السلاوي.

وتخطط الحكومة الأميركية لتلقيح 20 مليون شخص معرض للخطر في كانون الاول/ديسمبر، تليها حملات تطال 25 إلى 30 مليونا شهريا.

وتسجل الولايات المتحدة أكبر عدد من الوفيات في العالم بفيروس كورونا المستجد بلغ 257 ألف وفاة ويتفشى فيها الوباء بشكل خارج عن السيطرة مع ارتفاع كبير بأعداد الإصابات اليومية الذي بلغ الأحد وحده 160 ألفا، لتتخطى بذلك عتبة 12 مليون إصابة، بحسب جامعة جونز هوبكنز.

وقد يساهم عيد الشكر الخميس في مفاقمة الأمر، إذ يستعد العديد من الأميركيين، رغم الدعوات للبقاء في المنزل، لاجتماعات عائلية كما يبدو من اكتظاظ المطارات.

وأودى الوباء بما لا يقل عن 1,388,590 شخصا في أنحاء العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر كانون الأول/ديسمبر، وفقا لتقرير أعدته وكالة فرانس برس الاثنين استنادا إلى مصادر الرسمية.

-50 ألف إصابة في إيطاليا-

وفي أوروبا، بدأت تدابير العزل وقيود أخرى فُرضت على السكان في العديد من الدول لمواجهة الموجة الثانية من الوباء، بإعطاء ثمارها.

في إسبانيا، تم تسجيل 400 إصابة بكوفيد-19 لكل 100 ألف نسمة في المتوسط منذ 14 يوما في مقابل 530 إصابة بداية الشهر، على ما قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.

وقال أندرو فايديبيريس أحد مالكي الحانات قرب شارع رامبلاس الشهير “اليوم هو يوم خاص. الطقس لطيف والجميع يريد الخروج. لكننا سنرى كيف ستسير الامور، هناك حالة من عدم اليقين”.

لكن ايطاليا التي تجاوزت عتبة 50 ألف وفاة بالفيروس الإثنين وأصبحت الدولة السادسة في العالم التي تتجاوز هذا العدد، بدت أقل تفاؤلا. وقال وزير الصحة روبرتو سبيرانزا “سيكون خطأ فادحا أن نخفف من حذرنا”.

بورز-روك/لو-الح/ب ق

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية