مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ليلة ذعر في صنعاء والسكان يهرعون لشراء المؤن والوقود

مدنيون وقوات امنية في موقع استهدف في الغارات ليل الاربعاء الخميس 25-26 آذار/مارس 2015 قرب مطار صنعاء afp_tickers

عاش سكان صنعاء ليل الاربعاء الخميس على وقع الانفجارات المدوية للصواريخ المنهمرة من السماء والدفاعات الجوية الكثيفة من الارض، فيما هرب الالاف من منازلهم خوفا من القصف وهرعوا لشراء المؤن والوقود.

وشهدت المدينة ليلة من الذعر مع اطلاق السعودية عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين بمشاركة دول عربية واسلامية وسط تخوف السكان من استمرار هذه العملية.

وقال احمد يحيى بعد ان غادر مع عائلته منزله الواقع في شمال صنعاء بالقرب من المطار الدولي “كانت الانفجارات مدوية وتحطمت نوافذ زجاجية … لم ينم ابنائي طوال الليل”.

واضاف بينما كان على متن سيارة بيك آب مع عائلته “نحن نغادر الى قريتنا” الواقعة شمال المدينة.

وشاهد مصورو ومراسلو وكالة فرانس برس مئات الاسر تنزح من جوار المقار الرئيسية للحوثيين والقواعد العسكرية التي تضم قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين والذي يعتبره المراقبون القوة الحقيقية خلف تقدم الحوثيين الملفت خلال الاشهر الاخيرة من معقلهم في صعدة شمالا الى صنعاء فالى عدن.

وشهد حي الجراف في شمال صنعاء نسبة نزوح كبيرة، وهو حي معروف بموالاة نسبة كبيرة من سكانه للحوثيين.

كما يضم هذا الحي عددا من الوزارات والمؤسسات الامنية والعسكرية.

واضافة الى الصواريخ التي اطلقتها الطائرات المغيرة، سمع دوي الدفاعات الارضية بكثافة.

وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس انه “كان هناك رد من لواء الصواريخ في معسكر الصباحة (في صنعاء) ومن ريمة حميد من منطقة سنحان مسقط راس علي عبدالله صالح ومن الحرس الجمهوري من منطقة ارحب” شمال العاصمة.

ومنذ ساعات الصباح الاولى، تهافت سكان صنعاء بكثافة الى محطات الوقود والى المتاجر لشراء المؤن والبنزين والمازوت خوفا من انقطاع التموين عن العاصمة.

وشوهدت طوابير طويلة من السيارات امام محطات الوقود خصوصا.

وقال حمود بينما كان ينتظر في سيارته دوره لملء خزان سيارته وتعبئة مستوعبين متوسطي الحجم بمادة المازوت “نخشى من انقطاع التموين ويجب اخذ جميع الاحتياطات”.

واضاف “الجميع يعتقد ان البنزين والمازوت لن يكونا متوفرين قريبا”.

وعلقت وزارة التربية والتعليم الدروس في جميع المدراس والمؤسسات التربوية في منطقة صنعاء.

وعدا الطوابير امام محطات الوقود، بدت الشوارع خالية تماما من الحركة صباح الخميس.

وبالرغم من انقسام السكان بين مؤيد ومعارض للحوثيين، الا ان اهل صنعاء عموما يبدون مخاوف حيال تداعيات العملية العسكرية.

وقال صفوان حيدر لوكالة فرانس برس من امام متجر بقالة في وسط صنعاء “لماذا السعودية والدول الاخرى تتدخل الآن ولم تتدخل في السابق حين كان الحوثي يتقدم الى صنعاء ويضرب في دماج”، وهي بلدة كانت معقلا للسلفيين في شمال البلاد.

واضاف “اليوم بعد ان اصبح الحوثي يسيطر على غالبية اليمن يتدخلون، كان يفترض ان يتم التدخل قبل ذلك، والآن سيكون الثمن باهظا على الجميع”.

من جانبه، قال المواطن احمد الصنوي “لا نريد تدخلا، لا سعوديا ولا ايرانيا، والله يصيب من كان السبب واوصلنا الى هذه الحالة”.

الى ذلك، اكدت مصادر عسكرية ان قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح هربت من مواقعها في صنعاء خوفا من تعرضها للقصف الجوي.

وذكرت المصادر ان ذلك شمل خصوصا قوات الشرطة العسكرية وشرطة النجدة داخل العاصمة ومقر الفرقة الاولى مدرع في غرب صنعاء، وهو مقر يضم قوات موالية لصالح ومقاتلين من الحوثيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية