مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مئات المهاجرين يتدفقون الى باريس بحثا عن “حياة افضل”

يغسل مهاجر اسنانه على الرصيف قرب مركز انساني للمهاجرين في لا شابيل شمال باريس afp_tickers

يشير السوداني ابراهيم البالغ من العمر 23 عاما الى احدى الخيم التي يقيم فيها مجددا اكثر من 800 مهاجر تدفقوا قرب مركز انساني في شمال باريس، بعد ثلاثة اسابيع على عملية اجلاء واسعة ويقول “هذا منزلي”.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس خلال خطاب حول استقبال المهاجرين انه لا يريد رؤية “اي شخص في الشوارع ولا في الغابات” بحلول نهاية العام.

واضاف “المعركة الاولى هي تأمين مساكن لائقة للجميع. اريد انشاء مساكن عاجلة في كل المناطق”.

في الاثناء تشاهد طوابير طويلة في بورت لا شابيل شمال العاصمة الفرنسية، بانتظار توزيع متطوعين وجبات فطور تحت امطار خفيفة.

في الجانب الآخر من الشارع، طوابير انتظار اخرى هذه المرة للحصول على بطاقة لتأمين سرير من الاسرة ال400 في مركز استقبال.

ويقول السوداني عادل (22 عاما) “اني هنا منذ مساء امس”. ويضيف الشاب الموجود في فرنسا منذ شهر “اول من يصل يحصل على بطاقة”. والى جانب عادل مجموعة من الرجال اتى معظمهم من افريقيا (السودان وغينيا…) او افغانستان.

والمركز الذي افتتح في تشرين الثاني/نوفمبر تفاديا لاعادة تشكيل مخيمات عشوائية في العاصمة، سرعان ما ساهم في تدفق مئات المهاجرين في محيطه واجريت عدة عمليات اجلاء.

في السابع من تموز/يوليو اضطر 2800 شخص الى مغادرته.

وبحسب جمعية “فرانس تير دازيل” يعيش اكثر من 800 شخص مجددا في الشارع في محيطه. وبحسب رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو “بهذه الوتيرة سيتخطى عددهم الالفين بحلول منتصف آب/اغسطس”.

وقال المدير العام للجمعية بيار هنري “نتجه نحو عملية اجلاء جديدة”.

واضاف “كلما انتظرنا كلما كان الامر ضروريا. وكلما قمنا بعمليات اجلاء كلما زاد عدم فهم الرأي العام الذي نعطيه الانطباع باننا عاجزون عن معالجة الوضع. ندور في حلقة مفرغة”.

– “عون الهي” –

منذ افتتاحه سمح المركز الانساني لاكثر من 12 الف شخص بعدم البقاء في الشارع. لكن مع تسارع وتيرة وصول المهاجرين، يصعب تأمين اماكن للجميع.

وقال هنري ان وعود ماكرون بتأمين استقبال لائق لكافة المهاجرين “التزام قوي” وهو يدعو الى انشاء “نظام استقبال اولي” مع تأسيس مراكز ترانزيت “في العواصم الاقليمية الكبرى”.

وتحت جسور الطرقات قرب وسط المدينة، اعيد تشكيل مدينة صفيح. النفايات تتكدس في كل مكان : ترك بقايا طعام للحمام وزجاجات ماء فارغة واحذية مثقوبة.

ويقول السوداني ادريس (23 عاما) وهو يجمع كومة من الاوراق اليابسة امام خيمته “اذا قمت بالتنظيف سيكون الوضع افضل”. ويعلق فراشة اسنانه على السياج. ويضيف “هذا كل ما يمكنني القيام به كتدابير نظافة”.

اما غابريال (26 عاما) القادم من جنوب السودان الحافي القدمين فيقول انه ترك زوجته وولديه البالغين من العمر العام والثلاثة اعوام وانه ينتظر “عونا الهيا”.

من جهته يقول سيدو (38 عاما) من غينيا “ما نحتاج اليه ليس الملابس او الاغطية. نحتاج الى اوراق الى حياة افضل”.

ويقول ابراهيم (76 عاما) الذي يسكن الحي منذ اربعين عاما “هؤلاء الاشخاص هنا لانهم عانوا من الفقر او الحرب. كان هناك آخرون من قبلهم الآن جاء دورهم”.

ويضيف “بالتأكيد الوضع ليس جيدا للحي لكنني احاول ان اتفهم لانهم جازفوا بحياتهم وبالنسبة اليهم انها الآن مسألة حياة او موت”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية