مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماء كهرباء ومكدونالدز… أحلام سكان غزة في انتظار استكمال المصالحة الفلسطينية

أطفال فلسطينيون أشعلوا نارا للتدفئة قرب الشاطىء في قطاع غزة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

يعلق الفلسطينيون في قطاع غزة آمالا على امور بسيطة يأملون بتحقيقها مع استكمال تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الجمعة، مثل توفير الكهرباء والماء، والحصول على حرية السفر وزيادة فرص العمل…

وأصبح الخروج من غزة أمرا شبه مستحيل مع الحصار الاسرائيلي البري والبحري والجوي المستمر منذ عشر سنوات، وإغلاق مصر لمعبر رفح، المنفذ الوحيد خارج القطاع الذي لا تسيطر عليه الدولة العبرية، ما أدى الى تفاقم المشاكل الاجتماعية والمعيشية.

وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 40 في المئة، 56 في المئة منهم من الشبابا، بحسب البنك الدولي.

وبعد عشر سنوات على الانقسام، وقعت حماس وفتح اتفاق مصالحة في العاصمة المصرية في 12 تشرين الاول/اكتوبر تسلمت بموجبه السلطة الفلسطينية الوزارات والمعابر في القطاع.

وينتظر مليونا فلسطيني في غزة بفارغ الصبر يوم الجمعة، موعد استعادة السلطة الفلسطينية إدارة القطاع الذي قالت الامم المتحدة إنه قد يصبح مكانا “غير قابل للعيش” بحلول العام 2020.

– الطالب –

ينوي الطالب يحيى المجايدة (18 عاما) دراسة الطب في اوكرانيا. ورغم أنه قُبِل في الجامعة وحصل على تأشيرة دخول سارية المفعول، الا انه عالق في غزة بسبب اغلاق المعابر.

ويقول لوكالة فرانس برس “تأشيرتي سارية منذ شهرين، إلا انني لم اتمكن من السفر بسبب المعبر. مستقبلي متوقف على فتح المعبر وتسلم حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزة”.

ويتابع “تأشيرتي تنتهي في كانون الثاني/ يناير المقبل. إذا لم أصل قبل هذا الموعد، لن يجددوها لي، بل وسأخسر نحو ألفي دولار أنفقتها للحصول على المقعد”.

ويضيف “خائف جدا ان تفشل المصالحة، سيضيع مستقبلي بالكامل”.

– الابنة –

ميساء الشنطي (45 عاما)، هي أم لستة أبناء في قطاع غزة، وابنة لوالدين يعيشان في المملكة العربية السعودية.

ولم تر ميساء عائلتها منذ سيطرة حماس على القطاع.

وتقول “أدعو كل يوم ان تنجح المصالحة، فانا أحلم بأن يفتح المعبر وأسافر لرؤية أهلي في السعودية”، مضيفة “لم أرهم منذ 11 عاما، وتوفي والدي دون ان اراه قبل عدة اعوام”.

وتضيف “أملنا في الحياة متوقف على نجاح المصالحة. لا أعرف متى سأرى امي واخوتي اذا لم تنجح المصالحة وظل المعبر مغلقا”.

– الموظفون –

عند سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، واصلت السلطة الفلسطينية دفع رواتب قرابة 60 الف موظف مدني في غزة، الا ان 13 الفا من هؤلاء فقط بقوا في عملهم، بينما علقت السلطة دفع رواتب الآخرين، في إطار تدابير عدة هدفت للضغط على حماس.

وتأمل ليلى صقر التي خسرت عملها، ان تعود الى وظيفتها في وزارة الصحة.

وتقول “أتمنى أن تتم المصالحة الفلسطينية وأن أعود الى عملي في الوزارة. عشر سنوات في البيت دون عمل كان لها اثر نفسي ومهني سلبي علي”.

وتتابع ليلى، وهي أم لثلاثة اطفال، “كموظفة في وزارة الصحة، لا يهمني إن كان زميلي في العمل او المريض الذي أساعده من حماس او فتح، كلنا فلسطينيون”.

وتضيف “كموظفين في السلطة، يمكننا أن نكمل مع موظفي حركة حماس الذين اكتسبوا خلال سنوات عملهم الاخيرة خبرات وتعاملوا مع برامج جديدة نحتاج نحن اليوم الى أن نتعلمها”.

ووظفت حماس بعد سيطرتها على غزة، عشرات آلاف الأشخاص الذين يعد استيعابهم من القضايا الشائكة في ملف المصالحة.

ويتخوف محمود الفرا (36 عاما) الذي يعمل رئيسا لقسم العلاقات العامة في وزارة الاعلام التابعة لحماس، من ان يخسر عمله.

لكنه يقول إنه يتمنى تطبيق المصالحة من اجل توفير حياة كريمة لعائلته. ويضيف “كموظف، أتمنى ان تتم المصالحة حتى نحصل على رواتب كاملة من السلطة الفلسطينية ويتم تطوير خبراتنا وكفاءاتنا ونعمل جنبا الى جنب في الوزارة في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

– خريجو الجامعات –

تخرج وائل الحاج (32 عاما) في عام 2008 من كلية اللغة العربية والاعلام، ولكنه ما زال حتى الان عاطلا عن العمل.

ويقول الحاج، وهو أب لطفلين، “كل ما نريده ان تتم المصالحة وتتحسن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وان تتوفر لنا فرص عمل، كل ما أريده ان أوفر لعائلتي حياة مستقرة وكريمة”.

ويضيف “حتى لو أردت السفر الى الخارج لبناء مستقبلي، فالمعابر مغلقة. عمرنا يضيع ونعيش على الامل بانتهاء هذا الوضع”.

ويشكو محمد ابو شعبان (64 عاما)، الأب لعشرة أبناء هو الآخر، قائلا “لدي عشرة أبناء لا احد منهم يعمل، أنفقنا عليهم لتعليمهم وليكونوا أكاديميين يساهمون في بناء الوطن، وها هم اليوم عاطلون عن العمل”.

ويتابع “الوضع مأساوي. حياة الجميع اصبحت تعتمد على التسول والمساعدات”.

– رجل الاعمال –

يملك عمار فلفل (31 عاما) مكتبا هندسيا في مدينة غزة.

ويقول “الجميع خائف ان يبقى الوضع كما هو وان تفشل المصالحة ولا يتحسن الوضع. وكل شيء ما زال على وضعه”.

– الطفل –

لا يعرف حمادة احمد (12 عاما)، وهو طالب في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا)، ما معنى المصالحة الفلسطينية بالضبط، ولكنه يحلم بالسفر خارج قطاع غزة للمرة الاولى.

ويقول “والدي قال لنا انه في حال فتح المعبر، سيسافر الجميع. أمنيتي ان أركب طائرة وآكل ماكدونالدز”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية