مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماتيس يبحث في بروكسل مرحلة ما بعد تنظيم الدولة الاسلامية

الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ (يمين) ووزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس في بروكسل الاربعاء 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

بدأ وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس محادثات مع نظرائه من حلف شمال الاطلسي في بروكسل الاربعاء لمدة يومين حول ملفات ساخنة مثل افغانستان وكوريا الشمالية وروسيا وسوريا ثم مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية.

تأتي زيارة ماتيس في وقت يقوم الرئيس الاميركي دونالد ترامب بجولة طويلة في آسيا وعلى خلفية تصعيد في التوتر مع كوريا الشمالية منذ الصيف بعد قيامها بتجارب صاروخية ونووية.

وسيكون “التهديد العالمي” الذي يمثله نظام كيم جونغ اون بحسب قول ترامب، في صلب لقاء على مائدة العشاء يحضره ماتيس ونظراؤه الـ28 في مقر الحلف في بروكسل، وستنضم اليهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني.

وصرح الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاربعاء ان “كل الحلفاء اتفقوا على ضرورة ممارسة ضغوط قوية على كوريا الشمالية حول سلوكها المتهور”.

كما سيتم التباحث حول روسيا التي تراجعت العلاقات معها الى أدنى مستوى بسبب الازمة الاوكرانية وتواجه اتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة لصالح ترامب.

من المقرر ان يعلن وزراء دفاع الحلف الخميس تعزيز مهمة “الدعم الحازم” في افغانستان التي تعد حاليا 13 الف جندي في مبادرة تهدف إلى دعم “الاستراتيجية الجديدة” التي أعلنها ترامب في هذا البلد.

– “ماذا سيحصل بعدها؟”-

من المفترض أن تساهم الولايات المتحدة في المهمة ب2800 جندي إضافي في افغانستان على ان تكون حصة شركائها نحو 700 جندي اضافي، بحسب مصادر دبلوماسية اتصلت بها وكالة فرانس برس.

وكانت واشنطن طلبت من شركائها ارسال “نحو ألف” جندي اضافي الى افغانستان حيث تصّعد حركة طالبان وتيرة هجماتها ضد الجيش واعتداءاتها بما في ذلك في العاصمة كابول.

بعدما دعا ترامب لمدة طويلة الى الانسحاب من افغانستان، تم اتخاذ القرار بشأن السياسة الاميركية الجديدة في آب/اغسطس بعد تقييم طويل للوضع على الارض حيث يسيطر متمردو طالبان على مساحات متزايدة من الاراضي باتت تقارب 40% من مساحة البلاد.

من المقرر ان يلتقي ماتيس بعد ظهر الخميس في مقر الحلف الاطلسي نحو 60 وزيرا وممثلا عن الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية من أجل تقييم الوضع بالنسبة إلى الحملة العسكرية في سوريا والعراق.

وقال ماتيس لصحافيين على متن الطائرة في طريقه الى اوروبا انه بعد استعادة السيطرة على الموصل في العراق والرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا حان الوقت للتفكير في مرحلة “ما بعد” تنظيم الدولة الاسلامية.

وأوضح ان “غالبية الاسئلة التي تُطرح علي الان تتعلق في المرحلة التالية اذ لم يعد الامر يتعلق بـ+هل سنوقف توسع تنظيم الدولة الاسلامية ونتغلب عليه+ بل +ماذا سيحصل بعدها؟+”.

وصل ماتيس الى بروكسل قادما من هلسنكي حيث حضر منتدى يطلق عليه “المجموعة الشمالية” وهو تجمع غير معروف لدول بشمال اوروبا يركز على التحدثات العسكرية والامنية خصوصا من روسيا.

وغالبا ما ترسل موسكو طائرات حربية تقوم بطلعات في الاجواء حول البلطيق، ولا تزال اوروبا قلقة بشأن النوايا العسكرية لروسيا خصوصا بعد ضم القرم من اوكرانيا عام 2014.

وسيكون التهديد الالكتروني الروسي ايضا على جدول المحادثات، ويسعى الوزراء للاتفاق على طرق لتضمين وسائل الحرب الجديدة في عمليات ومخططات الحلف.

– “في شوارعنا” –

تدعم دول الغرب المفاوضات من أجل تسوية النزاع في سوريا والتي تتم تحت اشراف الامم المتحدة في جنيف. في موازاتها، تقود ايران وروسيا حليفتا النظام السوري وتركيا المتحالفة مع فصائل مقاتلة، محادثات في استانا تركز على الوضع الأمني.

وخسر تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لم يتم اشراكه أبدا في هذه المحادثات ويصنف “ارهابيا”، غالبية الاراضي التي سيطر عليها في سوريا. ويقتصر وجوده على منطقة محدودة في محافظة دير الزور تقع فيها مدينة البوكمال، آخر المدن التي يسيطر عليها في سوريا، فضلا عن جيوب أخرى صغيرة ومتفرقة.

وأعلن الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء انه تم “تحرير غالبية الاراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفا “لكننا مدركون ان ذلك ليس معناه انتهاء الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لانه لا يزال يشكل تهديدا شاملا (…) فنحن نراه في شوارعنا حيث يخطط ويجند لشن هجمات”.

من المقرر ايضا ان يلتقي ماتيس في بروكسل نظيره التركي نور الدين جانكلي.

وتشهد العلاقات بين تركيا وواشنطن توترا نتيجة الخلافات حول قيام الولايات المتحدة بتدريب وحدات حماية الشعب الكردية وتزويدها بالاسلحة ضد تنظيم الدولة الاسلامية فيما تعتبرها أنقرة مجموعة “ارهابية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية