مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون يبحث في الاستثمار في اليونان غداة دعوة الى “اعادة بناء اوروبا”

الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون يلقي خطابا في اثينا عند تلة بنيكس رمز الديمقراطية الاثينية القديمة في 7 ايلول/سبتمبر 2017. afp_tickers

يجري الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة في اثينا محادثات حول الاستثمارات في البنى التحتية والتقنيات الجديدة في اليونان التي دعا منها الى “إعادة بناء” الاتحاد الأوروبي.

وكان ماكرون استند في كلامه عن اوروبا الخميس الى رمزين في اليونان: مبنى الاكروبول التاريخي وأزمة الدين، وقال “لم أختر اليونان بالصدفة لاول زيارة دولة”.

واعلن رئيس الوزراء اليوناني الكسي تسيبراس الجمعة في اليوم الثاني من زيارة ماكرون الى أثينا ان الرئيس الفرنسي عبر عن رغبته ب”تطوير الصلات الاقتصادية” مع اليونان، متحدثا عن فرصة للاستثمار “لا يجوز تفويتها”.

ويزور الرئيس الفرنسي اليونان مع وفد يضم وزير الاقتصاد برونو لومير ورؤساء حوالى اربعين شركة فرنسية.

وقال الخميس في خطاب ألقاه قبالة البارثينون، رمز الديموقراطية، “ماذا فعلنا بديموقراطيتنا، ماذا فعلنا بسيادتنا؟ اليوم السيادة والديموقراطية والثقة في خطر”.

وتابع “مساء اليوم اريد ان نستعيد جماعيا القوة لاعادة تأسيس اوروبا بدءا بدراسة نقدية بلا اي تنازلات، لهذه السنوات الاخيرة”.

وتابع “أوحينا للجميع بأنه يمكننا العيش في أثينا كما في برلين. وهذا ليس صحيحا، الشعب اليوناني هو الذي دفع الثمن”.

– “هذا الطموح الجنوني” –

وقبل ساعات من خطابه، عبر ماكرون عن موقف فريد بانتقاده اللجوء الى صندوق النقد الدولي لخطة انقاذ اليونان، معبرا عن اسفه “لغياب الثقة” المتبادل بين الاوروبيين الذي ادى الى طلب المساعدة من مؤسسة نقدية.

وعبر عن الامل في الا يقوم صندوق النقد الدولي “باضافة شروط اضافية” على برنامج اصلاحات اليونان الذي ينتهي في آب/اغسطس 2018. وتحدث ببعض السخرية عن “الطابع المزاجي في بعض الاحيان” للنقاشات بين التكنوقراط حول هذا البلد.

وبين الاصلاحات التي سيقترحها الرئيس الفرنسي بحلول نهاية العام، لدعم “هذا الطموح الجنوني المتمثل في الرغبة في اوروبا اقوى”، تبني ميزانية لمنطقة اليورو وبرلمان لها. ودعا الى ترشيح “لوائح عابرة للحدود” للانتخابات الاوروبية المقبلة التي ستجرى في 2019.

ويأمل ماكرون ان تتم قبل ذلك مشاورة الشعوب الاوروبية خلال النصف الاول من 2018.

وما زالت ملامح هذا “النقاش التشاوري” غير واضحة، لكن ماكرون ينوي عرضه على شركائه الاوروبيين “في الاسابيع المقبلة” بعد الانتخابات التشريعية الالمانية التي ستجرى في 24 ايلول/سبتمبر.

وبدا تسيبراس الذي بدأت بلاده تخرج من الازمة بعد انكماش دام تسع سنوات، مرتاحا لتصريحات ضيفه.

وماكرون (39 عاما) وتسيبراس (43 عاما) اللذان تجاوزا الطابع الرسمي للقاء في بعض الاحيان من بين اصغر القادة الاوروبيين سنا.

– “بمستوى تاريخنا” –

وقال ماكرون متوجها الى اليونانيين “ستبقى فرنسا الى جانبكم في الاوقات الصعبة كما في الفرح لان طموحنا هو ان نكون بمستوى تاريخ” كل منا.

واضاف ان “جيلنا يمكنه الاختيار (…) علينا ايجاد القوة لاعادة بناء اوروبا”، مشددا على انه “نتشارك تاريخا ومصيرا (…) ينبغي الدفاع عن هذا التراث”.

واكد ماكرون، وزير الاقتصاد السابق، إن خسارة الاتحاد الاوروبي ستكون “شكلا من اشكال الانتحار السياسي والتاريخي”، معتبرا أن اوروبا قوية فقط يمكنها حماية مواطنيها من التهديدات العابرة للحدود مثل التغير المناخي والارهاب.

وشدد على أهمية التقاليد الاوروبية في احترام حقوق الانسان والمساواة والعدالة الاجتماعية، متسائلا “هل هناك قارة أخرى لديها مثل هذا الارتباط بالحرية والديموقراطية؟”.

وتلقى الرئيس الفرنسي التعازي من تسيبراس والرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس الاعصار ايرما في جزيرة سانت بارتيليمي الفرنسية والشطر الفرنسي من جزيرة سان مارتان حيث قتل اربعة اشخاص.

واشار ماكرون الى الاضرار المادية “الرهيبة” التي احدثها الزلزال، مؤكدا انه سيقوم بزيارة الى المنطقة لكنه “غير قادر” على ذكر موعد بعد.

ودعا الى “تعبئة ضد الاضطرابات المناخية لان سبب هذه الكارثة مناخي”.

واعلن رئيس الصندوق المركزي لاعادة التأمين المتخصص بالكوارث الطبيعية الجمعة ان كلفة الاضرار التي سببها الاعصار في جزر الانتيل الفرنسية “تتجاوز الى حد كبير” مئتي مليون دولار.

وقال برتران لابيلوا ردا على سؤال لشبكة “سي نيوز” ان كلفة اي كارثة طبيعية “لاعصار مر في المنطقة” بلغت “بين مئة ومئتي مليون يورو. باستثناء ان ايرما اعنف بكثير (…) لذلك يجب ان نتوقع رقما اكبر من الرقم الذي ذكرته”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية