مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون يدعو الحريري وأسرته للمجيء الى فرنسا

صورة من الارشيف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري خلال لقاء بينهما في الاول من ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاربعاء أنه دعا، بالاتفاق مع السعودية، رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري للمجيء الى فرنسا مع أسرته، بينما عقد وزير خارجيته جان-إيف لودريان اجتماعا مطولا في الرياض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقال ماكرون للصحافيين في بون حيث يشارك في مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ “اتصلت بمحمد بن سلمان وبسعد الحريري، واتفقنا على أنني سأدعوه (الحريري) لبضعة أيام الى فرنسا مع أسرته”، مشددا على ان الامر يتعلق “بزيارة لبضعة ايام”، وليس عرضا للجوء الى فرنسا.

وفي باريس أصدر الاليزيه بيانا قال فيه إنه “بعد التحادث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء اللبناني (…) دعا رئيس الجمهورية سعد الحريري وأسرته إلى فرنسا”.

وتوقع مصدر في الرئاسة الفرنسية أن يصل الحريري “الى فرنسا في الايام المقبلة” تلبية لدعوة ماكرون.

ومنذ اعلان استقالته المفاجئة في 4 تشرين الثاني/نوفمبر من الرياض، طرحت أسئلة كثيرة حول حرية الحريري في الحركة وما اذا كان أجبر على الاستقالة. وبرزت خلال الساعات الاخيرة دعوات من دول غربية عدة بضرورة عودته الى بيروت.

وفي موقف تصعيدي لافت، اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء السعودية باحتجاز رئيس الحكومة المستقيل.

وقال عون في سلسلة تغريدات نشرها حساب الرئاسة على موقع “تويتر” الأربعاء “لا شيء يبرر عدم عودة الرئيس الحريري بعد مضي 12 يوما، وعليه نعتبره محتجزاً وموقوفاً، ما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الانسان”.

وأضاف “لن نقبل بأن يبقى رهينة لا نعلم سبب احتجازه”.

وقال عون خلال استقباله وفداً من المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع، “ما حصل ليس استقالة حكومة بل اعتداء على لبنان وعلى استقلاله وكرامته وعلى العلاقات التي تربط بين لبنان والسعودية”.

وبعد أقل من ساعة على صدور موقف عون، جدّد الحريري التأكيد في تغريدة على “تويتر” أنه بخير وسيعود قريباً. وكتب باللهجة العامية “بدّي كرّر وأكّد أنا بألف ألف خير وأنا راجع ان شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا”.

وكان ماكرون “تمنّى” في وقت سابق الاربعاء أن يتمكن الحريري من “تأكيد رغبته في الاستقالة” في لبنان “اذا كان ذلك خياره”.

ومساء الاربعاء وصل لودريان الى الرياض حيث عقد اجتماعا مطولا مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان استمر زهاء 75 دقيقة، بحسب ما ذكرت صحافية في وكالة فرانس برس ترافق لودريان في زيارته الى المملكة.

ولم يدل لودريان بأي تعليق بعد انتهاء الاجتماع.

وافاد مصدر مقرب من وزير الخارجية الفرنسي ان لودريان سيلتقي الحريري الخميس مبدئياً، موضحاً في الوقت ذاته أن الموعد “قابل للتعديل” اذ انه مرتبط بـ”متى يعتزم الحريري مغادرة السعودية”.

وكان ماكرون قام في التاسع من الشهر الحالي بزيارة خاطفة الى الرياض التقى خلالها ولي العهد السعودي.

ولم تمنع لقاءات عدة أجراها الحريري في السعودية وتأكيده أنه “حر” في المملكة، التساؤلات حول حرية حركته. وعمت التساؤلات والشائعات الشارع اللبناني حول مصيره، واتهم حزب الله السعودية بكتابة نص الاستقالة وبـ”اجباره” عليها.

وجدد عون الأربعاء التأكيد على أنه “لا يمكن البت باستقالة قدّمت من الخارج”، مضيفاً “فليعد الى لبنان لتقديم استقالته أو للرجوع عنها أو لبحث أسبابها وسبل معالجتها”.

– “الوحدة صمام الأمان”-

وكان الحريري قال في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد إن سبب استقالته هو عدم احترام حزب الله المدعوم من ايران وأحد أبرز مكونات حكومته، سياسة النأي بالنفس التي يسعى اليها لبنان ازاء الصراعات الاقليمية.

وانتقد الحريري الدور الذي يلعبه حزب الله بدعم من ايران في نزاعات مختلفة في المنطقة على رأسها سوريا واليمن. وربط تراجعه عن الاستقالة “باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة”.

وأثارت استقالة الحريري الخشية من تأجيج التوتر السياسي في البلاد ومن انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي الهش أصلاً.

إلا أن عون طمأن اللبنانيين الأربعاء قائلا “لا تخافوا، لا اقتصادياً ولا مالياً ولا أمنياً، البلد آمن والسوق المالية تعمل كما يجب، والوحدة الوطنية صمام الأمان”.

وشكّل الحريري حكومته قبل عام بموجب تسوية سياسية أتت أيضا بعون، أبرز حلفاء حزب الله، رئيساً للجمهورية بعد فراغ رئاسي استمر عامين ونصف العام. وشهد لبنان منذ ذلك الحين هدوءاً سياسياً نسبياً.

وتربط علاقات تاريخية وثيقة بين لبنان وفرنسا. وسبق لباريس ان استضافت الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون لسنوات طويلة عندما كان معارضا للنظام السوري ومنفيا في فرنسا، وعندما كانت دمشق تهمين بشكل واسع على لبنان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية