مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون يضغط على ميركل لاصلاح اوروبا: “تحركي الآن”

المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اثناء تسليم ماكرون جائزة "شارلمان" في آخن في 10 ايار/مايو 2018. afp_tickers

دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الى التحرك بحزم وسرعة بخصوص إصلاح الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن على ألمانيا تجاوز تمسكها بالفوائض المالية والعمل على إحداث تغيير في هذه المرحلة الحرجة.

وبعد عام من توليه منصبه، عبّر ماكرون عن نفاد صبره من ألمانيا التي يبدو انها لا تزال تقاوم مقترحاته الإصلاحية الرئيسية لمنطقة اليورو، بما فيها استحداث وزير مالية مشترك وميزانية مشتركة لدفع النمو.

وقال ماكرون مخاطبا ميركل “لا تنتظري، تحركي الآن”، فيما كانت الزعيمة الألمانية تشارك في مدينة آخن الالمانية في حفل تسليم ماكرون جائزة “شارلمان” على “رؤيته الثاقبة لاوروبا جديدة”.

ووسط التفرد الاميركي في ملف الاتفاق النووي مع إيران، واتفاقية باريس للمناخ، وتهديدها لحلفائها برسوم تجارية عقابية، أكد ماكرون حاجة اوروبا أكثر من أي وقت مضى للاتحاد واظهار قوة أكبر.

وفي هجوم صريح على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، قال ماكرون “في حال قبلنا بان تقوم قوى كبرى، حتى ولو كانت حليفة او صديقة لنا في احلك مراحل تاريخنا، بتقرير دبلوماسيتنا وامننا واحيانا بدفعنا الى الدخول في اسوأ المجازفات، فاننا بالطبع نكون عندها قد فقدنا سيادتنا”.

وكان ترامب حذر الشركات الأوروبية بانها في حال لم تنسحب من ايران فستواجه العقوبات الاميركية.

وحث الرئيس الفرنسي الشاب رفاقه الاوروبيين على مواجهة املاءات الخارج بقوله “علينا الا نكون ضعفاء وان نحدد خياراتنا”.

وشارك نحو عشرة قادة اوروبيين في مراسم منح الجائزة الى ماكرون من بينهم رؤساء وزراء رومانيا وبلغاريا ولوكسمبورغ ورئيسة ليتوانيا وملك اسبانيا. ويلتقي غالبية هؤلاء القادة الاسبوع المقبل في صوفيا للمشاركة في قمة للاتحاد الاوروبي ودول البلقان حيث اضيف الملف النووي الايراني على جدول الاعمال.

– “مصيرنا بأيدينا” –

من جهتها، أكدت ميركل أيضا أنه لا يمكن مواصلة الاعتماد على الولايات المتحدة.

وقالت “لم يعد الوضع يلخص بالقول ببساطة ان الولايات المتحدة تحمينا، على اوروبا ان تمسك قرارها بنفسها”.

لكنها أشارت إلى أن الخلافات لا تزال تعرقل المزيد من التكامل في الاتحاد الاوروبي.

واحرز ماكرون تقدما قليلا حتى الآن بخصوص عدد من المشروعات الطموحة، خصوصا موازنة موحدة لمنطقة اليورو ووزير مالية، و”قوات تدخل سريع” مشتركة، وضرائب اوروبية على مداخيل عمالقة التكنولوجيا.

واقرت ميركل بأن المباحثات “صعبة” بين فرنسا وألمانيا حول منطقة اليورو.

لكنها نوّهت إلى أن “الوحدة النقدية والاقتصادية الاوروبية يجب أن تكون أكثر استدامة”.

وتابعت “سنجعل منطقة اليورو أكثر مقاومة للأزمات”، مشيرة إلى أنها تتوقع التوصل الى اتفاقات بخصوص الوحدة المصرفية.

لكن الزعيمة الالمانية لم تعلق على دعوة ماكرون لموازنة مشتركة لمنطقة اليورو.

كما أن حزبها رفض فكرة استحداث منصب وزير مالية مشترك للاتحاد.

إلا أن ذلك لم يردع الرئيس الفرنسي الشاب الذي أصر الخميس على أنه يريد “منطقة يورو أكثر اندماجا وبميزانية مستقلة”.

ووجه ماكرون سهامه صوب الألمان بسبب ترددهم في الانفاق، وقلقهم من أي خطة تسحب الموارد من الدول الغنية لمساعدة الدولة الأفقر في الاتحاد المؤلف من 28 دولة.

وقال “في ألمانيا، لا يمكن أن يكون هناك هوس مستمر بفوائض الموازنة والتجارة، لأن ذلك يتحقق على حساب الآخرين”.

ويسود التوتر الاتحاد الاوروبي، إذ تواجه فرنسا والمانيا وبريطانيا مرحلة مواجهة صريحة مع حليفتهم التاريخية الولايات المتحدة، حول ملف الاتفاق النووي الإيراني وخطة ترامب لفرض رسوم على واردات الصلب والالومنيوم من الاتحاد الاوروبي.

وحذرت واشنطن بالفعل الشركات الأوروبية من مغبة الاستمرار في عملها في إيران، ومنحتها مهلة مدتها ستة أشهر لتصفية أعمالها أو مواجهة عقوبات قاسية.

وتعهد ماكرون وميركل بالعمل على خريطة طريق مشتركة لمستقبل الاتحاد الاوروبي قبل عقد قمة مهمة لقادة الاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو.

وأكد ماكرون أن “الحل الوحيد المتاح لدينا هو الوحدة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية