مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماي تتعهد العمل لإنجاز بريكست رغم نكسة الانتخابات

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تؤكد أنها ستلتزم بمدة عشرة أيام بعد الانتخابات لبدء مفاوضات بريكست afp_tickers

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة انها ستشكل حكومة تنجز عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي رغم خسارة حزبها المحافظ الغالبية المطلقة في البرلمان والدعوات الى استقالتها.

وقالت زعيمة حزب المحافظين بعد النتيجة المفاجئة للانتخابات التي جرت الخميس إن “ما تحتاجه البلاد أكثر من أي وقت مضى هو الثقة”.

وكانت ماي دعت إلى انتخابات مبكرة في محاولتها تعزيز موقفها في مفاوضات بريكست المقبلة، إلا أنه كان لمغامرتها نتائج عكسية.

ومع إعلان النتائج لجميع مقاعد البرلمان الـ650، حصل الحزب اليميني الوسطي على غالبية الأصوات ومعظم المقاعد إلا أنه خسر الأغلبية في مجلس العموم.

وانخفض الجنيه الاسترليني مقابل الدولار واليورو وانعكست نتيجة الاستفتاء مزيدا من الضبابية على عملية بريكست برمتها.

وسعت ماي، مدعومة من الحزب الوحدوي الديموقراطي في ايرلندا الشمالية، الجمعة إلى الحصول على اذن من الملكة اليزابيث الثانية لتشكيل حكومة أقلية.

وفي بيان خارج 10 داونينغ ستريت، تعهدت رئيسة الوزراء البالغة من العمر 60 عاما بـ”الايفاء بوعد بريكست”.

وأضافت “من الواضح أن المحافظين والحزب الوحدوي وحدهما يملكان الشرعية والقدرة للقيام بذلك (…) سيسمح ذلك لنا بالعمل معا كبلد وتوجيه طاقاتنا من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح بشأن بريكست”.

وفي هذا السياق، حذر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في “رسالة تهنئة” لماي بأن لا مجال لـ”اضاعة الوقت” في بدء مفاوضات بريكست، حيث بدء العد العكسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في عملية ستستمر على مدى عامين.

– “تجنب عدم التوصل إلى اتفاق” –

وأكدت ماي أنها تنوي بدء المحادثات مع الاوروبيين بتاريخ 19 حزيران/يونيو كما كان مخططا، متعهدة بـ”البدء بالعمل” مباشرة.

وأعلنت لاحقا أن كبار وزرائها، بمن فيهم وزير المالية فيليب هاموند ووزير الخارجية بوريس جونسون والوزير المكلف التفاوض في ملف بريكست ديفيد ديفيس سيبقون في مناصبهم في الحكومة الجديدة.

ومن جهته أعرب رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن أمله بأن “لا نجد انفسنا ازاء تأخير اضافي في انجاز هذه المفاوضات”.

واعرب عن “امله بان لا يكون لنتيجة الانتخابات أي تأثير كبير على المفاوضات التي نترقبها بفارغ الصبر”.

أما توسك، فأضاف عبر موقع “تويتر” مخاطبا لندن “لا نعلم متى تبدأ محادثات بريكست. (ولكن) نعرف متى عليها أن تنتهي. اعملوا ما في وسعكم لتجنب +عدم التوصل إلى اتفاق+ نتيجة +عدم اجراء مفاوضات+” كما ينبغي.

وأكدت ماي في السابق أنها تفضل الانسحاب من المحادثات على الموافقة على “اتفاق سيء”، فيما تشكل الكلفة المالية لخروج بريطانيا من التكتل ومصير مواطني دول الاتحاد الاوروبي المقيمين فيها أبرز العقبات التي تم التطرق إليها حتى الآن.

ومن ناحيته، رجح المفوض الاوروبي للميزانية غونتر اوتينغر أن تكون ماي شريكا “ضعيفا” في المحادثات.

ورأى ان “البريطانيين يحتاجون إلى التفاوض على خروجهم. ولكن بوجود شريك ضعيف في المفاوضات، هناك خطر بأن تكون المفاوضات سيئة للطرفين”.

خسرت الثقة” –

وهز اعتداءان ارهابيان حملة الانتخابات، ما لفت الأنظار إلى سجل ماي في وظيفتها السابقة كوزيرة للداخلية، وسط انتقادات لأدائها.

وكانت ماي، وهي ابنة قس، قدمت نفسها على أنها “زعيمة قوية وثابتة” إلا أنها الآن تواجه دعوات للاستقالة بعدما أضاعت الغالبية الضئيلة التي تمتع بها حزيها بفارق 17 مقعدا.

ودعا زعيم حزب العمال جيريمي كوربن الذي خالفت حملته الحيوية التوقعات بخسارته بشكل كبير، ماي إلى الاستقالة قائلا إنها “خسرت الأصوات، والدعم والثقة”.

وأما ماي فأعربت عن أسفها لخسارة نواب محافظين لمقاعدهم، قائلة “سأنظر في ما علينا القيام به مستقبلا لمساعدة الحزب على التقدم”. ويعتقد كثيرون في الحزب بأنها تعرضت إلى جرح قاتل.

وفي هذا السياق، رأت النائبة المحافظة هايدي ألين أن ماي يجب أن تبقى فقط لأن بريطانيا بحاجة إلى رئيس وزراء في هذه الفترة، ولكنها أضافت أن أيامها معدودة.

وقالت لإذاعة “ال بي سي” “لا أعتقد شخصيا أن تيريزا ماي ستبقى رئيسة وزرائنا إلى ما لا نهاية. برأيي ستكون فقط لفترة انتقالية”.

واعتبرت الوزيرة المحافظة السابقة آنا سوبري أن رئيسة الوزراء “في وضع صعب للغاية (…) عليها بكل بساطة التفكير في موقفها”.

ومع إعلان نتائج جميع الدوائر إلا واحدة، حصل المحافظون على 318 مقعدا، مقابل 331 بعد انتخابات عام 2015. وأما حزب العمال فنال 261 مقعدا مقابل 229 كانت بحوزته.

واكتفت صحيفة “ذي صن” الأكثر مبيعا في بريطانيا والمتعاطفة عادة مع المحافظين، بكلمة “مايهيم” أو “فوضى” على صفحتها الأولى.

– “سعي متهور” لبريكست “قاس” –

وفي ليلة أعادت مجددا رسم المشهد السياسي، خسر “حزب استقلال المملكة المتحدة” المعروف باسم “يوكيب”، ملايين الأصوات، ما دفع زعيمه بول نوتال إلى الاستقالة.

وأما الحزب الوطني الاسكتلندي بزعامة رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن، والذي هيمن على الساحة السياسية في الشمال لعقد ودعا إلى استفتاء جديد من أجل الاستقلال بعد بريكست، فخسر 21 من 56 مقعدا فاز بها عام 2015.

واعتبرت ستورجن أن النتائج تظهر أن على المحافظين “التخلي عن السعي المتهور لـ+خروج قاس+” من الاتحاد الاوروبي.

وفي 29 آذار/مارس، أطلقت ماي التي تسلمت السلطة بعد استفتاء بريكست الذي جرى في حزيران/يونيو 2016، رسميا عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وسط وعود بإخراج بلادها من السوق الموحدة وخفض الهجرة.

ورغم حملته ضد بريكست، قبل حزب العمال بنتيجة الاستفتاء ولكنه أكد أنه سيعطي أولوية للمحافظة على علاقات اقتصادية جيدة مع بروكسل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية