مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماي تدعو إلى خطة عاجلة بشأن بريكست خلال قمة الاتحاد الاوروبي

في خطوة بدا أنها تحمل قيمة رمزية، دخلت ماي إلى قاعة انعقاد القمة برفقة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايماويل ماكرون حيث انخرط القادة الثلاثة في نقاش عميق afp_tickers

حضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس قادة الاتحاد الأوروبي على وضع خطط عاجلة لتحقيق تقدم في مفاوضات بريكست، فيما أشار نظراؤها الاوروبيون إلى وجود أشارات مشجعة.

ويبدو أن ماي المشاركة في القمة التي ستستمر يومين، سلمت بأن باقي قادة الاتحاد الـ27 لن يروا على الأرجح أنه تم تحقيق تقدم كاف في المسائل المرتبطة ببريكست تسمح بالانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث أشارت إلى أن الاجتماع هو “للتقييم”. بدورها، لفتت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل إلى أن هناك إشارات ايجابية رغم الازمة حول ملفات الفاتورة وبعض القضايا الأخرى.

وقالت “هناك إشارات مشجعة للاستمرار في العمل للتوصل لبداية المرحلة الثانية”.

وفي تحرك يهدف إلى التأثير على قادة الاتحاد عبر مسألة يعيرونها أهمية كبرى، نشرت ماي رسالة مفتوحة موجهة إلى ثلاثة ملايين مواطن أوروبي يعيشون في بريطانيا تعهدت خلالها بأنه لن يطلب منهم المغادرة بعد بريكست في آذار/مارس 2019.

وكشفت أن الاتفاق لضمان حقوقهم “قريب جدا” إلا أنها أعربت للصحافيين عن رغبتها في أن يظهر قادة الاتحاد “اهتماما عاجلا في التوصل إلى اتفاق”.

لكن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته قال إن على ماي “إظهار مزيد من الوضوح” حول وعودها بشأن التسوية المالية في خطاب القته في فلورنسا في ايول/سبتمبر.

من جهته، حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الاربعاء من أنه لا يتوقع “حدوث أي اختراق”، مؤكدا أنه رغم وجود “تقدم محتمل” فان على لندن “تقديم مقترحات ملموسة بشكل أكبر”.

ولا يخفي قادة الاتحاد الأوروبي امتعاضهم جراء الانقسامات في حكومة ماي فيما يتعلق ببريكست، حيث يشيرون إلى أنهم لا يزالون لا يعرفون بالتمام ما تريده بريطانيا.

وتم نقل مكان انعقاد الاجتماع في اللحظة الاخيرة الاربعاء من مبنى يوروبا الذي كلف بناؤه 321 مليون يورو الى مبنى قديم بعد تسرب غازات ضارة من المطبخ واصابة العديد من الاشخاص بعوارض تسمم.

ويتفق الاتحاد الأوروبي على أنه من بين المسائل الثلاث الأهم في البريكست، حقق الملف المرتبط بحقوق المواطنين التقدم الأكبر رغم استمرار وجود بعض النقاط العالقة.

ووصلت المحادثات بشأن الفاتورة التي ينبغي على بريطانيا دفعها لمغادرة الاتحاد إلى طريق مسدود فيما لا يزال الطريق طويلا أمام المفاوضات المرتبطة بايرلندا الشمالية.

وقال مسؤول رفيع انه خلال عشاء العمل الذي يجمع ماي بباقي قادة الاتحاد مساء الخميس، ستشجع رئيسة الوزراء البريطانية نظراءها “على نقل المحادثات الى مسألة التفكير في الشراكة المستقبلية وفترة التطبيق”.

وصباح الجمعة ستتركهم ليستكملوا نقاشاتهم بشأن بريكست في غيابها.

– “كارثي” –

وبعدما فشلت خمس جولات مفاوضات بشأن بريكست في التوصل إلى نتائج مهمة، تزداد المخاوف من أن تفشل بريطانيا في التوصل إلى اتفاق يتعلق بانسحابها قبل الطلاق رسميا في 29 آذار/مارس 2019.

وانخرطت ماي في حراك دبلوماسي قبيل القمة، حيث اتصلت بقادة فرنسا وألمانيا وغيرهم واجتمعت على عشاء عمل مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في بروكسل.

وفي خطوة بدا أنها تحمل قيمة رمزية، دخلت ماي إلى قاعة انعقاد القمة برفقة ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيث انخرط القادة الثلاثة في نقاش معمق.

– “أفقر وأضعف” –

وتعد فاتورة خروج بريطانيا من الاتحاد أكثر مسألة تسمم علاقات لندن ببروكسل. فقد وعدت ماي بالابقاء على مساهمات بريطانيا لسنتين بعد الخروج من الاتحاد لاستكمال الموازنة الحالية للاتحاد الاوروبي، بما يبلغ مجموعه نحو 20 مليار يورو (24 مليار دولار).

وتصر ألمانيا وفرنسا على أنه لا يجب أن تتأثر ميزانية الاتحاد الأوروبي جراء مغادرة بريطانيا.

ولكن رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني — الذي سيكون لهيئته القرار النهائي بشأن اتفاقية بريكست –قال لشبكة “بي بي سي” ان “20 مليارا تمثل مبلغا زهيدا جدا. المشكلة هي 50 او 60 (مليار يورو)، هذا هو الوضع الحقيقي”.

وحذر جون ساويرس القائد السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية “ام آي 6” من أن بريطانيا قد تصبح “أفقر وأضعف” بسبب بريكست وقد تحتاج لصرف مزيد من المال للحفاظ على تأثيرها الخارجي.

وتواجه ماي ضغوطا من كبار المؤيدين لبريكست في بلدها حيث حثتها إحدى المجموعات في رسالة الخميس على التخلي عن المفاوضات في حال رفض الاتحاد الأوروبي الانتقال إلى المحادثات التجارية.

من جهة أخرى، عقد زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين محادثات مع كبار مفاوضي الاتحاد الأوروبي الخميس في ما وصفها بالمحاولة لـ”كسر الجمود المتعلق ببريكست”. وحذر كوربين من أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق سيكون “كارثيا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية