مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجلس الامن يبحث ارساء “هدنة انسانية” في اليمن حيث تشهد الاوضاع تدهورا

سيارة في احد شوارع عدن (جنوب) المقفرة في الثالث من نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

تشهد الاوضاع في اليمن مزيدا من التدهور في اليوم العاشر من الحملة العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في حين يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا السبت لبحث اقتراح روسي بهدف ارساء “هدنة انسانية”.

وقال مصدر عسكري لفرانس برس ان مواقع المتمردين في عدن تعرضت الليلة الماضية لغارات شنتها طائرات التحالف وقصف من سفنه البحرية ما ادى الى مقتل 13 من المتمردين.

واضاف ان التحالف العربي اسقط خلال الليلة الماضية وللمرة الثانية معدات عسكرية وذخيرة واسلحة لانصار الرئيس عبد ربه منصور هادي قرب مرفا عدة.

وعبر مقاتل من انصار هادي عن سعادته الغامرة بتلقي الاسلحة قائلا لفرانس برس “سننتصر باذن الله وسنواصل القتال بكل شجاعة”.

وقد تركزت العلميات العسكرية في الايام الاخيرة في عدن حيث قتل 185 شخصا في المعارك بين المتمردين واللجان الشعبية المؤيدة للرئيس اليمني منذ 26 اذار/مارس.

وقال مدير الصحة في عدن الخضر لصور لفرانس برس “لدينا 185 قتيلا و1282 جريحا” سقطوا خلال الاشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية.

واكد ان هذه الحصيلة لا تتضمن قتلى وجرحى الغارات التي يشنها التحالف العربي او قتلى وجرحى “الحوثيين ومن يحالفهم لانهم ينقلون الاصابات التي تقع في صفوفهم الى مؤسساتهم الخاصة”.

وتابع لصور ان 75 في المئة منهم مدنيون.

ودعا المنظمات الدولية ودول الخليج المشاركة في التحالف العربي الى ارسال مساعدات طبية عاجلة الى مستشفيات المدينة.

وقال ان مخزون الادوية تراجع كثيرا كما ان المستشفيات باتت “عاجزة عن مواجهة العدد المتزايد لضحايا” النزاع.

وتاتي هذه المطالبة في ظل اعراب الامم المتحدة والمنظمات الدولية عن قلقها حيال تزايد اعداد الضحايا المدنيين نتيجة اعمال العنف والقصف.

وفي هذا السياق، عبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن اسفها لمقتل اثنين من اليمنيين العاملين في الهلال الاحمر امس الجمعة اثناء اسعاف مصابين.

وقبل ثلاثة ايام، قتل احد العاملين مع الهلال الاحمر في محافظة الضالع في جنوب اليمن بحسب الصليب الاحمر.

ومع استمرار القتال، يعقد مجلس الامن الدولي بطلب من روسيا اجتماعا مغلقا يبدأ الساعة 15,00 تغ لبحث امكانية ارساء هدنة انسانية.

وقال المتحدث باسم البعثة الروسية في الامم المتحدة اليكسي زايتسيف ان المباحثات ستتطرق الى “امكانية ارساء هدنات انسانية في الغارات الجوية”.

ويأتي الاقتراح الروسي بعد مبادرة اخرى تقدمت بها دول الخليج التي تحاول اقناع موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وحظر على تسليم الحوثيين اسلحة. لكن روسيا التي تعارض هذه المبادرة اقترحت تعديل النص ليصبح حظرا يشمل كل البلد وعقوبات محدودة.

وتكثفت اعمال العنف في اليمن منذ ان شنت السعودية وحلفاؤها في 26 آذار/مارس حملة من الضربات الجوية تهدف الى منع الحوثيين من الاستيلاء على السلطة ومنع ايران من توسيع نفوذها في المنطقة.

وصرحت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الخميس ان حصيلة ضحايا المعارك في اليمن بلغت في اسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح.

وعبرت آموس عن “قلقها البالغ” على سلامة المدنيين مؤكدة انه “يتعين على الذين يشاركون في معارك ان يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، ولا سيما في المناطق المأهولة، او عدم استخدامها لغايات عسكرية”.

واضافت ان عشرات الآلاف فروا من منازلهم وان قسما من هؤلاء توجه الى جيبوتي والصومال في رحلة محفوفة بالمخاطر.

من جهته، اعلن صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) ان 62 طفلا على الاقل قتلوا واصيب 30 اخرون في المعارك الدائرة في اليمن.

واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن “قلقه العميق” حيال المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين.

وقد اسفرت الحملة العسكرية العربية عن عرقلة تقدم المتمردين في هذا البلد الغارق في الفوضى حيث تمكن تنظيم القاعدة الجمعة من فرض سيطرته بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.

الى ذلك، قررت السلطات السعودية تعليق الدراسة في محافظة جازان في اقصى جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن في اعقاب حوادث حدودية بين البلدين.

يذكر ان جنديين من حرس الحدود السعودي قتلا الجمعة في اطلاق نار مصدره الاراضي اليمنية وذلك بعد يومين من مقتل عنصر آخر من حرس الحدود في حادث مماثل.

وقتل الجنديان محمد الحربي وعبد الرحمن القحطاني “اثناء اداء مهامهما في مركز الحصن في منطقة عسير (جنوب غرب)”، على غرار زميلهما الذي قتل الاربعاء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية