مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجموعة من الروس متهمة بالتخطيط “لأعمال شغب” في بيلاروس قبل الانتخابات الرئاسية

أندري رافكوف في مينسك في 30 تموز/يوليو 2020 afp_tickers

اتهمت بيلاروس الخميس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تُعتبر قريبة من الكرملين بتدبير “أعمال إرهابية” على أراضيها، بعد اعتقال 32 روسياً قبل أيام من انتخابات رئاسية صعبة للرئيس الكسندر لوكاشنكو.

وتقيم روسيا وبيلاروس، الحليفتان تقليديا، علاقات متوترة منذ نهاية 2019. واتهم لوكاشنكو موسكو بالسعي الى جعل بيلاروس دولة تابعة لها وبالتدخل في انتخابات 9 آب/اغسطس، وهي اتهامات نفتها موسكو.

وغداة توقيف 32 “مقاتلا” روسيا من مجموعة “فاغنر”، قال أندري رافكوف سكرتير مجلس الأمن القومي البيلاروسي لصحافيين إن “الموقوفين قرب مينسك يشتبه في أنهم كانوا يحضرون لأعمال ارهابية على أراضي بيلاروس”.

وأضاف “بحسب بعض المعلومات، عددهم كان نحو 200 ونحن نبحث عن الآخرين. نبحث عن إبرة في كومة قش”.

وطلب لوكاشينكو تفسيرات من روسيا.

من جهته، أكد السفير الروسي في مينسك ديميتري ميزنتسيف أن الموقوفين أعضاء في “شركة أمن خاصة”، لكنه أكد أنه وفقا للمعلومات الأولية التي بحوزته، كانوا بصدد العبور إلى بلد ثالث لـ”تأمين حماية بنى تحتية وموارد طاقة”.

ودائما ما تتهم مجموعة “فاغنر” بنشر مرتزقة على أراض أجنبية مثل أوكرانيا وسوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، لا تريد موسكو الارتباط بالتدخل بها رسميا.

-الحملة الانتخابية مستمرة-

تعتقد السلطات البيلاروسية أن مهمة المشتبه بهم كانت زعزعة استقرار البلاد قبل الانتخابات الرئاسية، في حين يعتبر لوكاشينكو (65 عاما) أن روسيا، حليفته الرئيسية منذ 26 عاما، تدعم الآن خصومه.

يأتي هذا فيما يواجه رئيس بيلاروس الساعي إلى ولاية سادسة، تعبئة غير معتادة مؤيدة للمعارضة رغم قمع التظاهرات واعتقال عدد من منافسيه.

وقال رافكوف إن المرشحين للانتخابات الرئاسية أبلغوا بالتهديدات للأحداث العامة التي ينظمونها.

واستبعدت أبرز منافسة للوكاشنكو، سفيتلانا تيكانوفسكايا، إلغاء تجمعاتها الانتخابية التي تجتذب حشودا لم يسبق أن شهدتها بيلاروس. ويُرتقب عقد تجمع انتخابي لها مساء الخميس في مينسك.

وقالت “كل فعاليتنا ستُعقَد، والإجراءات الأمنيّة ستُشدّد”. وأضافت “مسؤولية ضمان الأمن تقع على عاتق الدولة”.

وحلّت تيكانوفسكايا محل زوجها وهو مدون فيديوهات سجن في أيار/مايو مع تزايد شعبيته. ورغم كل التوقعات، أصبحت ظاهرة شعبية.

وهي انضمت إلى ماريا كوليسنيكوفا مديرة الحملة السابقة لخصم آخر مسجون وفيرونيكا تسيبكالو زوجة ناقد للنظام يعيش في المنفى الآن في روسيا. وقالت هذه الأخيرة إن الشرطة استدعتها في إطار تحقيق استهدف زوجها وتسبب في اعتقال شقيقتها.

وتابعت تسيبكالو “أنا أرى ذلك ضغطا سياسيا”.

-مناورة خادعة أم انتقام؟-

منذ وصوله إلى السلطة عام 1994، لم يواجه الرئيس لوكاشينكو منافسة قوية كما هي الحال خلال هذه الانتخابات بعد ظهور وجوه جديدة.

ورغم أنه اتهم دولا غربية مرارا برغبتها في إزاحته، فهذه المرة الأولى التي يهاجم فيها الزعيم البيلاروسي روسيا.

بالنسبة إلى مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية والسياسة الخارجية أرسيني سيفيتسكي، ستسعى موسكو لفرض سلطة أكثر “ولاء” لمينسك “بعدما رفض لوكاشينكو مشروع تعميق التكامل (الروسي-البيلاروسي) باتهامه الكرملين أنه يريد دمج بيلاروس بروسيا”.

وفي المقابل، يعتقد البعض الآخر أن قضية مجموعة “فاغنر” مناورة خادعة دبرتها السلطات البيلاروسية.

ووفقا للكاتب القومي الروسي زاخار بريبين الذي قاتل في شرق أوكرانيا مع بعض المشتبه بهم الموقوفين، استفادت مينسك من عبورهم عبر بيلاروس إلى ساحة حرب أجنبية لاستخدامهم “لمصلحتها الخاصة”.

وقد تقابل لوكاشينكو وفلاديمير بوتين مرارا في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك مرتين في حزيران/يونيو بهدف حل خلافاتهما إلا أن تلك المحاولات باءت كلها بالفشل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية