مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مخاوف من تجدد الصدامات في القدس غداة العنف الدامي

القوات الاسرائيلية تطلق الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين اثناء صدامات في محيط الحرم القدسي، 21 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

تضاعفت المخاوف السبت من تجدد الصدامات في الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة غداة اعمال العنف الدامية التي انطلقت ردا على قرار اسرائيلي بوضع أجهزة لرصد المعادن على مداخله.

وانتهى يوم الجمعة بمقتل ثلاثة فلسطينيين خلال مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربيّة المحتلتين مع قوى الأمن الاسرائيلية.

كما قتل فلسطيني ثلاثة إسرائيليين طعنا في احد منازل مستوطنة نيفي تسوف شمال غرب رام الله، حسب ما ذكر الجيش الإسرائيلي.

واقتحم الجيش الاسرائيلي ليل الجمعة السبت منزل الفلسطيني في بلدة كوبر بالضفة الغربية واعتقل شقيقه وقام بقياس مساحة المنزل تمهيدا لهدمه، على ما اعلنت متحدثة عسكرية.

أضافت المتحدثة ان المهاجم الفلسطيني البالغ 19 عاما اصيب اثناء الهجوم ونقل إلى مستشفى اسرائيلي، مضيفة انه نشر قبيل تنفيذ هجومه وصية على فيسبوك قال فيها خصوصا “أنا كل ما أملك سكين مسنون ها هو يلبي نداء أقصانا” في إشارة إلى المسجد الأقصى، ووقّعها باسم “الشهيد بإذن الله عمر العبد أبو زين”.

اندلعت الصدامات التي بلغت أوجها الجمعة قبل أسبوع بعد هجوم أدى الى مقتل شرطيين اسرائيليين في القدس القديمة في 14 تموز/يوليو.

وقالت القوات الإسرائيلية أن المهاجمين خبأوا أسلحتهم في ساحة المسجد الأقصى وبناء على ذلك قررت تركيب أجهزة لكشف المعادن على مداخل هذا الموقع الحساس.

وأثار هذا الإجراء غضب الفلسطينيين وأعلن الرئيس محمود عباس مساء الجمعة تجميد الاتصالات مع اسرائيل إلى حين إلغاء إجراءاتها في المسجد الأقصى.

وكان الفلسطينيّون دعوا إلى “جمعة غضب” مع رفضهم منذ الأحد الماضي أداء الصلاة داخل المسجد احتجاجاً على الإجراءات الاسرائيلية.

وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت ب”إصرار اسرائيل على موقفها رغم جميع التحذيرات (…) واستخدام القوات الاسرائيلية المفرط للقوة ضد اخواننا الذين تجمعوا لأداء صلاة الجمعة”.

ودانت الجامعة العربية استخدام اسرائيل “للقوة المفرطة والرصاص الحي” ضد الفلسطينيين في صدامات الجمعة، فيما دعت مصر تل أبيب إلى “تغليب صوت العقل”.

– العنصر الديني –

أثار اشتعال العنف الأخير المخاوف من تأجيج موجة العنف التي تهز اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015 واوقعت 287 فلسطينيا و47 اسرائيليا واميركيان واردنيان واريتري وسوداني وبريطانية، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وفيما تراجعت وتيرة هذه الأحداث في الاشهر الفائتة يُخشى أن يؤدي العنصر الديني في الصدامات الأخيرة الى اندلاع العنف مجددا، على ما يؤكد محللون.

وكتب المراسل العسكري في هآرتس عاموس هاريل “في العام الفائت نجحت قوات الامن (الاسرائيلية) بعد جهد كبير في إعادة العفريت إلى القمقم (…) لكن ما بني بمشقة خلال عام يمكن تدميره بسهولة في أسبوع، خصوصا عندما تضاف عوامل دينية إلى الوضع”.

كما اعتبر اوفر زالزبرغ المحلل في “مجموعة الأزمات الدولية” ان “خطأ (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو كان في تركيب أجهزة رصد المعادن دون اللجوء إلى محاور مسلم”.

أضاف ان “الطابع الإكراهي (لهذا الاجراء)، أكثر من الاجراء نفسه، هو ما جعله غير مقبول لدى الفلسطينيين”.

وكانت القدس القديمة وخصوصا في محيط الحرم القدسي، خاضعة لانتشار كثيف للشرطة حتى ظهر السبت، لكن لم ترد معلومات عن اي حوادث، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس في المكان.

وقد أعاد وضع أجهزة كشف المعادن تحريك المخاوف الفلسطينية من فرض اسرائيل سيطرة أمنية على الحرم القدسي، لكن نتانياهو أكد عدم وجود نية لتعديل اجراءات الوضع القائم في الاماكن المقدسة.

يضمّ الحرم القدسي المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمّره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.

ويستغل يهود متطرّفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى وممارسة شعائر دينية والمجاهرة بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية