مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مخاوف من هجمات بوكو حرام حول مخيمات النازحين قبل الاقتراع الرئاسي في نيجيريا

نازحون ينتظرون الحصول على مساعدة غذائية خلال فعالية للجامعة الاميركية في نيجيريا عن طريق مبادرة اداماوا للسلام في يولا بنيجيريا في 1 آذار/مارس 2015 afp_tickers

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 اذار/مارس في نيجيريا التي توعدت جماعة بوكو حرام المسلحة بمنعها، يتنامى القلق حول مخيمات النازحين في شمال شرق البلاد مع تخوف من عبوات ناسفة وتسلل مقاتلين اسلاميين.

وقال عبدالله باوي واسي الخبير في الشؤون الامنية “ان امام بوكو حرام فرصا قوية للرد” مع اقتراب هذا الاقتراع الذي تعتبره مخالفا للشريعة و”مخيمات النازحين تشكل احد الاهداف المحتملة”.

وقد اسفر التمرد وقمعه من قبل القوات النيجيرية عن سقوط اكثر من 13 الف قتيل منذ 2009، واضطر اكثر من مليون ونصف مليون شخص لترك منازلهم للجوء الى مخيمات بضواحي المدن وفي البلدان المجاورة.

وفي الاسابيع الاخيرة اكد العسكريون النيجيريون المدعومون من جيوش دول حدودية في طليعتها تشاد، استعادتهم مناطق عديدة سقطت بايدي الاسلاميين منذ العام الماضي.

لكن المتمردين الذين اعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة الاسلامية الجهادي قاموا في الوقت نفسه بسلسلة اعتداءات على اهداف غير محمية مثل محطات النقل البري واسواق في المدن الكبرى في الشمال ما يثير المخاوف من اعمال عنف جديدة مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.

واعلن رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة اتاهيرو جيغا ان النازحين في شمال شرق البلاد بامكانهم الادلاء باصواتهم السبت المقبل في مراكز تصويت اقيمت بالقرب من مخيماتهم.

لكن في مايدوغوري كبرى مدن الشمال الشرقي وعاصمة ولاية بورنو اقيمت مكاتب التصويت في داخل المخيمات “لاسباب امنية” كما قال.

وفي هذه المدينة التي تعد مهد بوكو حرام واستهدفت بعمليات انتحارية عديدة في الاسابيع الاخيرة، تضاعف عدد سكانها المقدر بنحو مليون نمسة مع تدفق النازحين من كل المنطقة. واستقبلوا في مخيمات وخاصة لدى عائلات.

لكن لا مأمن من اعمال العنف حتى في داخل المخيمات. ففي 14 اذار/مارس عثر على ثلاث عبوات ناسفة يدوية الصنع في مدرسة يروا الابتدائية، احد مخيمات المدينة.

وتم توقيف ثمانية اشخاص اثنان منهم اعترفا بزرع العبوات بحسب السلطات. وكان المشتبه فيهم يقيمون بين النازحين.

ويجري البحث عن عبوة ناسفة رابعة نسي المشتبه بهم اين اخفوها بحسب اري بوتار العنصر في ميليشيا خاصة معنية بامن المخيم.

وقال باباكورا كياريمي الذي يعيش في المخيم “اننا خائفون فعلا منذ العثور على هذه العبوات”.

واضاف “لدينا معلومات واضحة بما يكفي مفادها ان هناك عناصر من بوكو حرام بيننا. انه امر مثير للقلق الكبير بالنسبة لنا وللسلطات”.

وقد سبق وعبرت ابرشية مايدوغوري الكاثوليكية في اب/اغسطس 2014 عن قلقها من تسلل بوكو حرام الى مخيمات النازحين.

وفي كانون الثاني/يناير احتجز الاف الاشخاص القادمين من مونغونو شمالا لدى وصولهم الى مايدوغوري في اطار مطاردة الجيش لمقاتلين محتملين.

واغلقت سلطات كانو مخيما انشأ في البداية لاستقبال نازحين من سكان موبي في ولاية اداماوا (شمال شرق) بعد ان عثر فيه على عناصر من بوكو حرام.

والتساؤل حول ما اذا كان النازحون سيصوتون في داخل هذه المخيمات او العودة الى قراهم للاقتراع، كان موضوع انقسام كبير بين الحزبين السياسيين النيجيريين الرئيسيين اثناء الحملة الانتخابية.

لكن نظرا الى حجم الاضرار في المناطق التي تعرضت لهجمات واستمرار الخطر اعتبرت شخصيات عدة من ولاية بورنو بينها الحاكم قاشيم شتيما ان مسالة عودة النازحين امر سابق لاوانه.

ويدل هجوم بوكو حرام الاسبوع الماضي على مدينة غامبورو ما اوقع 11 قتيلا بعيد انسحاب الجيش التشادي على ان الاسلاميين ما زالوا يتمتعون بالقدرة على شن هجمات حتى في البلدات التي فقدوا السيطرة عليها.

وقال الحاكم شيتيما “انه امر غير مسؤول من قبلنا كحكومة ان نشدد على عودة مواطنينا الى المناطق المحررة”.

واضاف “نعلم جميعا ان هذه المناطق المحررة لم يتم تأمينها بشكل كامل وهي غير قابلة للسكن”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية