مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مدريد تضغط على انفصالي كاتالونيا بعد تهديدات العصيان المدني

يهدد القادة الانفصاليون في كاتالونيا باعلان احادي للاستقلال من اسبانيا استنادا على نتيجة الاستفتاء المحظور الذي اجري في 1 تشرين الاول/اكتوبر الفائت. afp_tickers

واصلت الحكومة الاسبانية الثلاثاء الضغط على القادة الانفصاليين في كاتالونيا للتراجع عن رغبتهم بالاستقلال، خصوصا مع استعداد ناشطين انفصاليين متطرفين لتنظيم حملة “عصيان مدني شامل” ردا على “عدوان” مدريد.

ومع استعداد مدريد لاتخاذ إجراءات نهاية الاسبوع لعزل القيادة الكاتالونية، من المتوقع ان يعلن حزب اليسار المتطرف في كاتالونيا تفاصيل موقفه القاضي باعلان العصيان المدني، في حال قررت مدريد ادارة المؤسسات العامة في كاتالونيا بدلا من الحكومة الاقليمية.

وتسبب استفتاء الاستقلال في كاتالونيا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر الذي حظرته الحكومة والمحاكم الاسبانية، في أسوأ أزمة سياسية في اسبانيا منذ عقود.

واستنادا الى نتيجة هذا الاستفتاء، هدد رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون باعلان الاستقلال من طرف واحد. وتصر مدريد حاليا على تسلم حكم الاقليم الواقع في شمال شرق اسبانيا، وتجفيف موارده المالية، لمنع حدوث الاستقلال.

– تحذير حكومي –

ويمكن لبوتشيمون الدعوة لانتخابات برلمانية جديدة في الاقليم لتجنب استيلاء مدريد على حكم الاقليم الانفصالي.

لكن وزيرا في الحكومة المركزية حذر الثلاثاء من أن الانتخابات لن تكون كافية لمنع مدريد من استعادة حكم كاتالونيا.

وفيما يترقب الجميع في اسبانيا من سيرضخ أولا في هذا النزاع الدستوري الحاد، دعا وزير العدل الاسباني بوتشيمون لتوضيح موقفه.

وقال رافائيل كاتالا لراديو “آر إن إي” إن “انتهاك بوتشيمون لتعهداته لا يمكن حلها ببساطة بالدعوة الى انتخابات”.

وتابع أن هذا يتطلب “انتخابات وشيئا إضافيا”، تتضمن استبعاد اي احتمال لاعلان احادي للاستقلال.

ومن المقرر أن يمنح مجلس الشيوخ تفويضا رمزيا للجنة تضم 27 عضوا ستدرس الطريقة المثلى لتولي إدارة كاتالونيا.

– “عصيان مدني” –

في موازاة ذلك، اعلن حزب اليسار المتطرف عن عقد مؤتمر صحافي في كاتالونيا لاعلان رد فعله إذا ما اعلنت الحكومة تفعيل مادة في الدستور مخصصة لكبح طموحات الاقاليم التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وسيعقد الحزب اجتماعات في عدة مدن وبلدات لتنسيق تنفيذ خطته التي ترتكز على اعلان “عصيان مدني شامل”.

والاثنين، اعتبر الحزب الحليف الرئيسي في الائتلاف الحاكم في كاتالونيا ان قرار مدريد هو “أسوأ عدوان” منذ حكم الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو (1939-1975) الذي جرد الاقليم من حكمه الذاتي.

وحذر الحزب في بيان من ان “هذا العدوان” سيقابل برد “على هيئة عصيان مدني شامل”.

وحذر اطفائيون ومدرسون وطلاب من تنظيم احتجاجات واضرابات في الاقليم المضطرب.

وبموجب المادة 155 من الدستور يمكن للحكومة المركزية اتخاذ اجراءات لتولي ادارة المؤسسات في الاقليم وتشمل اقالة الحكومة الانفصالية وتولي السيطرة على البرلمان ووسائل الاعلام الرسمي والشرطة الكاتالونية.

وحتى الآن، تسيطر الحكومة الاقليمية على ملفات الصحة والتعليم، والخدمات العامة ودفع رواتب الموظفين.

ومنذ الازمة الاقتصادية عام 2008، اصبحت مسالة الموارد المالية سببا رئيسيا في تنامي المشاعر السلبية لدى الكاتالونيين الذين يقولون انهم يساهمون في موارد الحكومة بشكل اكبر مما يتلقون.

وصوت 90 بالمئة ممن شاركوا في الاستفتاء لصالح الانفصال عن اسبانيا الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 43 بالمئة، بحسب الحكومة الاقليمية.

– كاتالونيا مقسمة –

ويفتخر اقليم كاتالونيا وسكانه البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة بلغته الخاصة وعاداته الثقافية، الا ان الكاتالونيين انفسهم منقسمين حيال الاستقلال عن اسبانيا.

ويؤكد الانفصاليون ان المنطقة التي تسهم في قرابة 20 بالمئة من الاقتصاد الاسباني تدفع عبر الضرائب أكثر مما تحصل عبر الاستثمارات والتحويلات من مدريد، وان انفصالها عن اسبانيا هو مفتاح ازدهارها.

في المقابل يؤكد معارضو الاستقلال ان المنطقة ستحظى بنفوذ اكبر اذا بقيت جزءا من اسبانيا وان تداعيات الانفصال على اقتصاد الاقليم ستكون كارثية.

وستتضمن اللجنة التي سيشكلها مجلس الشيوخ الثلاثاء ممثلين عن الاحزاب الحاكمة، المعارضة والانفصالية.

وسترسل اللجنة مذكرة رسمية لرئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون لابلاغه بقراراتها، واعطائه فرصة للرد عليها، على الارجح في جلسة مجلس الشيوخ التي تعقد الجمعة.

ويمكن لبوتشيمون الرد كتابة، او ارسال ممثل عنه، او عبر الذهاب بنفسه للمجلس.

وأفاد ناطق باسم الحكومة الكاتالونية ان بوتشيمون يدرس بعناية خياراته.

لكن وزير العدل الاسباني كاتالا قال “إذا ما كرر (بوتشيمون) مواقفه بخصوص استقلال كاتالونيا (…) للأسف لن يكون بوسعنا سوى تطبيق الاجراءات التي يتضمنها الدستور”.

وتدخل المادة 155 حيز التنفيذ بمجرد نشرها في الجريدة الرسمية السبت، ما يعزل الرئيس الكاتالوني بوتشيمون واعضاء حكومته فعليا.

بدورهم، اعلن القادة الاستقلاليون الذين يشكلون غالبية في البرلمان الكاتالوني عن عقد جلسة بحضور كامل الاعضاء اعتبارا من الخميس لاتخاذ قرارهم بالرد على على اجراءات مدريد.

بورز-ملر/هت/ج ب

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية