مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسؤولون في طالبان الافغانية يعترفون بمقتل زعيمهم في غارة اميركية في باكستان

الملا اختر منصور في صورة نشرتها طالبان الافغانية في 1 حزيران/يونيو 2014 afp_tickers

اقر مسؤولون عديدون في طالبان الافغانية الاحد بان زعيمهم الملا اختر منصور قتل في غارة اميركية نفذتها طائرة بدون طيار في باكستان وان الحركة تعقد اجتماعا لتعيين قائد جديد.

ويوجه مقتل الملا منصور ضربة كبيرة للحركة الاسلامية المتمردة التي تواجه انشقاقات في قواتها مع انضمام بعضها الى صفوف الفرع المحلي لتنظيم الدولة الاسلامية.

والملا منصور الذي ترأس طالبان منذ الصيف الماضي بعد الاعلان المفاجىء لوفاة الملا عمر مؤسس الحركة، قتل السبت في غارة في اقليم بلوشستان الباكستاني.

ولم تنشر حركة طالبان الافغانية التي امنت لها باكستان ملاذا على اراضيها، اي بيان رسمي حول مصير زعيمها حتى الان لكن ثلاثة مصادر رفيعة المستوى من المتمردين اكدت مساء لوكالة فرانس برس ان الملا منصور قتل.

وقال مصدر كبير في طالبان لوكالة فرانس برس “يمكنني ان اؤكد ان الملا منصور رحل”.

واكد مسؤولان اخران مقتل منصور وقالا ان قادة الحركة مجتمعون حاليا في كويتا، كبرى مدن جنوب غرب باكستان، لتعيين قائد جديد.

وقال احدهما لوكالة فرانس برس ان “الملا قيوم ذاكر والملا شرين وسراج حقاني مرشحون بارزون”.

واكد مصدر اخر في طالبان ان حقاني، زعيم شبكة حقاني التابعة لطالبان واحد نواب منصور، يعتبر الاوفر حظا لخلافة الملا اختر مشيرا الى ان حظوظ الملا عبد الغني بارادار تعتبر قوية ايضا.

ويرى محللون ان هاتين الشخصيتين تعتبران مقربتين من باكستان التي تستضيف ابرز قادة طالبان من اجل ممارسة نفوذ عليهم وارغامهم على العودة الى طاولة المفاوضات مع كابول التي بدأت في 2015.

وقد اكدت الاستخبارات الافغانية ورئيس الوزراء الافغاني عبد الله عبد الله في وقت سابق الاحد مقتل الملا منصور في ضربة السبت كما ان مسؤولا اميركيا قال انه قتل “على الارجح” في ضربة سمح بها الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا.

واضاف المسؤول الاميركي ان عددا من الطائرات المسيرة التابعة للقوات الخاصة الاميركية شنت العملية في منطقة نائية على طول الحدود بين باكستان وافغانستان “جنوب غرب مدينة احمد وال”، مشيرا إلى أن منصور كان في سيارة مع رجل آخر قتل بدوره “على الارجح”.

– بطاقة هوية باكستانية-

ذكر مسؤول كبير في البيت الابيض ان الولايات المتحدة ابلغت باكستان وافغانستان بالضربة بعيد تنفيذها، وهو ما اكدته وزارة الخارجية الباكستانية.

ولم تؤكد باكستان، الداعمة تارخيا لحركة طالبان الافغانية، ولم تنف مقتل الملا منصور لكنها احتجت مرة جديدة على انتهاك مجالها الجوي عبر هذه الضربة الجديدة.

واذا كانت الولايات المتحدة قتلت في السابق كوادر من القاعدة ومسؤولين من حركة طالبان الباكستانية في ضربات مماثلة، الا انها المرة الاولى التي تستهدف فيها رسميا قياديا من طالبان الافغانية على الاراضي الباكستانية.

واكدت باكستان في بيانها الاحد ان المفاوضات فقط يمكن ان تؤدي الى سلام دائم في افغانستان بحسب ما اكد ممثلو افغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين خلال اجتماع لهم الاربعاء في محاولة لاستئناف الحوار بين الحكومة الافغانية والمتمردين.

واعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من بورما ان الولايات المتحدة استهدفت زعيم طالبان لأنه كان يشكل “تهديدا وشيكا للطاقم الاميركي والمدنيين الافغان والقوات الامنية الافغانية”.

وقال مسؤول امني باكستاني ان الضربة “دمرت بالكامل” السيارة التي كانت تقل شخصين. واوضح مسؤول اخر ان الجثتين نقلتا الى مستشفى في كويتا كبرى مدن ولاية بلوشستان.

واورد مسؤولون باكستانيون ان الرجل الذي قدم على انه زعيم طالبان كان يسافر بهوية باكستانية واسم مستعار. وكان وصل من ايران لتوه في سيارة مستاجرة.

-“صراع على السلطة”-

وكان تعيين منصور أثار خلافات داخلية كبيرة، فظهرت حركات انشقاق عن الحركة من الذين يعارضون قيادته، وانضم آخرون إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتواجد في شرق أفغانستان.

وقال المحلل والصحافي الباكستاني أحمد رشيد إن مسألة خلافته قد تؤدي إلى “صراع على السلطة، وسيكون هناك عدد من المرشحين”.

أما المحلل الأفغاني ميا غول واثق، فرأى أن مقتله “سيزيد من تشرذم حركة طالبان”.

وتأتي هذه الضربة بينما تواجه الحكومة الافغانية اختبارا صعبا في مواجهة مقاتلي طالبان الذين احرزوا تقدما في مناطق عدة في البلاد منذ انتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في نهاية 2014.

وبدأت الحركة منتصف نيسان/ابريل “هجوم الربيع” وشنت هجوما عنيفا في وسط كابول في نهاية نيسان/ابريل.

ورحب بالضربة عدد من “صقور” السياسة الخارجية الاميركية بينهم السناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي الذي يتمتع بنفوذ واسع.

وقال ماكين في بيان “آمل ان تدفع هذه الضربة للمسؤول الرئيسي لطالبان، الادارة (اوباما) الى مراجعة سياستها القاضية بمنع القوات الاميركية من مهاجمة مقاتلي طالبان”.

وكانت اصوات عدة في الجيش الاميركي وفي واشنطن طالبت في الاشهر الاخيرة بعودة الولايات المتحدة الى المشاركة المباشرة ضد طالبان وخصوصا عبر توجيه ضربات جوية.

ومنذ انتهاء المهمة القتالية للحلف الاطلسي في افغانستان، لم يعد للقوات الاميركية نظريا سوى دور تقديم المشورة والمساعدة للقوات الافغانية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية