مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مساعي والد بريطاني لاستعادة زوجته المسجونة وابنته المحتجزة في ايران

ريتشارد راتكليف، زوج البريطانية-الايرانية نزانين زغاري-راتكليف المسجونة من ايران. afp_tickers

منذ أكثر من سنة، يسعى البريطاني ريتشارد راتكليف للافراج عن زوجته المسجونة في ايران، وعودة ابنته الصغيرة التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات.

وبصوت متماسك رغم القلق والحزن الناجمين عن تصريحات لوزير الخارجية بوريس جونسون يمكن ان تسيء كثيرا الى زوجته، قال هذا المحاسب لوكالة فرانس برس، “نحن عائلة محطمة”.

وكانت نزانين زغاري-راتكليف (38 عاما) اوقفت في الثالث من نيسان/ابريل 2016 في مطار طهران. وفي ايلول/سبتمبر من السنة نفسها، حكم عليها بالسجن خمس سنوات بعد ادانتها بالمشاركة في تظاهرات معادية للنظام في 2009، إلا ان هذه الايرانية-البريطانية تنفي ذلك نفيا قاطعا.

وهددت السلطات الايرانية بزيادة هذه العقوبة، بعدما واجهت في الفترة الاخيرة خطأ ارتكبه بوريس جونسون الذي اعلن انها كانت في ايران لالقاء دروس في الصحافة، فيما كانت هي تؤكد على الدوام بانها كانت تزور عائلتها مع الصغيرة غابرييلا التي كان عمرها آنذاك سنة ونصف سنة.

ولان والدتها في السجن، وضعت الطفلة لدى جديها من ناحية الام، بعد مصادرة جواز سفرها.

وقال ريتشارد راتكليف (42 عاما) ان “غابرييلا تعيش من دون والديها، هذا أمر صعب بالنسبة اليها”.

وتمكن من الحفاظ على الاتصال بها عبر الانترنت. لكن الصغيرة “بالكاد تتحدث اللغة الانكليزية”، و”هي تعرف ان تقول +بابا، أحبك+، +الى الغد+ او +اشتاق إليك”، كما اوضح هذا الاب المبهور بهذه الكلمات الضئيلة التي يتبادلانها.

-زمن ضائع-

وتستطيع غابرييلا ان تزور مرتين في الأسبوع والدتها التي أخرجت من العزلة في كانون الأول/ديسمبر. وقال الأب “من حسن الحظ انها ما زالت الى حد ما صغيرة وبريئة حتى تتمكن من تمضية لحظات رائعة مع والدتها” على رغم اجواء السجن.

وفي لقائهما الاخير، “لونتا صورة غزال، وتحدثتا عن عيد الميلاد، وكتبتا رسالة الى بابا نويل. تريد غابرييلا حذءاين أحمرين”، كما اضاف.

أما هو، فيستطيع التحدث مع زوجته بالهاتف، مرة في الاسبوع منذ نيسان/ابريل.

ومن جراء تصريحات بوريس جونسون، تحول في الأيام الاخيرة الاهتمام الاعلامي بمساعيه، بطريقة كان يفضل تجنبها.

وقال “فجأة، ما كان فقط قصة عائلتنا، اختلط بالنقاش السياسي من الدرجة الاولى. وجدت ان الأحداث قد تجاوزتني”.

لكن، وفيما تزايدت الدعوات الى استقالة بوريس جونسون، فضل دانيال راتكليف الابتعاد عن الجدل، والاستمرار بمطالبة الحكومة بحلحلة الوضع.

واضاف ان “نزانين ليست مسجونة لأفعال ارتكبتها، يستخدمها الحرس الثوري الذي يحاول الحصول على شيء من الحكومة البريطانية، عملة تبادل. لذلك نحن نحتاج الى حل سياسي”.

وحتى الآن، يتجنب كثيرا التكهن بما يمكن ان يحصل. وقال “انها فعلا مسألة بالغة الصعوبة”. وقد قدمت زوجته طلبا للإفراج المبكر عنها لأسباب طبية، ما يمكن ان يتيح لها الخروج من السجن خلال الاسابيع المقبلة في حال تمت الاستجابة لطلبها.

واضاف “في أفضل الاحوال، ستعود بمناسبة عيد الميلاد”. لكنه اوضح انها “يمكن ان تمثل مرة اخرى امام القضاء وفي هذه الحالة، سنواجه وضعا اكثر تعقيدا”.

ويريد فقط ان يصدق ان الاصداء التي نجمت اخيرا عن معركته، يمكن ان تتيح النظر في حل مؤات والتئام شمل عائلته من جديد.

وخلص الى القول “لا يمكننا ان نعوض الزمن الضائع. كل ما يمكننا فعله، هو اعادتهما الى المنزل في اسرع وقت ممكن… وتذوق متعة العيش سوية من جديد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية