مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسعى فرنسي لتحريك عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية

وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت afp_tickers

تسعى باريس لتحريك عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة بتنظيمها اجتماعا وزاريا دوليا في نهاية ايار/مايو على امل ان يفضي الى قمة دولية قبل نهاية الصيف.

واعلن وزير الخارجية جان مارك آيرولت الخميس في مقابلة مع اربع صحف دولية ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سوف يفتتح هذا الاجتماع الذي ستشارك فيه 20 دولة بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ولكن بدون الاسرائيليين والفلسطينيين.

واضاف لمراسلي صحف “وول ستريت جورنال” و”هآرتز” و”القدس العربي” و”ليبيراسيون” ان هذا الاجتماع قد يؤدي في حال نجاحه الى الاعداد لقمة دولية تعقد في النصف الثاني من هذا العام ولكن هذه المرة بحضور مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين.

واقر وزير الخارجية الفرنسي بان “الاطراف متباعدة اكثر من اي وقت مضى” ولكن “لا حل للنزاع سوى باقامة دولتين، اسرائيلية وفلسطينية، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان، مع القدس عاصمة مقسمة”.

وقال ايضا “لا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي. يجب ان نتحرك قبل فوات الاوان”، موضحا ان المحادثات في اجتماع باريس ستنطلق “على اساس مبادرة السلام العربية للعام 2002” التي رفضها الاسرائيليون.

وتضمنت مبادرة السلام العربية التي اطلقتها السعودية خلال قمة بيروت العربية عام 2002، خطة سلام عربية تقضي بتطبيع كامل للعلاقات بين اسرائيل والدول العربية في حال انسحبت الدولة العبرية من كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967، مع تسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين.

– لا سذاجة، بل حسن نية –

وقال آيرولت “يجب ان نشرح للاسرائيليين ان الاستيطان عملية خطيرة وانه يعرض امنهم هم انفسهم للخطر”.

لكنه اعترف بان “الحكومة في اسرائيل تزداد التباسا بشان حل الدولتين، والفلسطينيين يزدادون انقساما، مع قاعدة شعبية يسودها غضب شديد”.

واضاف “لست ساذجا، لكنني حسن النية. ليس هناك بديل. الخيار الاخر هو ان نسلم بالامر، وارفض ذلك”.

وكانت فرنسا اعلنت عن هذه المبادرة في شباط/فبراير، حين قال لوران فابيوس سلف آيرولت ان باريس تعد “تحركا على مرحلتين، اولا اجتماع دولي بدون الطرفين، وبعده اجتماع دولي نأمل بعقده في الصيف بحضور الطرفين”.

وكلف السفير الفرنسي السابق في واشنطن بيار فيمون بمباشرة المساعي التي قادت الى الاعلان عن تاريخ الاجتماع في 30 ايار/مايو.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن اثناء زيارة الى باريس في اذار/مارس “اننا نصغي باهتمام للاقتراح الفرنسي”، معتبرا ان تسوية هذا النزاع الذي يعود الى سبعين عاما تتطلب “دعما دوليا” من اجل “عمل مشترك”.

واكد كيري ان “الولايات المتحدة تبقى ملتزمة في سبيل حل الدولتين الذي هو اساسي تماما، انه التسوية الوحيدة لاحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.

وتوقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة في باريس في اطار جولة دولية قام بها، والتقى الرئيس فرنسوا هولاند.

وقال مستشار عباس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي بهذه المناسبة لوكالة فرانس برس ان “ايران وسوريا اثبتتا ان المفاوضات الثنائية لا تفضي الى نتيجة وان اطارا دوليا امر ضروري”.

– ترحيب فلسطيني-

من جانبه اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان الفلسطينيين سيمهلون فرنسا حتى تحرز تقدما في مبادرتها، ولن يقدموا في الوقت الحاضر مشروع قرار في الامم المتحدة.

ورحب المالكي الذي يرافق عباس في زيارته الى نيويورك، بالاعلان عن اجتماع باريس عن عقد اجتماع وزاري في 30 ايار/مايو تمهيدا لمؤتمر دولي.

وقال المالكي متحدثا لصحافيين بعد لقاء بين عباس ورئيس مجلس الامن الدولي السفير الصيني ليو جيي “اننا نريد المساعدة” على انجاح هذا الاجتماع، مضيفا “كنا ايجابيين حيال المبادرة الفرنسية منذ البداية” واثر زيارة الرئيس عباس الاخيرة الى فرنسا تقرر ان “نشاطنا في مجلس الامن يجب الا يشكل خطرا باي شكل من الاشكال على المبادرة الفرنسية”.

وفي ما يتعلق بمشروع القرار الذي يسعى الفلسطينيون لاستصداره من مجلس الامن الدولي لادانة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، قال المالكي انه ما زال ينبغي اجراء “مناقشات اضافية مع الدول العربية (…) قبل معرفة الوقت المناسب للتقدم في هذا الاتجاه”.

ويعمل الفلسطينيون على التسويق لمشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.

واصطدمت محاولات فلسطينية سابقة بهذا الشأن بفيتو اميركي، وقد رفضت الولايات المتحدة ان تقول ما سيكون موقفها حيال مسعى فلسطيني جديد، غير انها لم تستبعد اي احتمال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية