مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسلحون اسلاميون يحتلون مدرسة في جنوب الفيليبين ويحتجزون رهائن

سيدة تم اجلاؤها تنتظر تسجيل بياناتها امام جندي يحرس مدخل مركز استقبال في مراوي بجنوب الفيليبين، 21 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

احتل مسلحون اسلاميون الاربعاء مدرسة ابتدائية واحتجزوا رهائن بجنوب الفيليبين في بلدة قريبة من مدينة مراوي التي تشهد مواجهات بين الجيش وجهاديين منذ شهر تقريبا، على ما أعلنت السلطات.

وهاجم مئات المسلحين موقعا عسكريا عند الفجر قبل ان ينسحب كثيرون منهم، ويقرر حوالى 30 مسلحا السيطرة على المدرسة واستخدام المدنيين دروعا بشرية، على ما أعلن الجيش.

وقال الكابتن ارفين انسيناس المتحدث باسم كتيبة الجيش المسؤولة عن تلك المنطقة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف “انهم في المدرسة ويحتجزون مدنيين. يستخدمونهم دروعا بشرية”.

أضاف أن المهاجمين زرعوا ألغاما يدوية الصنع في أرجاء المدرسة، وهي عبارة عن مبنى صغير في منطقة ريفية ويحاصرها جنود الجيش.

وأعلن انتونيو ماغانتو، الناطق باسم وزارة التعليم في المنطقة، لوكالة فرانس برس عن وجود نحو 20 رهينة خطفوا من المنازل القريبة ليس من بينهم أطفال.

وأشار ماغانتو إلى أنه لا يستطيع تأكيد عدد الرهائن بدقة.

وتجري هذه الاحداث في بلدة بيغكاوايان التي تبعد حوالى 160 كلم من مراوي جنوبا التي تشهد تمردا اسلاميا منذ حوالى شهر أدى الى مقتل المئات.

وكان المتحدث باسم الجيش رستيتوتو باديلا اعلن سابقا الاربعاء ان المهاجمين ينتمون الى جماعة “المقاتلون الاسلاميون لتحرير بنغسامورو”، وهي واحدة من أربع جماعات بايعت تنظيم الدولة الاسلامية في منطقة مينداناو جنوب الفيليبين.

وافاد مفتش في الشرطة ان هذا الهجوم قد يكون محاولة لتحويل الانتباه ودعم المسلحين الذين يخوضون حركة التمرد في مراوي.

تابع باديلا ان المسلحين هاجموا الموقع العسكري فجرا قبل ان يتبادلوا اطلاق النار مع الجيش صباحا وينسحبوا، في اسلوب حرب عصابات يعتمده عناصر “المقاتلون الاسلاميون لتحرير بنغسامورو”.

وصرح باديلا قبل ظهر الاربعاء “انتهى الامر والعدو انسحب… لقد فشلوا”.

لكن بعد ست ساعات أعلن انسيناس عن أزمة الرهائن في المدرسة، قبل ان يؤكد باديلا عبر التلفزيون احتلال المدرسة.

وقال باديلا لشبكة تليفزيون “جي ام اي” المحلية “آمل ان ينتهي هذا الامر بسلام. وآمل أن يكون هناك مفاوضات من أجل الرهائن”.

وأفاد انسيناس وباديلا عن وقوع مناوشات طوال اليوم في محيط بيغكاوايان التي تحيطها مستنقعات وجبال وأراض زراعية.

وقدر رئيس بلدية بيغكاوايان، اليسيو غارسيسا، عدد المسلحين الذين هاجموا مفرزة الجيش بحوالى 200.

– جماعات متطرفة-

يقاتل متمردون اسلاميون منذ أكثر من اربعة عقود لانشاء منطقة مستقلة أو تحظى بحكم ذاتي في جنوب البلد الذي يعد أكثرية كاثوليكية، واسفر النزاع عن مقتل اكثر من 120 الف شخص.

أبرمت المجموعات المتمردة الرئيسية اتفاقات سلام مع الحكومة فيما ما زال بعضها يسعى الى ذلك. لكن جماعات متطرفة صغيرة على غرار “المقاتلون الاسلاميون” تعهدت مواصلة القتال.

وفي 23 ايار/مايو، اجتاح مئات المتمردين مراوي أكبر مدينة مسلمة في الفيليبين وهم يرفعون رايات تنظيم الدولة الاسلامية. وتقول السلطات ان ما حصل كان محاولة لاعلان “الخلافة” الاسلامية في المنطقة.

على الاثر فرض الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي الاحكام العرفية في كامل منطقة مينداناو بجنوب البلاد.

وأدت المعارك الى تدمير الجزء الأكبر من مراوي أكبر المدن المسلمة في الفيليبين.

وافادت الحكومة ان المسلحين في مراوي أتوا بشكل أساسي من جماعتي ماوتي وابو سياف اللتين توحدتا تحت اسم “المقاتلون الاسلاميون لتحرير بنغسامورو” قبل اعلان مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية.

وأعلن الجيش ان ثمانية مقاتلين أجانب على الاقل من الشيشان واليمن وماليزيا واندونيسيا في عداد المسلحين الذين قتلوا في معارك مراوي.

ونسبت السلطات الى “المقاتلون الاسلاميون” هجمات استهدفت على الاقل تسع مدن في مينداناو في 2008 وأدت الى مقتل 400 شخص وتهجير 600 الف شخص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية