مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسلحون يحتجزون قاضيا رهينة في محكمة باسطنبول

انتشار للشرطة امام مقر المحكمة في اسطنبول في 31 اذار/مارس 2015 afp_tickers

احتجز مسلحون ينتمون الى مجموعة يسارية تركية متطرفة الثلاثاء في محكمة باسطنبول رهينة القاضي المكلف بالتحقيق حول وفاة فتى اصيب خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في 2013.

وفي بيان نشر على موقع الكتروني قريب منها هددت هذه المجموعة الماركسية السرية التي تنسب اليها هجمات عديدة ارتكبت في تسعينات القرن الماضي في تركيا، بقتل المدعي العام محمد سليم كيراز ان لم يستجب لعدد معين من مطالبها.

وقد كلف هذا القاضي بالتحقيق في ملابسات وفاة بركين الفان في 11 اذار/مارس بعد 269 يوما من دخوله في غيبوبة بسبب اطلاق الشرطة قنبلة مسيلة للدموع في اسطنبول اثناء تظاهرة مناهضة للحكومة في حزيران/يونيو 2013. وبحسب عائلته فان الفتى خرج لشراء الخبز.

ونشر الحزب/الجبهة الثورية لتحرير الشعب على شبكات التواصل الاجتماعي صورة يظهر فيها الرهينة جالسا على كنبة فيما يصوب رجل لا يظهر في الصورة مسدسا الى رأسه، ويعرض اخر بطاقة هوية القاضي.

وقد انتشرت اعداد كبيرة من قوات الامن ضمنها وحدة تدخل حول قصر العدل في تشاغليان حيث كانت مفاوضات جارية بين الشرطة ومحتجزي الرهينة على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وقال قائد شرطة المدينة سلامي التينوك للصحافيين ان مساعي تبذل “كي لا يكون هناك اراقة دماء” وان “كل شيء يسير على ما يرام في الوقت الحاضر”.

وقرر المجلس الاعلى للوسائل السمعية البصرية التركية منع بث معلومات متعلقة بعملية احتجاز الرهينة بعد نشر صور للمدعي العام في وضع مزعج.

وافادت وسائل الاعلام ان وسطاء بينهم رئيس نقابة المحامين في اسطنبول اوميد كوجاسكال اتصالات مع محتجزي الرهائن.

وبحسب هذه المصادر فقد اقتحم ثلاثة رجال مسلحون على الاقل يؤكدون انتماءهم الى الحزب/الجبهة الثورية لتحرير الشعب بعد الظهر مقر المحكمة الواقعة على الضفة الاوروبية لمدينة اسطنبول.

وسمعت عيارات نارية اثناء عملية احتجاز الرهينة كما افادت بعض وسائل الاعلام بدون ان تشير الى سقوط جرحى.

وقد هددت المجموعة في بيانها على الانترنت بحسب وسائل الاعلام التركية، بقتل المدعي العام بحلول الساعة 12,35 بتوقيت غرينتش ما لم يقدم الشرطيون المسؤولون عن وفاة بركين الفان “اعترافا علنيا” وان لم يحصلوا على وعد باحالتهم امام “محكمة الشعب”.

واورد الموقع الالكتروني لصحيفة حرييت ان والد الضحية سامي الفان دعا الخاطفين الى الافراج عن رهينتهم في اتصال هاتفي مع النائب المعارض حسين ايغون.

ونقل النائب عن الفان قوله “ان نجلي مات لكنني لا اريد ان يموت شخص اخر”، و”المدعي يجب ان يفرج عنه لانه لا يمكن ازالة الدماء بالدماء”.

ولم توجه التهمة رسميا حتى الان الى اي شرطي في التحقيق التي فتحه مؤخرا المدعي كيراز.

وفي اذار/مارس 2014 اثار الاعلان عن وفاة بركين الفان الذي كان في الخامسة عشرة من العمر موجة من الغضب ونزول مئات الاف الاشخاص الى الشوارع في تركيا. كما جرت تظاهرات عديدة احياء لذكراه في 11 اذار/مارس الماضي في سائر ارجاء البلاد.

واصبحت حالة بركين الفان رمزا للقمع العنيف الذي مارسته الحكومة برئاسة رجب طيب اردوغان في 2013 ، ورمزا للنزعة الاستبدادية التي يتهمه بها معارضوه. وقد وصفه اردوغان انذاك ب”الارهابي”.

وقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب اكثر من ثمانية الاف بجروح وتم توقيف الاف اخرين بحسب منظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الانسان.

وفي الاول من كانون الثاني/يناير الماضي تبنى الحزب/الجبهة الثورية لتحرير الشعب هجوما فاشلا على عناصر الشرطة اثناء تأديتهم مهامهم امام قصر دولما بهتشي العثماني في اسطنبول، موضحا انه قام بذلك انتقاما لموت بركين الفان.

وذكرت بعض وسائل الاعلام ان الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي الذي شهدته تركيا الثلاثاء قد يكون سهل عملية اقتحام مجموعة الحزب/الجبهة الثورية لتحرير الشعب لقصر العدل في اسطنبول مستفيدة من توقف الاجهزة الكاشفة للمعادن الموجودة عند المدخل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية