مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الاسلامية وواشنطن تعتزم تعزيز مستشاريها في الانبار

مقاتلون من الحشد الشعبي في بلدة بيجي شمال تكريت afp_tickers

تخوض القوات العراقية اليوم الخميس معارك على جبهات عدة مع تنظيم الدولة الاسلامية، في وقت تستعد الولايات المتحدة لارسال 450 جنديا اضافيا لدعم القوات العراقية في محافظة الانبار في غرب البلاد.

ولم ينجح قرار واشنطن بتعزيز عدد المستشارين والمدربين بالحد من الانتقادات التي يواجهها البيت الابيض لعدم وضوح استراتيجيته في مواجهة التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، والمقتصرة حتى الآن على الضربات الجوية وتدريب القوات الامنية.

وتمكنت القوات العراقية والكردية من استعادة مناطق سيطر عليها التنظيم المتطرف في هجوم كاسح شنه في شمال العراق وغربه في حزيران/يونيو 2014، الا ان الجهاديين لا يزالون يسيطرون على مناطق واسعة.

واليوم، تقدمت القوات الكردية على حساب التنظيم في مناطق غرب وجنوب كركوك (شمال بغداد)، بدعم من طيران التحالف بقيادة واشنطن.

ومن بين الاهداف التي طالتها الغارات مقر لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة، وهي من ابرز التكتيكات الحربية للجهاديين، بحسب ما افاد مسؤول في قوات البشمركة وكالة فرانس برس.

واوضح المسؤول ان المقر استحدثه التنظيم مؤخرا بدلا من مقر آخر استهدفه التحالف في الثالث من حزيران/يونيو في الحويجة غرب كركوك.

وادت الغارات على مقر الحويجة الى حدوث انفجار ضخم سمع دويه على مسافة 50 كلم، ودمار واسع في احياء عدة. وقال مسؤولون عراقيون في حينه ان مركز التفخيخ كان الاكبر للتنظيم الجهادي.

وجنوب غرب كركوك، اطلقت القوات العراقية وفصائل شيعية موالية لها، عملية لاستكمال “تطهير” مدينة بيجي القريبة من كبرى مصافي النفط.

وقال ضابط برتبة لواء في الجيش ان “عملية واسعة انطلقت فجر اليوم بمشاركة الحشد الشعبي والقوات الأمنية لتطهير آخر جيوب داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) على امتداد نهر دجلة” في بيجي ومحيطها.

وشهدت المدينة معارك كر وفر منذ سيطرة التنظيم عليها قبل نحو عام، اذ تمكنت القوات العراقية من استعادتها في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل ان يعاود الجهاديون اقتحامها والسيطرة على اجزاء واسعة منها، اضافة الى اجزاء من مصفاتها النفطية. الا ان القوات الامنية عاودت في الايام الماضية التقدم في المدينة والمصفاة، دون السيطرة عليهما بشكل كامل.

وتعد بيجي مدينة محورية في خريطة المعارك الدائرة في الميدان، اذ تقع على الطريق بين بغداد والموصل، ثاني كبرى مدن البلاد واولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في هجوم العام الماضي. كما ستساعد استعادة بيجي القوات العراقية في التضييق على خطوط امداد الجهاديين بين معاقل لهم في شمال البلاد، ومحافظة الانبار حيث يسيطرون على مناطق واسعة.

وكان التنظيم حقق في 17 ايار/مايو الماضي ابرز تقدم ميداني له في العراق منذ نحو عام، بسيطرته على مدينة الرمادي مركز الانبار، كبرى محافظات البلاد والتي تتشارك حدودا مع السعودية والاردن وسوريا.

وتسبب سقوط الرمادي بنكسة لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي كان اعلن قبل نحو شهر ان “المعركة القادمة” ستكون استعادة المحافظة. ورغم تعهد العبادي بالعمل سريعا على استعادة الرمادي، الا ان اي عملية جدية لم تبدأ بعد.

والاربعاء، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه اجاز ارسال 450 جندي اضافي، ما سيرفع عدد الجنود الاميركيين المشاركين في عمليات “التدريب والمشورة والمساعدة” في العراق الى اكثر من 3500.

وسينتشر الجنود الجدد في قاعدة التقدم العسكرية في الانبار، الواقعة عند ضفاف نهر الفرات بين مدينتين يسيطر عليهما الجهاديون: الرمادي والفلوجة. وفي حين شددت واشنطن على ان الجنود لن يشاركوا في العمليات القتالية، لم تستبعد تعرضهم لنيران غير مباشرة.

وقالت المسؤولة في وزارة الدفاع الاميركية إليسا سلوتكن “ثمة دائما خطر عندما نكون في العراق، بان نصاب باطلاق نار غير مباشر، كما حصل في الماضي، وقد نتعرض لهجوم”.

وطرح سقوط الرمادي اسئلة عن الاستراتيجية الاميركية ضد التنظيم، والتي اقتصرت على التدريب والمشورة، وتنفيذ نحو 4500 ضربة جوية ضد الجهاديين في سوريا والعراق منذ آب/اغسطس الماضي.

وواجه اوباما الذي اعلن قبل ايام ان بلاده لا تمتلك “استراتيجية كاملة” ضد تنظيم الدولة الاسلامية، انتقادات من اطراف عدة.

ورحب رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر ب”القرار التكتيكي” الذي اتخذه اوباما بارسال الجنود، لكنه ندد في الوقت نفسه بمحدودية فعاليته. وسأل “اين هي الاستراتيجية الشاملة لمواجهة ايران، اكثر دولة تدعم الارهاب في العالم، ولمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية؟”.

كما شملت الانتقادات ضعف القوات الامنية العراقية وانسحابها من بعض المعارك، كما حصل في الموصل العام الماضي او في الرمادي ايضا.

وقالت مجموعة صوفان البحثية “مباشرة بعد سقوط الموصل، تحول التركيز الى اعادة تدريب القوات العراقية لمساعدتها على +خوض القتال بنفسها+، مع تجاهل ان مصادر غير محدودة استثمرت في هذا المجال، الا ان هذه الاستراتيجية فشلت كلما واجهت الاختبار”.

والخميس، افادت مصادر عسكرية وامنية عراقية ان طيران التحالف استهدف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في الرمادي ومحيطها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية