مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارك عنيفة في محيط مطار الحديدة غرب اليمن قبل جلسة لمجلس الامن

آلية تابعة للقوات الموالية للحكومة اليمنية تصل الى منطقة تبعد نحو 9 كلم جنوب مطار الحديدة الدولي في 13 حزيران/يونيو. afp_tickers

شهد محيط مطار الحديدة في غرب اليمن الخميس معارك عنيفة بين القوات الحكومية المدعومة اماراتيا والمتمردين اسفرت عن مقتل 39 مقاتلا من الطرفين، في اليوم الثاني من الهجوم الهادف الى استعادة المدينة من أيدي الحوثيين.

ودارت المواجهات المباشرة بالأسلحة الرشاشة والقذائف على بعد نحو كيلومترين جنوب المطار، قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الامن لبحث تداعيات الهجوم الذي أثار مخاوف من احتمال عرقلة تسليم المساعدات لملايين السكان عبر ميناء الحديدة.

وترافقت المعارك مع شن طائرات التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية بقيادة السعودية، غارات مكثّفة على مواقع المتمردين في المناطق المحيطة بمدينة الحديدة وعلى المطار، وفقا للمصادر ذاتها. كما قصفت ثلاث مروحيات “أباتشي” المتمردين في المطار وفي المناطق المحيطة.

وأوضح مسعفون ان قتلى الحوثيين سقطوا في المعارك، بينما قضى المقاتلون الموالون للحكومة في المواجهات وفي أعمال قنص وتفجير ألغام زرعها المتمردون في منطقة الهجوم.

وذكرت المصادر العسكرية ان المتمردين الحوثيين يبدون مقاومة شرسة، مشيرة الى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة الى جبهة القتال.

وشاهد مراسل فرانس برس في منطقة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة آليات عسكرية تتقدم باتجاه موقع المواجهات، وسيارات أسعاف تنقل جرحى.

في غضون ذلك، وصل الرئيس عبدربه منصور هادي الى عدن، في اول زيارة الى اليمن والمدينة الجنوبية منذ أكثر من عام.

وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية “سبأ” ان هادي المقيم في الرياض، يزور عدن من أجل “الاشراف” على العمليات العسكرية في محافظة الحديدة.

وكانت القوات الموالية للحكومة المعترف بها شنت الاربعاء بمساندة قوات اماراتية هجوما واسعا تحت مسمى “النصر الذهبي” بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.

وأكدت القوات المهاجمة بلوغ منطقة تبعد أربعة كلم عن جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر بعد وقت قصير من انطلاق العملية.

وفي أبوظبي، اعلنت الامارات بعيد بدء العملية مقتل أربعة من جنودها من دون ان تحدد مكان وتاريخ وطبيعة ما اودى بحياتهم، بينما أعلن الحوثيون عبر قناة “المسيرة” المتحدثة باسمهم استهداف بارجة اماراتية بصاروخين قبالة ساحل الحديدة.

– جلسة لمجلس الامن –

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.

وأدى النزاع منذ التدخل السعودي الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا بجروح في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.

والخميس أعلنت السعودية اعتراض صاروخ بالستي جديد اطلق من اليمن باتجاه أراضيها.

وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي الدعم من ايران، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من ايدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.

وتخشى الامم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في مدينة الحديدة الى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والامارات سعيتا خلال الساعات الماضية الى طمأنة المجتمع الدولي عبر الاعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.

وبدأ مجلس الامن الدولي جلسة مغلقة الخميس لبحث الهجوم رغم تحذيرات الامم المتحدة من خطر قطع الامدادات الغذائية عن ملايين الاشخاص.

ودعت السويد، العضو غير الدائم في مجلس الامن، المجلس الى المطالبة بتعليق فوري للهجوم والسماح بمهلة لاجراء محادثات حول انسحاب الحوثيين من الحديدة.

وقال السفير السويدي كارل سكو في بيان “حان الوقت لكي يطالب مجلس الامن بتعليق فوري للهجوم العسكري على الحديدة”.

وكانت الامم المتحدة التي اجلت موظفيها من مدينة الحديدة، اعربت عن قلقها ازاء العملية العسكرية التي يمكن ان تؤثر على تسليم المواد الغذائية والمساعدات الانسانية الى ملايين اليمنيين الذين أصبحوا على حافة مجاعة.

– ساعة النصر –

لكن رغم الهجوم، بقي الميناء مفتوحا.

وقال مدير الميناء الخاضع لادارة المتمردين داود فاضل عبر الهاتف لفرانس برس “لا تزال لدينا سبع سفن في الميناء. العمل في الميناء يسير بشكل طبيعي وهناك خمس سفن اخرى تنتظر الاوامر لدخول الميناء”.

وفي داخل المدينة، يخشى سكان ان تتطور المعارك او ان تدفع بهم الى النزوح.

وقالت منظمة “المجلس النرويجي للاجئين” في بيان ان سكانا في المدينة افادوا بتصاعد أصوات المعارك مع مرور الوقت، وانهم يلازمون منازلهم خوفا على حياتهم عشية حلول عيد الفطر الذي يعتبر مناسبة لتبادل الزيارات العائلية.

وياتي الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، الى الامم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لاخراج المتمردين من مدينة الحديدة.

وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه “من الواضح انه من اجل انجاح المسار السلمي الذي ترعاه الامم المتحدة، يجب ان يتغير الواقع على الارض”.

وكتب في حسابه بتويتر “شارفت ساعة النصر والتحرير”، متوجها الى سكان الحديدة بالقول “اننا نسمع نداءكم، ونحن في طريقنا اليكم”.

وفي بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية، اكد التحالف العسكري ان الايرادات التي يتم تحصيلها من الحركة التجارية ميناء الحديدة ستنقل الى المصرف المركزي في عدن في حال تمكنت القوات الموالية للحكومة المعترف بها من السيطرة عليه.

وتمثل واردات ميناء الحديدة مصدر تمويل رئيسي للمتمردين في المناطق التي يسيطرون عليها، وبينها الحديدة وصنعاء حيث يقومون بدفع رواتب العسكريين والموظفين في القطاعات العامة.

ويقع مقر المصرف المركزي في عدن جنوب اليمن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا. وتعني هذه الخطوة ان السلطة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف ستتحكم مباشرة بالايرادات التي كانت تذهب الى المتمردين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية