مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارك في احياء شمال الفلوجة ومعاناة النازحين مستمرة

مقاتل عراقي موال للحكومة يحمل العلم الوطني داخل مقر لتنظيم الدولة خلال عملية تطهير حي الضباط في الفلوجة afp_tickers

تواصل القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي عمليات “تطهير الجيوب المتبقية” في مدينة الفلوجة احد ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد، فيما تتفاقم معاناة المدنيين الفارين من قبضة الجهاديين.

وقال العميد يحيى رسول “لا زالت العمليات مستمرة والتقدم مستمر باتجاه ما تبقى من احياء والساعات القادمة ستعلن عن انتصار ابطال قواتنا المسلحة”.

واكد “دخول مغاوير قيادة عمليات بغداد حي العسكري وسيطرت عليه مساء امس، وكذلك سيطرت على سكة القطار والطريق السريع الدولي الذي يربط بين بغداد والفلوجة والرمادي، والعمل جار لتطهيرها من العبوات”.

واوضح انه بعد الانتهاء من تمشيط الطرقات “سيكون هناك اقتحام لحي الموظفين الواقع شمال المدينة” مشيرا الى ان “قوات مكافحة الارهاب تمكنت من تحرير حي الضباط الثانية”.

من جهته، اكد العميد سعد معن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد “احكام الطوق على داعش بصورة كاملة بعد السيطرة على سكة القطار شمالا”.

وكان الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية قال لفرانس برس “شرعت قواتنا صباح اليوم (الاثنين) في تنفيذ عملية تطهير لمناطق الفلوجة الشمالية انطلاقا من جسر الفلوجة القديم نحو منطقة الجولان”.

واضاف “هناك مقاومة لتنظيم داعش وتم التصدي لعدد من العجلات المفخخة للانتحاريين”.

واكد ان “قواتنا تمكنت من تطهير منطقة الفلوجة القديمة، والجسر الحديدي” في غرب المدينة.

واعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي “تحرير” المدينة التي سقطت بيد التنظيم منذ اكثر من عامين، مع بقاء جيوب قليلة.

بدوره، اكد احد ضباط الشرطة المشاركين في تنفيذ العملية، ان “قواتنا تواجه مقاومة عنيفة من مسلحي داعش ” ممثلة ب”العجلات المفخخة والانتحاريين”.

وتمكنت القوات العراقية من السيطرة قبل ذلك على الغالبية العظمى من جنوب الفلوجة اعقبها السيطرة على مركز المدينة الجمعة.

ودفعت المعارك التي تدور في الفلوجة، عشرات الالاف العائلات الى الفرار من المدينة بحثا عن ملاذ امن.

-“معاناة انسانية هائلة”-

تتعرض العائلات التي استطاع افرادها الهرب من قبضة الجهاديين الى معاناة كبيرة بسبب تفاقم اعداد النازحين وضعف الموارد.

وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، في وقت سابق، ان اكثر من 84 الف شخص اضطروا الى مغادرة منازلهم منذ بداية الهجوم ضد معقل تنظيم الدولة الاسلامية في الفلوجة، اي قبل نحو شهر.

وحذر المجلس النروجي للاجئين الذي يتولى ادارة عدد من مخيمات النازحين قرب الفلوجة، من “كارثة انسانية” بسبب تصاعد اعداد النازحين وقلة الموارد.

وقال مسؤول في احد المخيمات في عامرية الفلوجة “لدي في المخيم 400 اسرة وصلت خلال الاربعة ايام الماضية، ليس بحوزتهم اي شىء”.

واضاف “اعطيناهم القليل من الخيم والباقي من نساء واطفال ورجال يفتروش الارض في العراء تحت الشمس. الشي الوحيد الذي نقدمه لهم هو الماء والعصائر”.

واكد التقرير السنوي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين الاثنين ان “الصراعات والاضطهاد تسبب تصاعد الهجرة القسرية العالمية بشكل حاد في عام 2015، الى اعلى مستوى على الاطلاق” مؤكدا ان “الامر يمثل معاناة انسانية هائلة”.

وكشف التقرير عن “نزوح 65,3 مليون شخص حتى نهاية عام 2015 (…) وهي المرة الاولى التي يتجاوز فيها عتبة الستين مليونا”.

وتعد الفلوجة المعروفة بمدينة المساجد، رمزا للجهاديين الذين فرضوا سيطرتهم على المدينة منذ اكثر من عامين ونصف العام.

وكانت الفلوجة اولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد التنظيم المتطرف الذي شن بعدها هجمات كاسحة في حزيران/يونيو العام ذاته، سيطر خلالها على مناطق اخرى في شمال وغرب البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية