مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مفاوضات بريكست “في مأزق” لكن التقدم يبقى ممكنا الشهرين المقبلين

كبير المفاوضين الاوروبيين ميشال بارنييه يلقي خطابا خلال مناقشات في البرلمان الاوروبي في سترسبورغ بشأن بريكست في 03 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أعلن كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه الخميس ان المفاوضات حول بريكست تواجه “مأزقا مثيرا للقلق” لكنه رأى ان تحقيق “تقدم حاسم” ممكن في الشهرين المقبلين.

وقال بارنييه في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البريطاني ديفيد ديفيس في بروكسل بعد ثلاثة ايام من المفاوضات مع البريطانيين حول شروط انفصال لندن عن الاتحاد الاوروبي “انني مقتنع (…) انه بارادة سياسية، يمكن تحقيق تقدم حاسم بات في متناول اليد في الشهرين المقبلين”.

واعترف الوزير الفرنسي السابق بان الجولة الخامسة من المفاوضات لم تسمح بتحقيق تقدم كبير. وقال “هذا الاسبوع عملنا بروح بناءة واوضحنا بعض النقاط لكننا لم نحقق خطوات كبرى الى الامام”.

واضاف انه ونتيجة لذلك “لا يستطيع” ان يوصي القادة ال27 الاعضاء في الاتحاد بالانتقال الى المرحلة التالية من المفاوضات في القمة الاوروبية المقبلة التي ستعقد في 19 و20 تشرين الاول/اكتوبر.

وتطالب المملكة المتحدة بالحاح ببدء هذه المرحلة الجديدة التي تتعلق بالعلاقات المستقبلية بين الطرفين. وقد دعا الوزير البريطاني المكلف بريكست قادة الدول ال27 الى الالتزام بذلك على الرغم من تصريحات نظيره الاوروبي.

ورحبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بإقرار بارنييه بامكانية تحقيق تقدم في الاسابيع المقبلة وقالت انها تريد “الانتقال الى التفاوض حول العلاقات المستقبلية”.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي يعد الى جانب ديفيس من اشد المناصرين لبريكست “نتطلع الى بعض السرعة من اصدقائنا وشركائنا، وآن الأوان لبذل بعض الجهد وانهاء هذا الأمر”.

– “خطوة الى الامام” –

قال ديفيس “بينما تتوجه الأنظار الى القمة الاوروبية في تشرين الأول/اكتوبر الاسبوع المقبل، آمل ان تعترف الدول الأعضاء بالتقدم الذي أحرزناه والقيام بخطوة الى الأمام” بهدف الانتقال الى المحادثات حول طبيعة الشراكة المقبلة بين لندن والاتحاد الاوروبي.

ورد بارنييه “سنكون مستعدين ونرغب في القيام بذلك في اسرع وقت ممكن”. لكنه اضاف ان ذلك سيتم “ما ان ننجح في اجتياز المرحلة الاولى غير المرتبطة اطلاقا بالعلاقة المستقبلية”، ملمحا بذلك الى رغبته في اتفاق حول “انسحاب منظم” اولا.

ويريد الاتحاد قبل ان ينتقل الى اي مفاوضات معمقة، تحقيق “تقدم كاف” في ثلاثة ملفات اساسية هي التسوية المالية للانفصال، ومصير المواطنين الاوروبيين، وانعكاسات بريكست على ايرلندا.

وضاعف القادة الاوروبيون في الاسابيع الاخيرة التصريحات التي توحي بان البرنامج الزمني الذي وضع، اي امكانية تحقيق التقدم قبل قمة تشرين الاول/اكتوبر، لن ينفذ في الوقت المحدد.

وكان رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك عبر الثلاثاء عن الامل في ان يتحقق ذلك قبل كانون الاول/ديسمبر موعد القمة التالية. الا انه ادخل تعديلا طفيفا.

وقال توسك الذي يرئس المجلس الذي يضم رؤساء دول وحكومات البلدان الاعضاء في الاتحاد “اذا تبين ان المحادثات تتواصل بوتيرة بطيئة وانه لم يتم تسجيل تقدم كاف، سيكون علينا التفكير في الاتجاه الذي نسلكه”.

وصرح بارنييه الخميس ان قضية التسوية المالية، اي تسديد بريطانيا لالتزاماتها كعضو في الاتحاد الاوروبي قبل خروجها في نهاية آذار/مارس 2019، هي مشكلة بحد ذاتها في الجولة الخامسة من المفاوضات التي انتهت الخميس.

وقال “بشأن هذه القضية نحن في طريق مسدود يثير قلقا كبيرا (…) للآلاف من اصحاب المشاريع” في اوروبا “ولدافعي الضرائب”. واضاف انه “ليس هناك تنازل من اي طرف حول هذه المسألة”.

واكد في الوقت نفسه انه لا يوصي بالانتقال الى المرحلة التالية من المفاوضات حول العلاقات المستقبلية بين لندن والاتحاد الاوروبي على عكس نظيره البريطاني.

والتقى فريقا المفاوضين الاوروبي والبريطاني كعادتهم في مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل، في جولة خامسة من المفاوضات استمرت اربعة ايام وهي الاخيرة قبل اجتماع المجلس الاوروبي في 19 و20 تشرين الاول/اكتوبر.

وسيقرر الاتحاد في هذا الاجتماع ما إذا كان الطرفان توصلا “الى تقدم كاف” يسمح بالاتجاه نحو اجراء مباحثات حول ملف التجارة الذي ترغب بريطانيا ان يناقش بشكل منفصل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية