مقتل القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين في انفجار في سوريا
قتل القائد العسكري لحزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين في انفجار كبير استهدف احد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي، وباشر الحزب تحقيقاته لتحديد طبيعة الاعتداء على ان يعلن النتائج في الساعات القليلة المقبلة.
وشيع حزب الله الذي يخوض مقاتلوه معارك الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد، بدر الدين مساء الجمعة وسط حضور حزبي وشعبي حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وحمل شبان بلباس عسكري النعش الملفوف براية الحزب الصفراء على وقع عزف الاناشيد والهتافات ونثر الارز والورود، قبل ان يوارى الثرى الى جانب “الشهيد القائد الحاج عماد مغنية” وفق بيان للحزب.
ونعى الحزب في وقت مبكر الجمعة بدر الدين في بيان جاء فيه “قال قبل شهور، لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر. إنه القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين +ذو الفقار+. وها هو اليوم عاد شهيدا ملتحفا راية النصر”.
ويعد بدر الدين البالغ حوالى 55 عاما، أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القائد السابق عماد مغنية الذي اغتيل في 2008 بتفجير سيارة مفخخة في دمشق. وقد حل محله، وكان مسؤولا عن عمليات الحزب في سوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ 2011.
وفي بيان اخر اصدره، اعلن الحزب ان ” لكن صحيفة “الاخبار” اللبنانية القريبة من الحزب اشارت الى انه قتل “ليل امس”.
– نتائج التحقيق –
واوضح الحزب في بيانه ان
واوضح الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام للحزب في كلمة القاها خلال التشييع ان عناصر من الحزب يتولون التحقيق. واضاف “بسبب وجود احتمالات عدة لم نرغب ان نستبق التحقيق وان نعلن بناء على رؤية سياسية او رغبة بتظهير بعض الاعداء دون البعض الاخر”.
وتعهد بان يعلن الحزب بالتفصيل خلال “ساعات اقصاها صبيحة الغد.. سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة وسنبني على الامر مقتضاه” متابعا “تلمسنا خطوات واضحة تؤشر الى الجهة والاسلوب لكننا نحتاج الى بعض الاستكمال لنتيقن مئة في المئة”.
وحزب الله هو العدو اللدود لاسرائيل التي غالبا ما يتهمها باغتيال قادته، غير انه هذه المرة لم يوجه اي اتهام رسمي اليها.
واكد مسؤولون اسرائيليون ان اسرائيل ليست بالضرورة مسؤولة عن هذا الاعتداء. وقال يعقوب اميدرو، مستشار الامن القومي السابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لصحيفة “هآرتس” انه على رغم ان قتل بدر الدين “خبر سار” لكن “اسرائيل ليست دائما مسؤولة عن ذلك”.
في بغداد، راى المتحدث باسم القوات الاميركية الكولونيل ستيف وارن “بالنسبة الى هذه الضربة بالتحديد، من السابق لاوانه الحديث عمن نفذها وما هي التداعيات المستقبلية لخسارة هذا القائد”.
ويعد حزب الله المدعوم من ايران، اكبر حلفاء النظام السوري وقد خسر مئات المقاتلين وبينهم قياديون في السنوات الاخيرة.
وخاطب قاسم بدر الدين “بقتلك اعطوا دفعة جديدة الى مسيرتنا التي تعطي الشهيد تلو الاخر والقائد تلو القائد”.
واستهدفت اسرائيل مرارا بغارات جوية مواقع لحزب الله في سوريا وشحنات صواريخ يتم نقلها لحسابه.
واتهم الحزب اسرائيل بقتل كل من عماد مغنية في شباط/فبراير 2008 في دمشق، والقيادي العسكري سمير القنطار بغارة اسرائيلية في كانون الاول/ديسمبر قرب العاصمة.
وقتل ستة عناصر من الحزب في غارة اسرائيلية في كانون الثاني/يناير 2015 على منطقة القنيطرة في جنوب سوريا. وكان بين القتلى جهاد مغنية نجل عماد مغنية.
– مهمات حزبية عدة –
ويقول الباحث اللبناني المتخصص في شؤون حزب الله وضاح شرارة لفرانس برس ان بدر الدين “كان المسؤول عن تدريب مقاتلين شيعة في العراق وشكل صلة الوصل مع ايران على المستوى العسكري، كما كان الرابط الابرز بين حزب الله وقضية اغتيال الحريري”.
وتتم محاكمة بدر الدين مع خمسة من رفاقه في الحزب غيابيا امام المحكمة الخاصة بلبنان قرب لاهاي، بعدما رفض حزب الله تسليمهم متهما المحكمة باستهدافه. وبدر الدين وفق نص الاتهام، هو “المشرف العام على العملية” التي ادت الى مقتل الحريري و22 شخصا اخرين بينهم منفذ الاعتداء في تفجير ضخم.
وقالت المحكمة في بيان الجمعة انها “اخذت علما” بمقتله وهي “ليست بوارد التعليق على هذا الاعلان (…) في انتظار التسوية القانونية”.
وفرضت وزارة الخزانة الاميركية في تموز/يوليو 2015 على بدر الدين ومجموعة من القادة والمسؤولين العسكريين في حزب الله عقوبات قالت انها تأتي في سياق “كشف واستهداف الدعم النشط الذي يقدمه حزب الله لنظام بشار الأسد، فضلاً عن أنشطة الحزب الارهابية الاخرى”.
وفي بيان نشر على موقعها عند فرض العقوبات، اتهمت وزارة الخزانة بدر الدين بانه “مسؤول عن عمليات حزب الله العسكرية في سوريا منذ 2011، بما في ذلك حركة مقاتلي حزب الله من لبنان الى سوريا دعما للنظام السوري”.
وتابع “منذ ايلول/سبتمبر 2011، يجري التنسيق الاستراتيجي بين الاسد والامين العام لحزب الله حسن نصرالله على قاعدة اسبوعية، حيث يرافق بدر الدين نصرالله خلال الاجتماعات في دمشق”.
