مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل طفلين وجندي دولي تشادي في كيدال غداة هجوم باماكو

عناصر امن ماليون يقفون قرب قنبلة يدوية غير منفجرة في موقع الهجوم على مطعم لا تيراس في باماكو في 7 آذار/مارس 2015 afp_tickers

قتل طفلان وجندي دولي تشادي الاحد باطلاق صواريخ في كيدال بشمال شرق مالي غداة هجوم دام في باماكو هو الاول الذي يستهدف غربيين في العاصمة.

وبخلاف هجوم باماكو الذي تبنته جماعة “المرابطون” الجهادية بزعامة الجزائري مختار بلمختار، لم تعرف حتى الان هوية من اطلقوا الصواريخ على معسكر للامم المتحدة في كيدال.

وتحدثت بعثة الامم المتحدة في مالي عن مقتل جندي واصابة ثمانية في صفوفها، اضافة الى قتيلين وثلاثة جرحى بين السكان المدنيين خارج المعسكر. واوضحت لاحقا على موقع تويتر ان المدنيين القتيلين هما طفلان.

واوضح مصدر في البعثة الاممية ان الجندي القتيل ينتمي الى الكتيبة التشادية، الاكبر من حيث العديد في كيدال.

واورد بيان “قرابة الساعة 5,40 بالتوقيتين المحلي والعالمي، تعرض معسكر القوة الاممية في كيدال لسقوط اكثر من ثلاثين صاروخا وقذيفة”، وقد رد الجنود الدوليون بعيد ذلك بقصف مواقع على بعد كيلومترين من المعسكر “بعد تحديد مصدر النيران”.

واضافت القوة الاممية ان “هذا الهجوم يأتي في وقت يسجل تقدم في الجزائر في اطار مفاوضات السلام”، في اشارة الى الاتفاق الذي وقعته الحكومة بالاحرف الاولى في اول اذار/مارس في حين لم يقم متمردو الشمال حتى الان بهذا الامر.

وانتقدت “جبن مطلقي النيران التي طاولت ايضا مواطنين ابرياء”.

وقال مصدر امني في القوة الاممية لوكالة فرانس برس ان صواريخ كانت سقطت في مخيم يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات من معسكر الامم المتحدة ما اسفر عن مقتل مدنيين ينتمون الى قبيلة كونتا العربية.

ونددت باريس بهذا الهجوم، مؤكدة ان “فرنسا تدعم القوة الاممية في شكل تام في مهمتها ارساء الاستقرار في مالي”.

والسبت، اعلنت القوة الاممية التي تضم نحو عشرة الاف جندي وشرطي انها “وضعت في تصرف السلطات المالية محققين وخبراء في مسرح الجريمة” لاعتقال مرتكبي اعتداء باماكو الذي خلف خمسة قتلى هم ثلاثة ماليين وفرنسي وبلجيكي وثمانية جرحى على الاقل.

وتم تعزيز التدابير الامنية الاحد في العاصمة المالية. وتم تشديد التفتيش عند ثلاثة جسور فوق نهر النيجر فيما انتشرت الشرطة في شكل كثيف مزودة سترات واقية للرصاص.

وتحدث مصدر في الشرطة عن “مؤشرات الى السيارة التي استخدمت في نقل المجموعة المسؤولة عن ارتكاب الجرائم في باماكو”، من دون توضيحات اضافية.

وفي تسجيل صوتي بثته وكالة الانباء الموريتانية الخاصة، قال متحدث باسم جماعة “المرابطون”، “اننا في جماعة المرابطن نعلن تبنينا للعملية الاخيرة في باماكو وقد قام بها فرسان المرابطين الشجعان ثأرا للنبي محمد من الغرب الكافر الذي قام بشتم نبينا والاستهزاء به وثأرا لمقتل الاخ احمد التلمسي” الذي قتله الجيش الفرنسي في كانون الاول/ديسمبر.

وكان يشير الى الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة والتي تعرضت لاعتداء قبل شهرين شنه جهاديان في باريس، اعقبته “مسيرة ضد الارهاب” شارك فيها الرئيس المالي ابراهيم ابوبكر كيتا في 11 كانون الثاني/يناير.

ودعا رئيس الوزراء المالي موديبو كيتا السبت جميع الماليين الى التحلي باليقظة.

وقال “علينا ان نبقى يقظين، على السكان ان يبلغوا عن سلوك الاشخاص المشتبه بهم”.

والهجوم الذي وقع ليل الجمعة السبت داخل مطعم في باماكو هو الاول الذي يستهدف غربيين في العاصمة التي تتعرض منذ العام 2012 لتهديدات الجهاديين.

يذكر ان شمال مالي سقط في 2012 تحت سيطرة اسلاميين مرتبطين بالقاعدة لكن عملية سرفال التي اطلقتها فرنسا مطلع 2013 ادت الى طردهم. وحلت عملية برخان، ويغطي مجال تحركها مجمل منطقة الساحل والصحراء، مكان سرفال في اب/اغسطس 2014.

ولا تزال مناطق بكاملها في شمال البلاد خارج سيطرة السلطات المركزية، لكن الهجمات الجهادية التي تصاعدت وتيرتها منذ الصيف وخصوصا ضد البعثة الاممية عادت وتراجعت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية