مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل فتى فلسطيني بعد خطفه في القدس ومواجهات تسفر عن عشرات الجرحى

متظاهرون فلسطينيون يرشقون الحجارة على الشرطة الاسرائيلية خلال مواجهات في مخيم شعفاط في القدس الشرقية في 2 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

قتل فتى فلسطيني من القدس الشرقية المحتلة بعد خطفه في وقت مبكر من صباح الاربعاء في ما يبدو انه هجوم انتقامي ردا على مقتل ثلاثة اسرائيليين في الضفة الغربية، ما اسفر عن مواجهات في القدس الشرقية المحتلة.

واصيب العشرات في مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية وشبان فلسطينيين تجمعوا غاضبين مع انتشار خبر مقتل محمد ابو خضير (16 عاما).

وبدأت المواجهات في الصباح خارج منزل ابو خضير في مخيم شعفاط حيث اشتبك حوالى 200 فلسطيني مع الشرطة الاسرائيلية واغلقوا الطريق المؤدية الى مستوطنة قريبة، وفق الشرطة.

ورشق الشبان الشرطة الاسرائيلية بالحجارة. وردت الشرطة باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

وتراجعت حدة المواجهات مساء الاربعاء.

واصيب 65 فلسطينيا على الاقل بجروح خلال المواجهات، وفق الهلال الاحمر الفلسطيني. كما اصيب صحافيان فلسطينيان وصحافية اسرائيلية خلال المواجهات.

وافادت مراسلة تلفزيون “فلسطين” الذي نقل الاحداث مباشرة، عن اصابة صحافيين يعملان مع القناة ومقرها في رام الله بالرصاص المطاطي.

واكدت متحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية وقوع ثلاث اصابات طفيفة.

وتم وقف خدمة القطار الخفيف الاسرائيلي الذي يمر في منطقة شعفاط.

وفي شمال الضفة الغربية، خطت شعارات معادية للعرب بالعبرية تدعو “لانتقام اليهود” على حائط في قرية عقربا قرب نابلس.

وشارك نحو 200 شخص الثلاثاء في تظاهرة معادية للعرب في القدس.

وخطف الشاب في حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة وعثر على جثته بعد ساعات و”هي تحمل اثار عنف” في الجزء الغربي من المدينة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري لوكالة فرانس برس انه تم العثور على الجثة قرب منطقة احراج في القدس الغربية.

وقال حسين ابو خضير والد الفتى لوكالة فرانس برس “تأكدنا من خلال الفحوصات ان الجثة هي لابني، والان سيقومون بتشريح الجثة بحضور طبيب فلسطيني”. وقالت والدته سهى ان محمد ذهب للمسجد قبل صلاة الفجر بقليل.

وتحدثت وسائل الاعلام عن امكانية ان يكون مقتل الفتى جاء كهجوم انتقامي على مقتل ثلاثة اسرائيليين ظلوا مفقودين منذ 12 حزيران/يونيو الماضي بالقرب من منطقة حلحول قرب الخليل.

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء الحكومة الاسرائيلية بانزال اشد العقاب بقتلة الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير في القدس الشرقية المحتلة.

وقال عباس في تصريحات نشرتها وكالة وفا الرسمية للانباء “اطالب الحكومة الاسرائيلية ان تنزل العقاب بالقتلة اذا ارادت السلام فعلا بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي”.

وقبلها طالب عباس الاربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بادانة خطف وقتل ابو خضير مثلما ادان هو خطف الاسرائيليين الثلاثة في حزيران/يونيو الماضي.

وقال مكتب عباس في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) “يطالب الرئيس عباس نتانياهو بان يدين خطف وقتل الفتى محمد ابو خضير من القدس كما ادنا نحن خطف وقتل” الاسرائيليين الثلاثة.

وبعدها بقليل، دان نتانياهو مقتل الفتى ووصفه بالجريمة “الشنيعة”. وقال مكتب نتانياهو في بيان ان “رئيس الوزراء نتانياهو تحدث قبل ظهر اليوم (الاربعاء) مع وزير الامن الداخلي اسحق اهرونوفيتش وطالب بفتح تحقيق من اجل العثور باسرع وقت ممكن على منفذي هذه الجريمة الشنيعة”.

من جهته، دان رئيس بلدية القدس نير بركات مقتل الفتى الفلسطيني ودعا الى الهدوء. وقال “هذه ليست طريقتنا وانا واثق جدا ان قواتنا الامنية ستحضر المعتدين الى العدالة”.

وتفاقم التوتر منذ 12 حزيران/يونيو بعد خطف الاسرائيليين الثلاثة الذين عثر على جثثهم الاثنين، وحملت اسرائيل حركة حماس المسؤولية وتوعدت بالرد.

وتوعدت حماس الاربعاء بان اسرائيل “ستدفع ثمن جرائمها”. وقالت في بيان ان “شعبنا لن يمر على هذه الجريمة ولا كل جرائم القتل والحرق والتدمير التي يقوم بها قطاع مستوطنيه (…) ستدفعون ثمن كل هذه الجرائم”.

واتهمت الحركة نتانياهو “باعطاء اوامر للمستوطنين” بخطف وقتل الشاب الفلسطيني.

وبعد ساعات على تقديم عائلة ابو خضير بلاغا حول فقدان ابنها، تم العثور على الجثة في منطقة حرجية في القدس الغربية، فرضت الشرطة طوقا حولها.

وقالت سمري ان الشرطة تسعى للتثبت مما اذا كانت هناك علاقة بين الحادثين.

ودانت عائلة احد الاسرائيليين الثلاثة الذين قتلوا في الضفة الغربية خطف وقتل الفتى ابو خضير.

وقالت عائلة نفتالي فرنكل (16 عاما) في بيان “لا فرق بين الدم العربي والدم اليهودي. لا غفران ولا تبرير للقتل. اذا اغتيل الفتى العربي لدوافع قومية فهذا عمل رهيب وشنيع”.

ولفتت الاذاعة الى ان الجثة وجدت محروقة. وكانت تحدثت سابقا عن اثار طعن بالسكين على الفتى.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن شهود عيان ان سيارة سوداء من طراز “هوندا” توقفت بالقرب من الشاب وتم اجباره على الدخول اليها. وقال احد اقرباء ابو خضير واسمه محمود للاذاعة ان سكان المنطقة حاولوا اللحاق بالسيارة التي اختطفته الا انهم لم ينجحوا في الوصول اليها.

وكان سكان قدموا بلاغا في الايام الاخيرة حول شخص في السيارة ذاتها حاول اختطاف طفل في السابعة من عمره.

وفي ردود الفعل الدولية، دانت واشنطن مقتل الفتى الفلسطيني ووصفته بانه “جريمة بشعة”، كما حذرت من ان الاعمال الانتقامية قد تزيد من تدهور الوضع المتفجر. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان “لا توجد كلمات كافية للتعبير عن تعازينا للشعب الفلسطيني”.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ب”المشينة” جريمة قتل محمد ابو خضير، ودعا اسرائيل والفلسطينيين الى ضبط النفس مع ارتفاع حدة التوتر.

وفي باريس، جاء في بيان لقصر الاليزيه ان الرئيس فرنسوا هولاند “يدين باقسى التعابير هذا الاغتيال الشنيع ويقدم احر تعازيه لعائلته”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية