مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن في كنيسة في شمال غرب فرنسا

وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت يتحدث الى الصحافيين في تور الثلاثاء afp_tickers

قتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن الثلاثاء في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه في شمال غرب فرنسا نفذها رجلان قتلتهما الشرطة وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انهما اعلنا انتماءهما الى تنظيم الدولة الاسلامية.

وتزيد هذه العملية من التوتر في البلاد التي تعرضت لسلسة اعتداءات خلال الفترة الاخيرة تبناها التنظيم الجهادي.

وقال هولاند لدى وصوله الى سانت اتيان دو روفريه حيث وقع الاعتداء انه “جريمة ارهابية دنيئة”.

واضاف ان منفذيها “قالا انهما ينتميان الى داعش”.

وفي وقت سابق، افاد مصدر مطلع على التحقيق ان الكاهن الذي قتل خلال عملية احتجاز الرهائن تعرض للذبح.

وكان رئيس الوزراء مانويل فالس اعرب الثلاثاء عن “الصدمة من الاعتداء الهمجي” على الكنيسة الذي اصيبت فيه ايضا رهينة ثانية لم تعرف هويتها، قالت السلطات انها “بين الحياة والموت”.

وكتب فالس على حسابه على موقع “تويتر” “فرنسا بكاملها وكل الكاثوليك تحت الصدمة في مواجهة الاعتداء الهمجي على الكنيسة” الواقعة في ضاحية مدينة روان.

وقتلت الشرطة منفذي عملية احتجاز الرهائن الاثنين، بحسب وزارة الداخلية التي اشارت الى ان ثلاثة رهائن خرجوا سالمين.

واعلن رسميا احالة ملف العملية الى قضاة مكافحة الارهاب.

ويأتي هذا التطور بينما فرنسا في حال تأهب بعد اسبوعين على الاعتداء الذي نفذه تونسي بشاحنة تبريد في مدينة نيس في جنوب فرنسا وقتل خلاله 84 شخصا واصيب اكثر من 350 آخرين. وتبنى الاعتداء تنظيم الدولة الاسلامية.

ويتزامن الاعتداء مع افتتاح الايام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرنسيس.

وندد الفاتيكان ب”جريمة همجية”، فيما عبر البابا عن المه ازاء العنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين.

وافاد بيان صادر عن الكرسي الرسولي “نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، ازاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن واصيب مؤمنون”.

واضاف ان البابا “ابلغ بالخبر، ويشارك (الفرنسيين) الالم، ويدين بشدة كل اشكال الكراهية ويصلي للضحايا”.

وتابع “هذا الخبر المروع الجديد يضاف الى سلسلة اعمال عنف خلال الايام الاخيرة اصابتنا بالصدمة واثارت الما كبيرا وقلقا”، ناقلا تضامن الفاتيكان مع الرعية المستهدفة والشعب الفرنسي.

في كراكوفيا، اعلن اسقف روان دومينيك لوبران انه سيعود الى فرنسا بعد الظهر، “لان واجبي ان اكون قرب رعيتي”.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية نشر اخيرا تسجيل فيديو يتوعد فيه بمزيد من الهجمات في فرنسا.

وكان المسؤولون الفرنسيون يتخوفون من خطة لمهاجمة اماكن دينية منذ سنة، لا سيما بعد احباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في احدى ضواحي باريس في نيسان/ابريل 2015.

وتم توقيف الجزائري سيد احمد غلام (24 عاما) بعد الاشتباه بانه ينوي استهداف هذه الكنيسة واماكن دينية كاثوليكية اخرى في ضواحي باريس.

واعلنت الحكومة بعد ذلك تعزيز تدابير مكافحة الارهاب لتصبح مؤاتية ايضا لحماية لمراكز الدينية.

وتشمل عملية عسكرية يطلق عليها اسم “سانتينال” (حراسة) حماية 700 مدرسة وكنيس يهودي واكثر من الف مسجد بين 2500 موجودة في فرنسا. لكن يبدو صعبا جدا تطبيق نسبة الحماية نفسها على 45 الف كنيسة كاثوليكية، تضاف اليها اربعة الاف كنيسة بروتستانتية و150 اورثوكسية.

وتعرضت فرنسا لثلاثة اعتداءات خلال 18 شهرا قتل فيها 17 شخصا في كانون الثاني/يناير 2015، و130 في تشرين الثاني/نوفمبر، و84 في تموز/يوليو 2016. وتخضع لحالة الطوارىء تحسبا لاعتداءات جديدة.

– غضب الرأي العام –

وبعد اعتداء نيس في 14 تموز/يوليو، اتهم اليمين الوزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت يتحدث الى الصحافيين في تور الثلاثاءفرنسي الحكومة الاشتراكية بانها لم تأخذ في الاعتبار بالقدر الكافي التهديدات الارهابية.

وتوسعت دائرة الغضب لتشمل شرائح في الراي العام، على عكس التضامن الوطني الذي ساد غداة اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر.

وتم احباط اعتداءات عدة منذ اكثر من عام، لكن لم يحل ذلك دون حصول اخرى بينها مثلا جريمة قتل شرطيين (رجل وامرأة) في منزلهما قرب باريس.

وحذر فالس في 19 تموز/يوليو من “اعتداءات اخرى ومقتل ابرياء جدد”، ما اثار انتقادات جديدة ضده اتهمته بالخنوع.

وفي 21 تموز/يوليو، هدد تنظيم الدولة الاسلامية بتصعيد هجماته ضد فرنسا في تسجيل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحدث فيه جهاديان بالفرنسية.

وكان التنظيم قال ان اعتداء نيس كان “استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الاسلامية”. وتشارك فرنسا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويستهدف مواقع للتنظيم الجهادي في سوريا وفي العراق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية