مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن في كنيسة في شمال غرب فرنسا

هولاند يتحدث الى رجال اطفاء عند وصوله الى سانت اتيان دو روفريه afp_tickers

قتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان الثلاثاء في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه في شمال غرب فرنسا وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية.

وتؤجج هذه العملية التوتر والخوف في البلاد بعد 12 يوما من اعتداء نيس الذي خلف 84 قتيلا و350 جريحا وتبناه ايضا التنظيم الجهادي.

وقالت جوانا توران، موظفة في محل تجاري في سانت اتيان دو روفريه، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 29 الفا، “كنت اعتقد ان الاعتداءات تنحصر في المدن الكبرى وانها لن تصل الينا”.

ودخل المعتديان الى الكنيسة قرابة الساعة 7,30 ت غ خلال القداس، واحتجزا خمسة اشخاص خرج منهم ثلاثة سالمين، بحسب وزارة الداخلية.

ثم اقدما على ذبح الكاهن جاك هامل البالغ من العمر 84 عاما، واصابوا رهينة اخرة وضعها حرج ولم يكشف عن هويتها.

وقال مصدر مطلع على التحقيق ان المهاجمين هتفا “الله اكبر” وهما يدخلان الكنيسة. وقد قتلا على يد الشرطة بينما كانا يخرجان الى باحة الكنيسة.

وتفقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مكان الاعتداء الذي وصفه بانه “جريمة ارهابية دنيئة”.

وقال في سانت اتيان دو روفريه حيث رافقه وزير الداخلية برنار كازنوف “استهدف الكاثوليك اليوم، لكن كل الفرنسيين معنيون”، داعيا مواطنيه الى التضامن.

واضاف ان “الخطر يبقى ماثلا”.

واعلن رسميا احالة ملف العملية الى قضاة مكافحة الارهاب. وتم بعد ساعات توقيف رجل للاشتباه بتورطه بالعملية.

وقالت مصادر متابعة للتحقيق لوكالة فرانس برس ان احد المهاجمين “معروف من اجهزة مكافحة الارهاب”، وانه سيتم تأكيد ذلك ما ان يتم التحقق من هوية الرجلين.

واضافت ان الرجل حاول في 2015 التوجه الى فرنسا، لكنه عاد من تركيا واوقف للتحقيق معه بشبهة الانتماء الى عصابة على ارتباط بمنظمة ارهابية. ووضع قيد التوقيف الاحتياطي قبل ان يفرج عنه ويبقى تحت المراقبة.

– انتقادات جديدة للمعارضة –

وكما حصل بعد اعتداء نيس، سارعت المعارضة من اليمين الى مهاجمة الحكومة الاشتراكية، متهمة اياها بالتراخي وعدم الكفاءة في عملية مكافحة الارهاب.

وقال الرئيس السابق نيكولا ساركوزي “علينا ان نغير حجم تعاملنا (مع الارهاب) واستراتيجيتنا”، منددا ب”عملية ناقصة في مواجهة الارهاب”.

وتابع “يجب ان نكون بلا رحمة. الخفايا القانونية، الحذر في التدابير المتخذة، الحجج لعدم القيام بعملية كاملة، امور غير مقبولة”.

وطلب من الحكومة “تطبيق كل اقتراحات اليمين و”من دون تأخير”، وبينها مثلا انشاء مراكز احتجاز للمشتبه بانهم يشجعون على التطرف.

ونددت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن على حسابها على موقع “تويتر” ب”كل الذين يحكموننا منذ ثلاثين عاما”، بينما كانت النائبة عن الجبهة الوطنية ماريون ماريشال لوبن تدعو الفرنسيين الى “الاستيقاظ”.

وتلقى القضاء الفرنسي الثلاثاء شكاوى من عائلات ضحايا الاعتداء الذي وقع في نيس في 14 تموز/يوليو، ضد الدولة الفرنسية والبلدية على خلفية التقصير أمنيا، بحسب ما أفاد مصدر قضائي.

وأوضح النائب العام في نيس جان ميشال بريتر أنه “تم تسجيل أربع دعاوى، وأخر لا تزال قيد النظر”. والمدعون هم أشخاص كانوا على مقربة من مكان وقوع الاعتداء أو من أهالي قاصرين كانوا متواجدين في المنطقة.

– تهديدات –

وتعرضت فرنسا لثلاثة اعتداءات خلال 18 شهرا قتل فيها 17 شخصا في كانون الثاني/يناير 2015، و130 في تشرين الثاني/نوفمبر، و84 في تموز/يوليو 2016. وتخضع لحالة الطوارىء التي يتم تمديدها كل ثلاثة اشهر.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية نشر اخيرا تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت توعد فيه بمزيد من الهجمات في فرنسا.

وذكرت وكالة “اعماق” التابعة للتنظيم الجهادي اليوم ان عملية الكنيسة في منطقة النورماندي جاءت “استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي”.

وتشارك فرنسا في حملة الغارات الجوية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة اميركية ضد الجهاديين في سوريا والعراق.

وكان المسؤولون الفرنسيون يتخوفون من خطة لمهاجمة اماكن دينية منذ سنة، لا سيما بعد احباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في احدى ضواحي باريس في نيسان/ابريل 2015.

وتم توقيف الجزائري سيد احمد غلام (24 عاما) بعد الاشتباه بانه ينوي استهداف هذه الكنيسة واماكن دينية كاثوليكية اخرى في ضواحي باريس.

واعلنت الحكومة بعد ذلك تعزيز تدابير مكافحة الارهاب لتصبح مؤاتية ايضا لحماية لمراكز الدينية.

وتشمل عملية عسكرية يطلق عليها اسم “سانتينال” (حراسة) حماية 700 مدرسة وكنيس يهودي واكثر من الف مسجد بين 2500 موجودة في فرنسا. لكن يبدو صعبا جدا تطبيق نسبة الحماية نفسها على 45 الف كنيسة كاثوليكية، تضاف اليها اربعة الاف كنيسة بروتستانتية و150 اورثوكسية.

وتم احباط اعتداءات عدة منذ اكثر من عام، لكن لم يحل ذلك دون حصول اخرى بينها مثلا جريمة قتل شرطيين (رجل وامرأة) في منزلهما قرب باريس.

وتزامن اعتداء اليوم مع افتتاح الايام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرنسيس.

وندد الفاتيكان ب”جريمة همجية”، فيما عبر البابا عن المه ازاء العنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين.

وجاء في بيان صادر عن الكرسي الرسولي “نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، ازاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن واصيب مؤمنون”.

كما دانت واشنطن “باشد العبارات” الاعتداء وعرضت مساعدتها في التحقيق. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس في بيان “ان فرنسا والولايات المتحدة لديهما التزام مشترك لحماية الحرية الدينية لكل الاديان، والعنف الذي وقع اليوم لن يزعزع هذا الالتزام”.

من جهتها، دانت الحكومة الاردنية في بيان الثلاثاء الجريمة “الارهابية الدنيئة” التي وقعت في كنيسة بشمال غرب فرنسا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية