مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 14 من جنود حفظ السلام في مواجهات في الكونغو الديموقراطية

جندي من بعثة الامم المتحدة للاستقرار في الكونغو الديموقراطية في قاعدة الاوروغواي في غوما في 21 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

قتل 14 جنديا من قوات حفظ السلام خلال مواجهات في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، حسب ما أعلنت بعثة الامم المتحدة في هذا البلد الافريقي المضطرب، في ما يعد أسوأ هجوم في التاريخ الحديث للأمم المتحدة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن الاعتداء، الذي وقع مساء الخميس في مقاطعة شمال كيفو في شرق البلاد، أسفر عن مقتل عدد من الجنود التنزانيين في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونسكو).

وأكد الأمين العام إصابة 40 آخرين، عدد منهم في حالة خطيرة، خلال المعارك.

وقال غوتيريش في بيان “أدين هذا الهجوم بشكل قاطع. هذه الهجمات المتعمدة ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة وتشكل جريمة حرب”.

وأوضح غوتيريش أن الهجوم أسفر عن مقتل “12 على الأقل” من جنود قوات حفظ السلام في الكونغو، لكن البعثة الأممية نفسها أكدت في بيان مقتل 14 من عناصرها في اعتداء الخميس الدامي.

ويشهد شرق الكونغو منذ فترة طويلة أحداث عنف بين القوات الحكومية وميلشيات، بالإضافة إلى نزاعات اتنية زادت حدتها بشكل كبير في العام 2017.

فيما تشهد مقاطعة شمال كيفو زيادة في عمليات القتل والخطف على وجه الخصوص بين المجموعات العرقية المتنافسة.

ورفعت الامم في تشرين الاول/اكتوبر حالة الطوارئ في الكونغو إلى الدرجة الثالثة، وهو الوضع الممنوح للنزاعات في سوريا والعراق واليمن.

وقالت مصادر عسكرية في الكونغو ان جنود حفظ السلام قتلوا بايدي متمردين اوغنديين مسلمين منضوين في “القوات الديموقراطية الحليفة” وهي من المجموعات المسلحة المتعددة الناشطة في منطقة كيفو (شرق).

وأكد غوتيريش في بيانه إنه “الاعتداء الأسوأ الذي يتعرض له جنود حفظ السلام في تاريخ المنظمة الحديث”.

وأضاف “أدعو سلطات جمهورية الكونغو الديموقراطية للتحقيق في الحادث وتقديم مرتكبيه للعدالة. لا ينبغي أن تكون هناك حصانة (لمرتكبي) هذه الهجمات هنا أو في أي مكان آخر”.

ولا تزال عمليات الإخلاء الطبية للجرحى مستمرة، فيما تم إرسال تعزيزات عسكرية للمنطقة.

– 500 قتيل منذ حزيران/يونيو –

وتعرضت قوات مونسكو الأممية لاعتداءات عدة منذ تشكيلها في الكونغو الديمقراطية، البلد الكبير الغني بالمعادن الذي يعاني من عدم استقرار مزمن بسبب تواجد عدد كبير من المجموعات الاتنية المسلحة والمتناحرة.

وقتل جنديان في قوات حفظ السلام في تشرين الاول/اكتوبر الفائت في كمين في شرق الكونغو في اعتداء نسب إلى القوات الديموقراطية الحليفة.

وتتهم كينشاسا والامم المتحدة “القوات الديموقراطية الحليفة” بقتل أكثر من 700 شخص في منطقة بيني منذ تشرين الاول/اكتوبر 2014.

ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية مقتل أكثر من 500 مدني، واختطاف 1087 آخرين، فيما رشحت تقارير عن 11 حادث اغتصاب جماعي في شمال كيفو منذ حزيران/يونيو الفائت.

وتقدر الأمم المتحدة ان اربعة ملايين شخص نزحوا داخل الكونغو الديمقراطية، فيما اضطر 922 الف شخص للهروب من منازلهم العام الفائت.

بدوره، عبر جان بيير لاكروا مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام على تويتر عن “غضبه العارم” بسبب هجوم الخميس.

وحذر غوتيريش في تشرين الاول/الفائت من الاقتطاعات في موازنة بعثة مونسكو، أكبر بعثات الامم المتحدة لحفظ السلام وأكثرها كلفة.

وشهدت البلاد احداث عنف أيضا بعد أن أجل الرئيس جوزيف كابيلا، الذي كان من المفترض أن يغادر الحكم بعد مدة حكمه الاخيرة، في كانون الاول/ديسمبر 2016، إجراء الانتخابات إلى كانون الاول/ديسمبر 2018.

وقال غوتيريش أن “هذا الاعتداء الأخير يؤكد الضرورة الملحة لتقديم المساعدة لمن يحتاجونها ومعالجة الوضع الهش”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية